وسط أنباء عن جاهزية قوات الرئيس السوري بشار الأسد والميليشيات الموالية لها لخوض معركة برية واسعة في حلب الشرقية، واصل سلاح الجو الروسي حملة القصف الدامي على المنطقة المحاصرة، تزامناً مع تصعيد عملياته في إدلب انطلاقاً من حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع حصيلة القصف المزدوج على حلب الشرقية إلى أكثر من 90 قتيلاً، موضحاً غارات اليوم الثالث ركزت على أحياء الشعار وكرم البيك والأنصاري والصاخور، وضربت مناطق محيطة بمستشفى للأطفال وبنك للدم ومناطق أخرى، بينما قتل أكثر من 20 في بلدة باتابو بالريف الغربي.

Ad

وإذ حذر المرصد من أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطيرة، وسط تردي الوضع الصحي والطبي في المنطقة، قتل 25 في انفجار سيارة مفخخة استهدف مستودع ذخيرة تابع لحركة "نور الدين زنكي" في مدينة أعزاز قرب الحدود التركية.

واتهم عضو المكتب السياسي للحركة ياسر اليوسف تنظيم "داعش" بالوقوف خلف التفجير، مستنداً إلى "الكيفية والأسلوب وبصماته الواضحة".

وفي إدلب، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف، مقتل ما لا يقل عن 30 عنصراً من جبهة "فتح الشام" في غارة نفذتها طائرة "سوخوي 33" انطلقت من على حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف"، مبيناً أن بينهم قادة ميدانيين بارزين كمحمد هلال وعبدالجابر خرموج (أو هرموش) وعبد البهاء الأسفاري.

بدوره، دعا رئيس ائتلاف المعارضة، أنس العبدة، إلى فرض منطقة حظر طيران في ظل التصعيد الممنهج من قبل قوات النظام وروسيا.

وقال العبدة، خلال مؤتمر صحافي، إن حلب ودعت مئة من أبنائها ولايزال القصف مستمرا عليها وكل الأحياء المحاصرة، دون أي تنديد دولي، موضحا أنه تم قصف مدرسة تابعة لوكالة الغوث الدولية في منطقة خان الشيخ.

وأفاد بأن "المفاوضات معطلة بشكل كامل في الوقت الحالي، بسبب بعض الدول، ونحن كشعب سوري في معركة بقاء حقيقية والشعب حدد خياراته من دون رجعة إلى الوراء، و اختار كلمته، ولا خيار لنا سوى الاستمرار بالثورة بكل أشكالها السياسية والعسكرية"، مبينا أن توحيد الصف العسكري والسياسي ضروري لإنقاذ الثورة.

وبعد خمس سنوات من خروجها عن سيطرة الأسد، دخل محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم، أمس، إلى مدينة المعضمية بعد انجاز المصالحة وخروج المسلحين الى محافظة إدلب منتصف شهر أكتوبر الماضي.

وفي إطار عملية "درع الفرات" المدعومة من تركيا، سيطرت فصائل الجيش الحر على قرية العجيل وشقت طريقها نحو مدينة الباب بريف حلب الشرقي بعد اشتباكات مع عناصر تنظيم الدولة، كما تمكنت من صد محاولات تقدم عناصر التنظيم باتجاه بلدة قباسين الاستراتيجية.

وتحت غطاء جوي تركي شمل قصف 60 موقعاً لتنظيم "داعش" وثلاثة للأكراد، استطاعت الفصائل تحرير قريتي عرب بوران ومزارع الشويحة الواقعتين جنوب بلدة الغندورة بعد اشتباكات مع قوات سورية الديمقراطية (قسد)، المدعومة أميركياً.

وقبل ساعات، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد الأميركي جون دوريان أن الولايات المتحدة سحبت عناصر قواتها الخاصة الذين نشرتهم لدعم القوات التركية وحلفائها، مؤكداً أن التحالف لا يدعم العمليات الحالية في مدينة الباب.

وقال دوريان، خلال مؤتمر بالفيديو من بغداد، "لقد اتخذوا (الاتراك) هذا القرار على المستوى الوطني"، مضيفاً أن المحادثات الدبلوماسية الجارية بين تركيا والتحالف يجب أن تتوصل إلى اتفاق حول الدور المستقبلي لقوات "قسد" ومنع مواجهة مسلحة بينها وبين القوات التركية.

وبينما أيّد الرئيس الأرمني سيرج سركسيان أعمال روسيا في سورية ومساعدتها لحكومة الأسد، بدأت كندا التواصل مع روسيا بهدوء من أجل محادثات بشأن حل أزمة سورية، وفق وزارة الخارجية الروسية، التي أوضحت أن مارك جوزديكي المدير السياسي لوزارة الخارجية الكندية اجتمع مع سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي مطلع نوفمبر الجاري في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول كندي كبير منذ تولى الليبراليون بقيادة رئيس الوزراء جوستين ترودو السلطة قبل عام من المحافظين الذين فرضوا إجراءات عقابية بسبب تحركات المتمردين الذين تدعمهم موسكو في أوكرانيا.

(عواصم- وكالات)