• من واقع ما يدور في المقار الانتخابية نجد قضايا قد أخذت طريقها في الصعود إلى السطح، وقضايا أخرى اختفت، فتطور الحياة البرلمانية في الكويت يسير بخطى متسارعة كما تسير القضايا السياسية التي تواجهنا في المنطقة، فانتقلنا وسط تغيير الدوائر من الـ25 إلى الدوائر الـ5 ومن الأصوات الأربعة إلى الصوت الواحد.

الكل يعلم أن السياسة في جوهرها تدبير لشؤون الشعوب والبشرية، ولكن علينا أن نسعى إلى تطوير ممارستنا والمساهمة في تطوير النظم الانتخابية، وأقول ذلك بعد متابعتي لعدد من المرشحين الذين صرحوا بنيتهم طرح نماذج من تغيير النظام الانتخابي فور وصولهم للبرلمان. ويعتبر النظام الانتخابي من أبرز سمات المؤسسات التشريعية في الدول الديمقراطية، ولكن على الطرف الآخر من الصعب أن تصل الأنظمة إلى العدالة التامة التي ترضي الجميع.

Ad

لا شك أن نظامنا الانتخابي يترجم ما يدور في صناديق الاقتراع من رغبات الناخبين إلى مقاعد يفوز بها المرشحون، فهل ينجح المجلس القادم في جمع تصورات النواب الجدد تجاه القانون الانتخابي؟ وكيف ستواكب الحكومة رغبات التغيير؟ وهل لدى مستشاريها دراسات عميقة للمتغيرات الاجتماعية؟

• ومن النظام الانتخابي إلى الرئيس الأميركي المنتخب الذي استطاع تسلق جدار الحزب الجمهوري بشكل ملتوٍ وبعيداً عن دعم أعضاء الحزب، واستطاع القفز ببراعة إلى المقعد الرئاسي، حيث واجه ترامب معارضيه بعقلية رجل الأعمال، وذلك بإنشائه صفحة إلكترونية جديدة، معلنا من خلالها فتح باب الانضمام للحكومة الجديدة للراغبين في العمل والإنتاجية... ولمَ لا؟ لعل الإعلان وفتح باب التنافس يأتيان للإدارات الحكومية بأهل الكفاءة والرغبين في العمل، فتخيل أخي القارئ لو أن دولنا العربية وضعت إعلانا لطلب القياديين عبر الإنترنت، ومنحت الفرص للجميع بالتقدم وعرض الكفاءات واختارت الأفضل.

• كلمة أخيرة:

التعداد السكاني في ازدياد والتغيير الديمغرافي يشير إلى زيادة كبيرة في أعداد الوافدين، واستهلاك المياه في ازدياد أيضا، ولا أثر لجهود الترشيد على الإطلاق، الأمر الذي دعا العديد من اللجان الدولية لتحذيرنا من شح المياه من جهة والتصحر من جهة أخرى، فما التدابير لاحتواء شح المياه وندرتها؟ الهدر مستمر محليا والحذر يأتينا دوليا فما نحن فاعلون؟

• وكلمة أخرى:

أخطأت مؤسسات استطلاع الرأي العالمية بقضيتين: الأولى عندما أشارت إلى استحالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والثانية إشارتها إلى استحالة فوز ترامب، فهل أفرطنا في الاعتماد على تلك المؤسسات؟ أم أنها قصرت في آلية عملها فأصبحت قراءاتها خاطئة؟