مصر: رفع تذكرة «المترو»... شرٌّ قادم لا مفر منه
«لو تذكرة المترو سعرها زاد، مش هاروح المدرسة كل يوم، عشان مصروفي لن يكفي لتغطية المواصلات، ومش هطلب زيادة من والدي، كفاية عليه مصاريف البيت».بنبرة طفولية لاهثة، عبر «لؤي»، الطالب في الصف الثاني الإعدادي، عن مخاوفه من رفع سعر تذكرة المترو، خلال الفترة المقبلة، ومثله عشرات الآلاف من طلاب المدارس، الذين يستقلون وسيلة النقل المترو، يومياً للوصول إلى المدرسة.الطالب النحيف، صاحب السنوات الـ «13»، والذي يقف وسط الجموع التي تهتز مع حركة القطار، أدار عملية حسابية صغيرة على أصابعه، واكتشف أن تغيبه عن المدرسة 3 مرات أسبوعياً، يقي والده شر عبء زيادة مصروفه إلى الضعف شهرياً، في حال زيادة سعر التذكرة، وأضاف: «أنا طالب مصروفي 5 جنيهات أو أقل يومياً، وإذا ارتفع سعر التذكرة فعلاً، فسأحتاج إلى 10 جنيهات للمواصلات يومياً».
سيدة أربعينية محجبة، قالت وهي تعبر بصعوبة بين الركاب، إنها موظفة، واسمها «أمل»، قبل أن تندفع شاكية، فور علمها ببدء الحديث عن ارتفاع سعر التذكرة، وقالت: «يعني المواصلات فوق الأرض رفعت الأجرة، بسبب غلاء البنزين، المترو ليه يزيد سعره؟». «أمل»، لم تكتف بالسؤال، بل قالت إنها أم لطفلين تتركهما في المنزل، ولذلك تبحث دائماً عن أسرع وسيلة مواصلات: «أنا أركب 15 محطة تستغرق أقل من نصف ساعة، وإذا ركبت سيارة أجرة، فسيستغرق الطريق ساعتين ونصف الساعة، أرجو الله أن يكون الكلام عن زيادة أسعار التذاكر مجرد إشاعات»، ثم رفعت رأسها إلى السماء.وبدأت شائعات رفع سعر تذكرة «مترو الأنفاق» منذ عام 2014، بعد تصريحات من وزير النقل الأسبق هاني ضاحي، تقول إن الزيادة لا مفر منها، بزعم أن المترو بحاجة إلى إنشاءات وتشغيل وصيانة، لا يمكن تحمل تكلفتها في ظل قيمة التذكرة الحالية، التي لا تتجاوز جنيها واحدا، وهي الأسعار التي تم إقرارها، قبل عشرة أعوام، وتحديداً عام 2006، لكن المتحدث باسم هيئة مترو الأنفاق أحمد عبدالهادي قال لـ»الجريدة»: «حتى اللحظة لم ترسل لنا وزارة النقل قراراً برفع سعر التذكرة، والهيئة في انتظار قرار حكومي بالزيادة، لكنه، للأسف، شر لابد منه». وأشار عبدالهادي إلى أن الهيئة قدمت مقترحين لوزارة النقل، الأول: توحيد سعر التذكرة ليتراوح بين 2 و3 جنيهات مصرية (أقل من 20 سنتاً أميركياً)، والثاني: تقسيم المحطات إلى شرائح.يذكر أن «مترو الأنفاق» يستقبل ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون راكب يومياً، وتتحمل «هيئة مترو الأنفاق»، خسارة تقترب من 25 مليون جنيه (نحو مليون ونصف المليون دولار) سنوياً، في حين تستعد الهيئة لإنشاء 3 خطوط جديدة، إضافة إلى الخطوط الثلاثة القائمة بالفعل، ستجعل الأرض تحت مدينة القاهرة، شبكة مليئة بالأنفاق والمحطات والركاب.