قال نائب الرئيس التنفيذي لمصفاة ميناء عبدالله في شركة البترول الوطنية، م. أحمد الجيماز، إن الميزانية الموضوعة لعملية الصيانة تقدر بـ6.3 ملايين دينار، إضافة إلى العديد من الأعمال الرأسمالية في المصفاة.

وأضاف الجيماز خلال الجولة الميدانية التي تواجدت فيها «الجريدة»، أن هناك أعمالا كبيرة ضمن مشروع الوقود البيئي، حيث يتم العمل على نقل وبناء 6 غرف تحكم محلية، بما فيها أعمال الكيبلات الكبيرة وأجهزة القياسات والآلات الدقيقة، موضحا أن التحدي هنا، هو أن يتم الانتهاء منها في نفس مدة أعمال الصيانة الشاملة للمصفاة.

Ad

وبيَّن أن أكثر من 100 مهندس كويتي يشاركون في عمليات الصيانة الضخمة التي تنفذها المصفاة.

وأشار إلى أن المصفاة ستعود لكامل سعتها التكريرية، البالغة 270 ألف برميل يوميا، قبل نهاية الشهر الجاري، لافتا إلى أن الطاقة التخزينية التي سبقت عمليات الإغلاق تغطي الآن الاحتياجات من المشتقات البترولية.

تدريب وتطوير المهندسين
قال مدير تشغيل مشروع الوقود البيئي م. علي العجمي، إن خطة العمل أثناء فترة الصيانة الشاملة للمصفاة تقوم على تجهيز خطط تشغيل الوحدات التي يتم تحديثها، وأنظمة التحكم، وتدريب المهندسين والمشغلين على إجراءات تشغيل الوحدات، وتوفير دعم المقاولين لإنجاح خطط التشغيل.

وأوضح أن «البترول الوطنية» تحرص على جلب واستقطاب الممارسات المثلى وأفضل الأساليب التي تطبق في مصافي العالم ودراستها وتطبيقها في مصفاة ميناء عبدالله، لضمان تطوير العمل، وهذه الصيانة تعد مهمة، وذات تحديات كبيرة، للأسباب التالية:

1- ربط مشروع الوقود البيئي بالمصفاة.

2- تحويل وبناء غرف تحكم جديدة وحديثة ومجهزة بأحدث التطبيقات، لتلائم مشروع الوقود البيئي في التشغيل.

3- تحويل تشغيل بعض الوحدات، مثل وحدة التكسير الهيدروجيني إلى إنتاج الكيروسين، لسد حاجة عملائنا ومتطلباتهم.

4- تحويل بعض الخطوط «الأنابيب البترولية» لشحن وضخ منتوج الديزل المتطور.

5- تدريب ومشاركة مهندسات ومهندسين كويتيين أكفاء ومتابعتهم للأعمال اليومية بشكل دقيق، ومشاركتهم في حضور الاجتماعات.

الربط مع الوقود البيئي

من جانبه، قال مدير عمليات الصيانة في مصفاة ميناء عبدالله، محمد العجمي، إن هذه الصيانة مهمة جدا، وتتطلب الإيقاف التام لمدة 25 يوما، للقيام بالأعمال المجدولة، وهذا يحدث مرة واحدة كل 10 سنوات، وأيضا ربط المصفاة مع مشروع الوقود البيئي، الذي يتوقع الانتهاء منه في نهاية 2018.

وذكر أن المصفاة شكلت 5 فرق، برئاسة رؤساء المهندسين لإدارة العمل، وفق الموقع، حيث تعد كمية العمل من حيث أعمال اللحيم وفتح المبدلات الحرارية من أكبر الأعمال وأهمها، إذ تتطلب الحرص وتطبيق أحدث الممارسات في أعمال الصيانة.

وتابع: «نقوم أيضا باستبدال أنابيب مياه البحر للتبريد (Bonna Pipa) بأخرى جديدة، وهذا العمل يعد نادرا جدا من حيث نوع الأنابيب، وهي بقطر 72 بوصة، وبتصميم مختلف».

