في إطار عمليات تحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق، وبعد أيام من إعلان فصائل "الحشد الشعبي" العراقية الشيعية، انطلاق الصفحة الثالثة من عمليات تحرير غرب الموصل، كشف "الحشد" أمس أنه على وشك السيطرة على مطار تلعفر العسكري.

وقالت قوات "الحشد"، في بيان، إن "مطار تلعفر سقط عسكريا بيد قواتنا بعد تحرير قرية تل الرمج قرب المطار".

Ad

ولاحقاً خاضت قوات "الحشد" معارك عنيفة مع مقاتلي "داعش".

وقال المتحدث باسم "كتائب حزب الله" جعفر الحسيني، وهي جماعة متطرفة تتبع "الحشد"، إن بعض مقاتلي "داعش" انسحبوا من القاعدة وانتقلوا إلى مدينة تلعفر التركمانية.

المحور الشرقي

وفي المحور الشرقي لمعارك الموصل، أعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب للعمليات الخاصة الثانية اللواء الركن معن السعدي أمس، عن اقتحام حي عدن شرق الموصل.

وقال السعدي، إن "القوات تتقدم بشكل سريع وحذِر، تلافيا للعبوات والمفخخات".

في السياق، قال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير يارالله، في بيان أمس، إن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة تمكنت من تحرير قرية تل عاكوب شمال الزاب"، مبينا أنها "رفعت العلم العراقي فيها".

هجوم الأنبار

على صعيد آخر، قال مصدر في قيادة عمليات الأنبار، أمس، إن "تنظيم داعش شن صباحا، هجوما على مقر الفوج الثالث بالفرقة الأولى المتمركز شرق مدينة الرطبة، غرب الرمادي، بواسطة 10 عجلات مفخخة يقودها انتحاريون"، مبينا أن "الهجوم الانتحاري رافقه هجوم لعناصر داعش بكل الأسلحة".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "قوة من الجيش تمكنت من صد الهجوم الانتحاري وتدمير جميع العجلات المفخخة وقتل الانتحارين، فضلا عن مقتل عدد من عناصر داعش المهاجمين"، لافتا الى أن "مقر الفوج الثالث تحت سيطرة القوات الأمنية".

يذكر أن القوات الأمنية في الأنبار تصد بين الحين والآخر هجمات لتنظيم "داعش" على مقراتها، وتوقع خسائر مادية وبشرية بين صفوف التنظيم المهاجمين.

البغدادي

إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مخبر داخل الموصل على علاقة بـ "داعش" يبعث برسائل نصية إلى المخابرات العسكرية العراقية في بغداد، قوله إن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي "أصبح مشدود الأعصاب وخفف من تنقلاته وأهمل مظهره".

ويقول المخبر إن "البغدادي يعيش تحت الأرض ولديه أنفاق تمتد إلى مناطق أخرى، ولا ينام من دون حزامه الناسف حتى يستطيع استخدامه لو تم اعتقاله".

كانت الرسالة النصية التي اطلعت عليها "رويترز" واحدة من رسائل عديدة تصف ما يحدث داخل "داعش" مع اقتراب الخطر من معقلها في الضفة اليمنى من الموصل.

وقالت الرسائل إن إعدام من يحاولون الهرب أو المخبرين أصبح يحدث بانتظام. وأصبح البغدادي الذي نصب نفسه خليفة على مساحة شاسعة من العراق وسورية قبل عامين يرتاب بصفة خاصة فيمن حوله.

وجاء في إحدى الرسائل: "بصراحة سلوك البغدادي بات مريبا جدا ويشك بأقرب الناس إليه. كان في السابق يمازحنا، لكنه اليوم لا يمازح أحدا".

وقال كريم السنجاري وزير الداخلية القائم بأعمال وزير الدفاع في إقليم كردستان الخاضع لسيطرة الأكراد في شمال العراق إن عدد الإعدامات علامة واضحة على أن التنظيم بدأ يشعر بوطأة الضغوط.

المعركة

يقول مسؤولو الاستخبارات العراقيون إنهم يعتقدون أن البغدادي ليس في الموصل، بل في قضاء البعاج، وهو منطقة بدوية على أطراف محافظة نينوى المتاخمة لسورية. ويبلغ عدد سكان البعاج نحو 20 ألف نسمة ويهيمن عليه متطرفون موالون لـ "داعش".

وهذه المنطقة محصنة تحصينا كبيرا وبها أنفاق طويلة أقيمت بعد سقوط صدام حسين عندما أصبحت البلدة نقطة انطلاق لعمليات تهريب السلاح والمتطوعين من سورية إلى العراق.

وقدر مسرور البرزاني نجل الزعيم الكردي المخضرم مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان العراق أن عدد المفجرين الانتحاريين الذين أعدهم التنظيم في العراق وسورية يبلغ نحو عشرة آلاف. وقال إن التنظيم جهز موجات من المقاتلين يقوم في الوقت الحالي بنشرها للدفاع عن الموصل.

وقال: "ترى المجموعة الأولى تصل إلى الخط الأمامي وهي تعلم أن مصيرها القتل بواسطة الطائرات التي تحلق فوق الرؤوس، لكنهم يأتون رغم ذلك. ثم تأتي المجموعة الثانية إلى المكان نفسه الذي ضرب فيه الآخرون. يرون الأشلاء والجثث في كل مكان ويعلمون أنهم سيموتون. ومع ذلك يأتون. فهم يرون النصر في الموت في سبيل قضيتهم".

النجباء

في سياق آخر، أكد الأمين العام لـ"حركة النجباء" الشيعية المتشددة أكرم الكعبي، أمس، إنه "من غير المنطقي أن نحارب الإرهاب في العراق ونتركه في سورية لإعادة ترتيب صفوفه".

سيارة للشرطة الإيرانية تتجول في واسط العراقية
تناقل ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مقطع فيديو يظهر تجول سيارة تابعة للشرطة الإيرانية في محافظة واسط العراقية شرقي البلاد، الحدودية مع إيران.

وقام مصور الفيديو بالاقتراب من السيارة، وتحدث الى الشخصين الذين كانا على متنها، فأكدا أنهما من الشرطة الإيرانية، ولكن عندما سألهما عن هدف دخولهما العراق وإذا كانا يقومان بملاحقة أي شخص رفضا الإجابة.

وتساءل الناشطون إذا كانت السيارة قد دخلت الى واسط بموافقات رسمية.