اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، في كلمة ألقاها في أثينا أمس، أن انعدام المساواة هو أحد أكبر التحديات للديمقراطيات الحديثة، داعياً إلى تصحيح مسار العولمة. وقال أوباما، في خطاب ألقاه خلال اليوم الأخير من زيارته إلى اليونان، إن انعدام المساواة أكان بين البلدان أو داخل كل بلد يعزز شعوراً عميقاً بالظلم، ويشكل أحد أكبر التحديات لاقتصاداتنا وديمقراطياتنا. وألقى أوباما خطابا في أثينا مهد الديمقراطية في العالم، اعتبر بمنزلة وصيته؛ لأنها جولته الأخيرة إلى أوروبا قبل تسليم الرئاسة إلى دونالد ترامب. وملمحاً إلى تسلم ترامب الرئاسة: «الرئيس الأميركي المقبل وأنا، لا يمكن أن نكون أكثر اختلافا، مما نبدو عليه الآن، ولكن الديمقراطية الأميركية أكبر من أي شخص». وتعهد أوباما بالقول: «إدارتي سوف تفعل كل ما في وسعها لدعم الانتقال الأكثر سلاسة للسلطة». ومن ناحية أخرى، أعرب أوباما عن امتنانه لليونان لأنها أضاءت الشعلة التى أصبحت ديمقراطية الغرب المعاصرة. وقال إن أوروبا قد تكون في كثير من الأحيان غير كاملة ويمكن أن تكون بطيئة ومحبطة وفوضوية.

وأضاف أن العالم «لم يكن يوما أفضل بشكل جماعي مما هو عليه اليوم، لكن اضطرابات هائلة لا تزال ماثلة للعيان أيضا، خصوصا عندما نشاهد النخب العالمية تبدو وكأنها تعيش حسب قواعد مختلفة، فهناك من لا يدفع الضرائب ويجمع الثروات، في حين أن آخرين يعجزون عن سد رمقهم». وأضاف أنه بات «بإمكان الجميع اليوم عبر هاتف نقال ان يشاهدوا انعدام المساواة»، وساكن قرية إفريقية يمكنه ان يشاهد كيف يعيش سكان لندن. وتابع: «هناك المزيد من انعدام المساواة، وفي الوقت نفسه هناك ادراك اكبر لانعدام المساواة هذا، لذلك فإن السعي للانسحاب من العولمة أمر مفهوم، كما حصل في بريطانيا مع التصويت لمصلحة البريكست». وأضاف: «بمواجهة هذه الحقيقة الجديدة من صدام الثقافات، من الطبيعي أن يسعى البعض الى الاختباء وراء القومية».

Ad

واعتبر أوباما أن «العالم اليوم أكثر من أي يوم مضى بات بحاجة الى اوروبا ديمقراطية».

ومن المتوقع أن يكرر أوباما كلاما مشابها خلال زيارته الى برلين اليوم وغدا، حيث سيلتقي حليفته المستشارة أنجيلا ميركل وقادة فرنسا وبريطانيا وايطاليا وهولندا.