آلات دقيقة

من جهته، أشار مدير دائرة العمليات بمصفاة ميناء عبدالله، م. صلاح الخياط، إلى أن الصيانة الشاملة تتم لوحدات المرافق التي تزود وحدات المصفاة بجميع أنواع الماء والبخار وغاز الأفران والهواء لتشغيل جميع الآلات الدقيقة وغاز الشعلة.

وقال إنه تم إغلاق كل وحدات المصفاة بشكل مجدول، ووفق خطط مدروسة ومجهزة مسبقا بشكل دقيق، حيث يتم الإعداد لها قبل التنفيذ الفعلي بفترة مناسبة، لإتاحة الفرصة للتخطيط الجيد، وإعداد الإجراءات الخاصة بكل معدة، وتوفير جميع المتطلبات من العمالة والمعدات وقطع الغيار اللازمة، كما يتم تشكيل فريق متخصص من جميع الدوائر يتابع عمليات التفتيش والصيانة للمعدلات والآلات، من خلال اجتماعات يومية.

ولفت إلى أن التجهيز للتشغيل يبدأ بعد الانتهاء من أعمال الصيانة الميكانيكية، ويتبعها الحصول على شهادة التشغيل، ويتم التشغيل وفق إجراءات لكل وحدة، ووفق خطة معدة لذلك، ابتداء من كسح المعدات بغاز النيتروجين الخامل، للتخلص من الأكسجين، لتشغيل آمن لكل الوحدات، حيث يتم أولا تشغيل وحدة المرافق، تتبعها وحدات الزيت الخام، وهي بمنزلة أمّ لكل الوحدات وباقي وحدات التصنيع المخطط لها، منوها بأنه بالنسبة للجزيرة الصناعية بالمصفاة فهي جاهزة للتصدير في حالة الحاجة كانت لأي منتج من الخزانات.

التفتيش والتآكل

بدوره، صرح مدير دائرة ضمان الجودة م. سمير العلي، بأن قسم التفتيش والتآكل قام بالتحضير المسبق لعملية الصيانة الشاملة، بتحديد الأهداف والتوصيات التي يجب تطبيقها أثناء عمليات التفتيش والصيانة، بمراجعة وتنقيح الدراسة الخاصة بالاعتمادية (RBI) للمعدلات، حيث تم فحص عدد كبير منها ومن الأوعية.

وأضاف: كما تم التنسيق مع مقاولي مشروع الوقود البيئي، لتنفيذ عمليات الربط والتكامل بين المصفاة والمشروع الحيوي للوقود البيئي، ومن أهم الإنجازات التي تم تنفيذها ما يلي:

1- الفحص الكامل للوحدة رقم 2، لضمان سلامة التشغيل في ضوء تغير اللقيم.

2- الفحص الكامل للوحدة رقم 15، لضمان سلامة التشغيل.

3- الفحص الكامل لوحدة النفط الخام 11، وقد تم تغيير الاجزاء المتهالكة، وإصلاح كل الأعطاب، لضمان سلامة التشغيل والتهيئة لظروف التشغيل في المستقبل، تزامنا مع الوقود البيئي.

4- الفحص الشامل للخط الرئيسي لمياه البحر الخاص بالتبريد، وذلك بتبديل الأجزاء المتهالكة، وتعديل المسار في بعض المناطق.

5- عمل مسح وقياسات السماكة لعدد كبير من خطوط المصفاة.

مشروع استرجاع غاز الشعلة
ذكر منسق مشروع استرجاع غاز الشعلة ومهندس أول صيانة ميكانيكية في المصفاة، عبدالله المرزوق، إن المشروع يعد ضمن استراتيجية «البترول الوطنية» لحماية البيئة، موضحا أنه يساهم في استرجاع 10 ملايين قدم مكعبة يوميا تقريبا من الغازات الهيدروكربونية والاستفادة منها.

