في حين تترقب أوساط دولية عدة ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد زلزالي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب الشعبوي دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، أعلن إيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد الفرنسي السابق رسمياً أمس، أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2017 كمرشح مستقل.

وقال ماكرون في ضاحية بوبينيي الشعبية شمال شرق باريس، إن شعاره هو "الأمل"، داعياً إلى الخروج من "الوضع الراهن" السياسي لمواجهة تحديات "عصر جديد".

Ad

وأضاف أن "نظامنا السياسي معرقل"، مؤكداً أن "الأجهزة السياسية والمنطق المسيس تشل قدرتنا على المضي قدماً".

وتابع ماكرون، الذي كان مقرباً من هولاند: "ارفض هذا النظام"، داعياَ إلى "ثورة ديمقراطية عميقة" عوضاً عن الاكتفاء بـ"وصفات القرن الفائت".

وعلى الرغم من أن ماكرون هو بين أكثر السياسيين شعبية في فرنسا لكنه لم يشغل أي منصب منتخب، ولا يدعمه حزب معين، لهذا سيواجه صعوبات من أجل نجاح حملته الانتخابية.

ومن المرجح أن يساهم ترشح ماكرون في شرذمة أصوات اليساريين المنقسمين بعد تكهنات واسعة بأن رئيس الوزراء مانويل فالس سيفوز بترشيح الحزب "الاشتراكي" بدلاً من الرئيس الحالي فرانسوا هولاند الذي فقد شعبيته.

وتشير استطلاعات الرأي حتى الآن إلى أن المرشحين الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات، التي تجرى على مرحلتين، هما آلان جوبيه عن "المحافظين" ومارين لوبان زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف.

وينظر إلى ماكرون على نطاق واسع باعتباره ينافس على الأصوات نفسها، التي ينافس عليها جوبيه.

ويخوض جوبيه حتى الآن حملته الانتخابية عن التيار الوسطي ليكون على يسار المرشح عن اليمين الوسط نيكولا ساركوزي، الذي يسعى إلى الحصول على تأييد ذوي الميول الشعبوية من ناخبي هذا التيار.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأسبوع الماضي أن رئيس الوزراء السابق جوبيه (71 عاماً) يمكن أن يفوز في الانتخابات التمهيدية عن حزب "الجمهوريين" وحلفائه من اليمين الوسط، التي تبدأ الأحد المقبل. وأن تدعمه في الانتخابات أصوات اليمين والوسط واليسار العازمة على إبعاد زعيمة "الجبهة الوطنية" عن السلطة.

لكن استطلاعات الرأي الجديدة في الأيام الأخيرة زعزعت هذا الإجماع فتحت المجال أمام كل الاحتمالات.

إلى ذلك، سلطت الاضواء مجدداً على علاقة نيكولا ساركوزي بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، أمس الأول، بعد أن اعترف رجل أعمال لبناني فرنسي يدعى زياد تقي الدين بتسليم ساركوزي ثلاث حقائب مليئة بالأوراق النقدية مرسلة من القذافي لاستخدامها في الحملة الانتخابية الرئاسية الأولى.

ونفى الرئيس السابق الطامح في العودة إلى الحكم تلقيه أموالاً من القذافي لتمويل حملته الانتخابية في عام 2007 ووصف مزاعم رجل الأعمال بأنها "استغلال فج" وتعهد بأخذ إجراءات قانونية رداً عليها.