أين أنت من آخر أفلامك «مجنون أميرة» عام 2009؟

Ad

بعد فيلم «مجنون أميرة» بفترة قصيرة، بدأت حوادث 2011 وارتبكت الصورة ولم نعرف إلى أين تسير الأمور، وتوقفت السينما. تصدّرت السياسة المشهد ولم تعد الأجواء تساعد على تقديم فن. بعد ذلك، ظهرت موجة أفلام غريبة عني وعن جيلي ولا تناسبنا، وهي استهوت شريحة محددة من الجمهور، من ثم أختفى كل من لا يقدّم هذا النوع من السينما.

ماذا عن فيلم «الصمت»؟

يتحدّث الفيلم عن الآثار النفسية لزنا المحارم. لم يتضمّن أي شيء نافر، ومع ذلك تعرّض لهجوم قبل التحضير له. تعثّر العمل لأنني توقفت عن الإنتاج بعدما تعرّضت لخسائر كبيرة في آخر عملين «الباحثات عن الحرية» و»مجنون أميرة»، بسبب التوزيع والتلاعب في النسخ ودور العرض، ورفع فيلم لحساب فيلم آخر وأمور كثيرة لست على دراية كبيرة بها. ولكن عند توافر جهة الإنتاج سأنفّذ المشروع.

هل يزعجك النقد والهجوم؟

إطلاقاً. انتقادي دليل على أنني حاضرة وأُحدث تغييراً برأي أو بفيلم، فضلاً عن أنني اعتدت مواجهة أي نقد أو هجوم بمنتهى الهدوء، فأتناقش مع من لديه المقدرة على المناقشة، فيما أترك من يهاجم لمجرد الهجوم.

المرأة والسينما والسبكي

تمحور معظم أعمالك حول قضايا المرأة. ما السبب؟

لا بد من أن تتوافر لدى المخرج وجهة نظر يعبّر عنها في أعماله، ويقدّم ما يتناسب وقناعاته ومعتقداته الشخصية من خلال أدواته التي يملكها. شخصياً، أتصرف على هذا النحو لأنه الأبقى في التاريخ، وفي العالم كله على المخرج أن يختار الطريق الذي يسلكه. مثلاً، لن ترى ستيفن سبيلبرغ يقدّم أفلام حركة لأنه بعيد عنها.

معنى ذلك أننا لن نرى فيلماً كوميدياً أو سياسياً من إخراجك.

عندما أتحدّث عن ظلم المرأة في المجتمع، عندما انتقد مجتمعاً ذكورياً، وأرفض تهميش المرأة الناجحة، أو أنتقد أحد القوانين... هذه القضايا كافة سياسية. ومع ذلك قدمت أعمالاً متنوعة وخفيفة مثل «الوردة الحمرا، استاكوزا، ديسكو ديسكو»، إلى جانب أفلام قضايا المرأة.

ما تقييمك للسينما الآن؟

بعد أية حوادث كبيرة وتغيّرات اجتماعية وسياسية مثل الثورات والحروب، يظهر نوع رديء من الفن يكون هدفه فصل الجمهور عن الواقع، أو يلجأ الجمهور إلى هذا النوع هرباً من ضغوط الحياة الصعبة. مرّت على السينما المصرية مثل هذه الأنواع بعد النكسة وفي السبعينيات والثمانينيات، ثم انتهت وظهر الفن الجيد مجدداً.

ما رأيك في الهجوم الذي يتعرّض له السبكي دائماً؟

كنت أحد أكثر المهاجمين للسبكي بسبب ما يُقدمه علماً أن بدايته كانت أفضل من أعماله الأخيرة. في الأحياء الشعبية قضايا كثيرة ومشاكل لكن ليست بهذا القبح الذي يظهره. أنا من حي شعبي هو «شبرا»، ولم أر في حياتي ما شاهدته في أفلام السبكي. حتى إن كانت هذه السلبيات موجودة لا يجب تسليط الضوء عليها بهذه الطريقة، وإظهار مصر على أنها عشوائيات وبلطجة وراقصة فحسب، لا سيما أن عينيّ الفنان قد تريان شيئاً جميلاً وسط القبح والعشوائيات. شخصياً، ذهبت إلى المقابر والمناطق الفقيرة، وصوّرت فيها كثيراً، ووجدت وسط الفقر وسوء المعيشة أناساً راضين بعيشهم، بل يحاولون بناء مستقبل لهم وسط هذا القبح. عموماً، قدّم السبكي ما يناسب قناعته، والأزمة كانت في وجوده منفرداً في الصناعة ليقدّم هذه النوعية من الأعمال فيما اختفى كثير من المنتجين وغابت السينما الجادة.

لماذا لا نرى في الأفلام راهناً بطلات ونجمات شباك؟

لم تكن لدى النجمات الشجاعة لتقديم بعض الأدوار، خصوصاً التي تتضمّن مساحة من الحرية والإغراء. تُعلن هذه الأدوار عن شخصية الفنانة ومدى قدرتها على تحمل البطولة، والتاريخ يقول إن كل من تصدّر اسمها ملصق فيلم وحصلت على بطولات فردية قدمت هذه الشخصيات، علماً أنها ليست بالضرورة عرياً ومشاهد صريحة، بل يكفي أن تغلب عليها الأنوثة والحرية. الوحيدة التي قدّمت هذه الأدوار من جيل اليوم هي هند صبري في «مذكرات مراهقة» ثم «مواطن ومخبر وحرامي». لكن بعد تعرضها للهجوم تراجعت.

ماذا عن المخرجات في السينما المصرية؟

بسبب ظروف السينما وما مرّت به في السنوات الخمس الأخيرة ابتعد معظم المخرجات، كذلك لم يناسبهن نوع السينما التي سيطرت في السنوات الأخيرة، فابتعدن رغماً عنهن أو بإرادتهن. قبل هذه المرحلة كانت ساندرا موجودة وتقدم أعمالاً جيدة وناجحة، كذلك هالة خليل وكاملة أبو ذكري.

ما تقييمك لأفلام الـ «أون لاين»؟

عُرض عليَّ منذ فترة فيلم يُعرض «أون لاين»، ولكني رفضت، لأني لم أتفهم كيف يكون لي فيلم ولا يُعرض في السينما وأحضره مع الجمهور وأسمع التعليقات بنفسي! وكيف تكون علاقة الجمهور بالفيلم وكيف يُقاس النجاح بعدد نقرات الإعجاب والتعليقات. عموماً، الجيل الراهن هو الأقدر على خوض هذه التجربة، وتقديمها، لأنه ابن هذه التكنولوجيا ومتعايش معها أكثر.