مواقع التواصل الاجتماعي... هل استغنى النجوم عن الصحافة؟
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بديلاً إعلامياً لدى بعض نجوم الفن والغناء، حيث ينشرون أخبارهم الشخصية والفنية ويتواصلون مباشرة مع الجمهور، خصوصاً أن ثمة ملايين من المعجبين يتابعون هذه الصفحات. فهل أصبحت «البديل الآمن» لنشر أخبارهم بعيداً عن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمنشورة؟ بمعنى أدق، هل بات الفنانون يعتمدون عليها لترويج أعمالهم وتدقيق أخبارهم مباشرة من دون الحاجة إلى صحافة أو برامج تلفزيونية أو غيرها من وسائط إعلامية؟
«الجريدة» رصدت آراء عدد من النجوم والنقاد حول انتشار هذه الصفحات لدرجة أن بعض الوسائل الإعلامية يلجأ إليها لمعرفة أخبار النجوم.
«الجريدة» رصدت آراء عدد من النجوم والنقاد حول انتشار هذه الصفحات لدرجة أن بعض الوسائل الإعلامية يلجأ إليها لمعرفة أخبار النجوم.
يرى الفنان المصري إدوارد أن التطوّر التكنولوجي اللافت جعل من مواقع التواصل الاجتماعي ركناً أساسياً في علاقات الناس اليومية، لذا من جهته أنشأ في نوفمبر 2015 صفحاته الشخصية على «فيسبوك» و{تويتر» و{انستغرام» ليتواصل مباشرة بالصورة والكلمة مع جمهوره.ويؤكد إدوارد أنه أنشأ صفحاته الشخصية بعدما وجد عدداً كبيراً من الصفحات المزيفة تحمل اسمه من دون أن تكون له أية علاقة بها، وكانت تتضمن أحياناً كثيرة أخباراً مغلوطة عنه سواء فنياً أو شخصياً، موضحاً أنه بعد محاولات لنفي هذه الأخبار اضطر إلى إطلاق صفحات أعلن أنه سيتولى الإشراف عليها مع الشركة المسؤولة عن إدارتها، نافياً أية علاقة له بالصفحات الأخرى.واعتبر إدوارد أن التواصل الإعلامي ضروري جداً لكن له أوقاته ومناسباته، كذلك ثمة نوع من الأخبار تصلح للنشر في الصحافة أو البرامج. أما مواقع التواصل فما هي إلا وسيلة سريعة لنشر خبر أو تصحيح معلومة ومعرفة ردود فعل الجمهور مباشرة على المشاريع الفنية.
بدورها أعربت الفنانة رشا مهدي عن اهتمامها بنشر أخبارها وكواليس أعمالها الفنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة أن ذلك يؤسس لتواصل مباشر بينها وبين جمهورها ويبعد أية أخبار مغلوطة حولها.ورأت رشا أن الجمهور يهتم كثيراً بأخبار نجمه المفضل، فإذا وجد الخبر الصحيح المباشر عنه سواء في الصحف أو المواقع الإخبارية يرحّب به، وهو ما دفعها إلى أن تطلق صفحتها الخاصة على “فيسبوك” كغيرها من النجوم، حيث ترفع عليها أخبارها وتفاصيل يومها كما يفعل الأشخاص العاديون أيضاً.رشا تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لها تلتقطها أثناء إجازتها الأسبوعية وغيرها من مناسبات، وعادة لا تظهر هذ اللقطات في الصحافة أو النشرات الفنية، ما يجعل العلاقة بينها وبين الجمهور أكثر حميمية على حد توصيفها. الناقد الفني عصام زكريا ذكر أن لجوء الفنانين إلى نشر أخبارهم على مواقع التواصل الاجتماعي أمر طبيعي، خصوصاً أن لهذه المواقع جمهوراً واسعاً يتابع كل جديد عليها وبشكل سريع، مشيراً إلى أن الصحافة من وجهة نظره شبه انتهت وجمهورها قلّ بنسبة كبيرة.زكريا أوضح أن الفنان يضمن من خلال هذه الصفحات نشر الخبر الخاص به كما يريد من دون تعديل أو تحريف، فتنتفي الحاجة إلى نفيه أو تصحيحه بعد ذلك، على اعتبار أن الصحافيين يكتبون أخبارهم بنوع من الاحترافية لجذب الجمهور، ما قد يحدث نوعاً من الالتباس أو سوء اختيار كلمات تحمله أكثر من معنى، وهو ما يرفضه الفنان أحياناً. لذا كان من الطبيعي التواصل المباشر مع الجمهور من دون وسيط، ويكون هذا التواصل سريعاً يحقق للفنان رد فعل طبيعياً وحقيقياً من دون أية تدخلات.ودعا زكريا الصحافيين العاملين في الأخبار الفنية إلى ضرورة المتابعة الجيدة لصفحات الفنانين ومحاولة صناعة قصص صحافية بناء على الأخبار الصغيرة التي ينشرونها في إطار تقارير وتحقيقات جاذبة، فضلاً عن محاولة تحليل ما وراء الأخبار لتقديم محتوى صحافي جاذب للقارئ، والتغلب على اعتماد بعض الفنانين على البيانات الصحافية كما في السابق.
بشرى: علاقة النجم بالصحافة لن تنتهي
الفنانة بشرى رأت أن لجوء الفنان إلى نشر أخباره الشخصية أو الفنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا مواكبة للتطوّر العالمي، واعتراف من النجم بأهمية هذه المواقع في التأثير في الرأي العام وتحريكه، كذلك دورها الواسع في نشر المعلومة من مصدرها الأساسي.وقالت بشرى إن نشر الأخبار من خلال مواقع التواصل ليس دليلاً على انفصال الفنان عن الصحافة، فهذه العلاقة وطيدة يلجأ فيها الفنان إلى الصحافي في أمور خصوصية وحساسة، كذلك يلجأ الصحافي إلى التواصل المباشر مع الفنان لإبراز أهمية الدور الذي يقوم به كل منهما وتحقيق نوع من التكامل بين عمل كل منهما.واعتبرت بشرى أن العلاقة بين الصحافي والفنان ممتدة لن تنتهي لأن كلاً منهما يكمل مشوار الآخر، ومثل هذه العلاقة لا يؤثر فيها الاعتماد جزئياً على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن شكلها تطوّر بطبيعة الحال مع تطور التكنولوجيا التي أتاحت للخبر أن ينتشر بأشكال مختلفة وسريعة.