كما ذكرت "الجريدة" قبل أيام، يبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يواجه عراقيل عدة في عملية تشكيل إدارته، خصوصا في الإبقاء على توازن دقيق بين حاجته الى فريق عمل قوي ومخضرم ويملك خبرة، وإلى تنفيذ وعوده الانتخابية ومنها الابتعاد عن الطبقة السياسية التقليدية في واشنطن.

في هذا السياق، وبعد تعيين اليميني المتطرف المثير للجدل ستيفن بانون كبيرا لمستشاريه ومخططيه الاستراتيجيين، وتعيين رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبس أمينا عاما للبيت الأبيض، عقد ترامب أمس اجتماعا مع نائبه مايك بنس في نيويورك لبحث تشكيلة الإدارة المقبلة.

Ad

وقال جيسون ميلر المكلف شؤون الإعلام في الفريق الانتقالي لصحافيين دعوا الى برج ترامب في مانهاتن، إن ترامب وبنس "سيتداولان بعدد من الأسماء" لتشكيلة الحكومة المقبلة.

ووفق شبكة "سي إن إن"، نقلا عن مصدر لم تكشف هويته، فإن المداولات تجري في أجواء مشحونة.

جولياني

الى ذلك، قالت مستشارة ترامب، كيليان كونواي، التي تولت إدارة حملته، ولاتزال ضالعة جدا في المفاوضات لتشكيل الإدارة، إن عمدة نيويورك السابق رودي جولياني يبدو في موقع جيد لتولي حقيبة الخارجية.

وجولياني (72 عاما) المدعي السابق الذي عرف بترؤسه بلدية نيويورك (1994-2001) لفترة انتهت بعد اعتداءات 11 سبتمبر طرح أيضا لمنصب وزير العدل، وكان مدعيا فدراليا في السابق متخصصا بمكافحة المافيا، وينسب اليه تراجع معدلات الجريمة في نيويورك. وقالت كونواي إن "جولياني قال علنا إنه لن يكون وزيرا للعدل".

وتردد قبل ذلك أن جولياني سينال وزارة العدل، لأنه كان مدعيا عاما قبل ذلك، بينما ضمت لائحة المرشحين الى "الخارجية" كلا من جون بولتون أحد صقور المحافظين الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ورئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في دورته الحالية بوب كوركر.

اتصال مع ترامب

وكان ترامب قد اتفق والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس الأول خلال اتصال هاتفي بينهما، على ضرورة العمل بشكل مشترك لتطبيع العلاقات بين بلديهما.

وقال "الكرملين"، في بيان له، إن بوتين هنأ ترامب مجددا على فوزه بالانتخابات الرئاسية، معربا عن "استعداده لإجراء حوار مع الإدارة الجديدة على قدم المساواة، استنادا إلى مبدأ الاحترام المتبادل، ومن دون أن يتدخل طرف في الشؤون الداخلية لطرف آخر".

وأضاف البيان أن "بوتين وترامب اتفقا خلال محادثاتهما على أن العلاقات الروسية الأميركية ليست مرضية، وأعربا عن استعدادهما للعمل معا بشكل فاعل لتطبيعها"، مع تشديدهما على "أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية" بين بلديهما، كما اتفقا على "ضرورة تضافر الجهود في إطار محاربة العدو رقم واحد المتمثل في الإرهاب الدولي والتطرف".

وأشار إلى أنهما "في هذا الإطار ناقشا إمكانية تسوية الأزمة في سورية"، مضيفا أن الرئيسين "سيواصلان اتصالاتهما الهاتفية وعبر ممثلين عن الطرفين للإعداد للقاء بينهما".

ووفقا لبيان من فريق ترامب، فقد ناقش الجانبان "مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التهديدات والتحديات التي تواجه الولايات المتحدة وروسيا، والقضايا الاقتصادية الاستراتيجية والعلاقات التاريخية بين البلدين التي بدأت قبل 200 سنة"، مضيفا أن "ترامب قال للرئيس بوتين انه يأمل بعلاقات قوية ودائمة مع روسيا وشعبها".

حلف «الأطلسي»

في المقابل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس، أنه واثق بأن ترامب سيحترم كل التزامات الولايات المتحدة حيال الحلف، بعدما ألمح ترامب خلال الحملة الانتخابية الى انه سيضع شروطا على استمرار تمويله.

وأضاف ستولتنبرغ، في بروكسل بمناسبة اجتماع لوزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي، انه "سيقوم بذلك لأن وجود حلف أطلسي قوي مهم لأوروبا وكذلك للولايات المتحدة"، كاشفا أن "الحلف يريد إجراء حوار مع روسيا".

