«الجليب».. إحدى أبرز حاجات بيوت أهل الكويت قديماً

نشر في 17-11-2016 | 14:07
آخر تحديث 17-11-2016 | 14:07
No Image Caption
امتاز بنيان البيت الكويتي القديم ببساطة التصميم وسهولة الإنشاء مما أضفى عليه طابعاً خاصاً يتناسب مع البيئة والمناخ في البلاد.

وعلى إثر ذلك سخر الكويتيون في الماضي كل المواد الطبيعية المتوافرة لديهم للتشييد وصمموا المنازل بما يتوافق أيضاً مع عاداتهم وتقاليدهم لكن كان أول ما يتم بناؤه في البيت قديما هو «الجليب» أي البئر.

وقال الباحث في التراث الكويتي صالح المذن في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» إن أول ما يتم بناؤه قبل كل شيء في البيت قديماً للاستفادة منه في مراحل البناء هو «الجليب» أي البئر التي يستخرج منها الماء حيث يصنع من حفرة كبيرة مسورة بقطع الطابوق ويبنى لها حاجز لا يقل عن المتر للحماية من الأخطار.

وأوضح المذن أن مياه الجليب تمتاز بالملوحة ويسمى بماء «خريج» وعمقه قريب من سطح الأرض لقرب بيوت أهل الكويت قديماً من البحر، مضيفاً أن البيت الكويتي القديم كان يوجد به «جليب» داخلي وهو للمسبح وآخر خارجي في مكان يسمى «ذاك الحوش» وهو يشمل المطبخ والمختلى «دورة المياه» وحوش الغنم.

وذكر أن الجليب كان يطوى قديماً بصخر البحر إذا كانت الأرض غير متماسكة وتوضع عند الجليب «بالوعة الزاد» لغسل أواني الأكل والطبخ وتوضع «الجامرة» وهي غطاء خشبي لتغطية فتحة الجليب لمنع سقوط القطط والدواجن.

وبيّن المذن أن الجليب ليس ذا عمق كبير وأكثر الجلبان «جمع جليب» عمقاً كانت في المرقاب حيث يصل عمقه بين 5 و7 أمتار ويضعون فوق الجليب قوائم من خشب تسمى «الجندلة» لتعليق «المحالة» وهي بكرة من الحديد لربط الدلو و«الملمص» وهي أداة من الحديد تستخدم لالتقاط الدلو حين سقوطه داخل الجليب.

وأضاف أن ماء الجليب يستخدم لغسل الأواني والملابس ورش الحوش ويحتاج إلى صيانة وتنظيف دائم خصوصاً في فصل الصيف بسبب تعلق الأتربة حول جوانبه السفلى مما يؤثر على غزارة الماء.

وأشار الباحث المذن إلى أن من يتولى مهمة تنظيف الجليب شخص يطلق عليه «جليب النخم» وهي مهنة كويتية قديمة عادة ما يزاولها شخصان أحدهما ينزل إلى جوف البئر بينما يقف الآخر في الخارج لسحب الدلو ويقومان بالتجول في «السكيك» والفرجان «الأحياء» ويصيحان «جليب نخم.. جليب نخم» حتى تتم مناداتهما وكانا يستعينان بأدوات تساعد على التنظيف مثل الحبل والدلو والخياش.

وذكر أن الجليب كان يوجد في المساجد أيضاً للوضوء والاغتسال وكانوا يصبون الماء في «القرو» وهو حوض يبنى من الجص ومن فوق القرو يضعون «سجاجة» أي صنبور ماء وهي خشبة صغيرة ملفوفة بالقماش يسحبها للخارج لتصب الماء إلى جانب «السليفة» وهي مجرى للماء مثل الحوض طولي الشكل من الجص وعادة ما كانت تستخدم للاستحمام.

back to top