وأوضح أن المشروع يأتي انطلاقا من سياسة «البترول الوطنية» للمحافظة على الطاقة، وحماية البيئة، ويهدف إلى تقليل الغازات المنبعثة من الشعلات التي تستخدم في بعض وحدات المصفاة، لذا ستتم معالجة هذه الغازات، وإعادتها إلى نظام غاز الوقود للمصفاة، لاستخدامها مرة أخرى، مشيرا إلى أن تكلفة إنشاء المشروع تبلغ 22 مليون دينار.

ولفت إلى أنه تم التنسيق لربط المشروع بالمصفاة أثناء فترة الصيانة الشاملة، وتم التنفيذ خلال المدة المحددة دون أي إصابات أو حوادث، مبينا أن الربط الحالي هو الأخير بالمصفاة، متوقعا أن يتم تشغيل المشروع في نهاية 2017، مشيرا إلى أنه سيتم استرجاع غاز الشعلة مباشرة فور الانتهاء من عمليات التشغيل.

وقال إن أعمال الصيانة في مصافي التكرير تعمل 24 ساعة طوال فترة الصيانة، والعمل في القطاع النفطي ليس بالأمر السهل، وطبيعة عمله مختلفة كليا عن الوزارات والهيئات الحكومية.

مهام قسم الخدمات الفنية

استعرضت مديرة الخدمات الفنية في مصفاة ميناء عبدالله، نادية الحجي، مهام قسم الخدمات الفنية في المصفاة خلال مرحلة الصيانة الدورية الشاملة، مشيرة إلى أن قسم الخدمات الفنية يلعب دورا رئيسيا للتشغيل الأمثل لوحدات المصفاة المختلفة، واتخاذ الإجراءات اللازمة للمشاريع المستقبلية، ما من شأنه زيادة إنتاجية وربحية المصفاة، في إطار المحافظة على السلامة البيئية وسلامة العاملين.

وتابعت: من هذا المنطلق، يعمل جميع المهندسين في هذه الدائرة خلال مرحلة الصيانة الدورية الشاملة في المصفاة على:

1- إعداد وتحضير الجدول الزمني لإطفاء وإعادة تشغيل الوحدات، وفق توافر المواد والأنظمة المساعدة.

2- اتخاذ القرارات والإجراءات التصحيحية عند مواجهة أي مشاكل خلال الإطفاء والتشغيل وأعمال الصيانة.

3- تنسيق العمل وفق خطة استراتيجية مُعدة مسبقا مع قطاع تنسيق العالمي للمحافظة على الالتزامات المبرمة مسبقا مع العملاء والمستهلكين، وتجنب أي خسائر مستقبلية.

4- متابعة أعمل الصيانة المجدولة لكل وحدة.

5- متابعة وفحص الإجراءات المطلوبة لربط المصفاة مع المشاريع المستقبلية مثلا مشروع الوقود البيئي ومشروع استرجاع الشعلة.

6- فحص المعدات المفتوحة، مثل: المبادلات الحرارية، الخزانات، والمفاعلات... إلخ، لتقرير صلاحيتها للاستمرار.

7- الإشراف على التخلص من المواد الحفازة، واستبدالها بمواد جديدة.

8- التأكد من وجود المواد البترولية المطلوبة خلال مرحلة التشغيل.

9- التنسيق مع المصافي الأخرى في الشركة خلال مرحلة الإطفاء والصيانة والتشغيل.

10- التأكد من اكتمال وجاهزية نقاط الربط مع مشروع الوقود البيئي، الذي يعد الأكبر والأضخم في تاريخ شركة البترول الوطنية الكويتية.

11- إعداد الدروس المستفادة، والأخذ بتوصيات فريق العمل، للمحافظة على ما تم إنجازه، مستهدفا التحسين الدائم لأداء وكفاءة المصفاة ككل.