ترامب «البراغماتي»

في سياق آخر، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس الأول، في أول مؤتمر صحافي يعقده أوباما إثر انتخاب ترامب أن الأخير ليس أيديولوجيا، بل براغماتي، مشددا على أنه سيكون من الصعب على ترامب المنتخب التخلي عن اتفاق المناخ والاتفاق النووي مع إيران.

وأعلن أوباما أيضا أن ترامب أكد له أنه يدعم بقاء حلف شمال الأطلسي، وأنه ملتزم بالتحالف بين ضفتي الأطلسي، رغم التصريحات التي كان الملياردير أطلقها خلال حملته الانتخابية وأثارت قلقا في أوروبا.

وعبر أوباما عن مخاوفه من الولاية الرئاسية لترامب الذي سيتولى مهماته في يناير 2017.

وفي مواجهة المخاوف التي عبر عنها حلفاء الولايات المتحدة إزاء إمكان إعادة توجيه الدبلوماسية الأميركية، أكد أوباما أنه ستكون هناك "استمرارية إلى حد كبير للسياسة الخارجية، وأن بلاده ستظل منارة أمل، وأمة لا غنى عنها في العالم".

القومية الفظة

كما اعتبر أوباما، أمس في اثينا، خلال اليوم الأول من جولة وداعية لأوروبا ستقوده من اليونان الى المانيا، انه من المهم للعالم أن تكون "أوروبا قوية وموحدة".

وحذر الرئيس الأميركي من الإذعان للقومية "الفظة"، عقب الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وفوز ترامب، مع اقتراب مجموعة من الانتخابات في الدول الأوروبية.

وقال أوباما في اثينا في إطار رحلته الوداعية الى أوروبا: "علينا أن نحذر من تصاعد الشكل الفظ من القومية أو الهوية الاتنية أو القبلية التي تبنى على (نحن) و(هم)".

وأضاف: "نحن نعلم ما يحدث عندما يبدأ الأوروبيون في الانقسام على أنفسهم.. لقد شهد القرن العشرون سفك دماء"، مضيفا أن الولايات المتحدة تدرك كذلك مدى "خطورة .. الانقسام على أسس عنصرية أو عرقية أو دينية".

الحزب الديمقراطي

من جهة أخرى، وكنتيجة لتداعيات خسارة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أعلن النائب الديمقراطي الأميركي كيث إليسون أول نائب مسلم يدخل الكونغرس وحليف الاشتراكي بيرني ساندرز الذي أقصاه حزبه من السباق الرئاسي، أمس الأول، ترشحه رسمياً لرئاسة الحزب الديمقراطي، موضحا أنه سيسعى إلى جعل الحزب أكثر تقدمية.

وقد بادر ساندرز أيضا إلى دعم كيث، الذي يلقى دعما من كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي، بينهم تشاك شومر الزعيم المقبل لكتلة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ.

وعقد الرئيس الأميركي المنتخب مع نائبه مايك بنس في نيويورك لبحث تشكيلة الإدارة المقبلة، فيما قالت مستشارته كيليان كونواي التي تولت إدارة حملة ترامب، ولاتزال ضالعة جدا في المفاوضات لتشكيل الإدارة، إن جولياني يبدو في موقع جيد لتولي حقيبة الخارجية.

وجولياني (72 عاما) المدعي السابق الذي عرف بترؤسه بلدية نيويورك (1994-2001) لفترة انتهت بعد اعتداءات 11 سبتمبر طرح أيضا لمنصب وزير العدل، وكان مدعيا فدراليا في السابق متخصصا بمكافحة المافيا، وينسب اليه تراجع معدلات الجريمة في نيويورك. وقالت كونواي إن "جولياني قال علنا إنه لن يكون وزيرا للعدل".

من جهته، قال جيسون ميلر المكلف شؤون الإعلام في الفريق الانتقالي لصحافيين دعوا الى برج ترامب في مانهاتن إن ترامب وبنس "سيتداولان بعدد من الأسماء" لتشكيلة الحكومة المقبلة.

وبحسب شبكة "سي إن إن"، نقلا عن مصدر لم تكشف هويته، فإن المداولات تجري في أجواء مشحونة.

ويبدو أن الرئيس المنتخب يواجه صعوبة في التوفيق بين وعده الانتخابي بزعزعة المؤسسات القائمة في واشنطن، وضرورة الاستناد الى فريق من المهنيين الذين لديهم علاقات جيدة بأعضاء الكونغرس.