واصل الاقتصاد البريطاني تسجيل أداء قوي محققاً نتائج مفاجئة في أكتوبر في مبيعات التجزئة، وفق الأرقام التي نشرت أمس، وأكدت صحته منذ أن أيد البريطانيون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

وأعلن المكتب الوطني للاحصاءات أن مبيعات التجزئة زادت بنسبة 1.9 في المئة في اكتوبر على شهر، مستفيدة خصوصاً من اقبال المستهلكين على شراء الملابس الشتوية.

Ad

ولم يكن الاقتصاديون يتوقعون في المعدل زيادة بأكثر من 0.5 في المئة، وفق ما نقلت عنهم وكالة "بلومبرغ".

ويبدو أن المستهلكين غير مكترثين بالظروف الضبابية المحيطة بشروط بريكست، في حين لم تبدأ بعض المفاوضات بشأنها مع بروكسل.

وقال المحلل المالي جيمس هيوز، إن كثيرين توقعوا أن يتأثر إنفاق المستهلكين بالمناقشات الدائرة حول بريكست، ولكن كما حصل مع ارقام البطالة التي صدرت أمس، "يبدو ان بريكست ليس عاملا مؤثرا على الإنفاق في الوقت الحالي".

وأضاف المحلل لدى "جي كي اف اكس"، "حتى متوسط النفقات الاسبوعية حقق اعلى مستوى على مدار السنة في أكتوبر بفضل المبيعات المتصلة بعيد هالوين في المتاجر الكبرى وتدني درجات الحرارة الذي يشجع شراء الملابس".

وهذه الأرقام مطمئنة بشأن صحة الاقتصاد على المدى المباشر، لكونها تضاف الى مؤشرين ايجابيين نشرا الثلاثاء والأربعاء حول التضخم والبطالة التي بلغت ادنى مستوى منذ 2005.

وحتى في الصيف، كذب الاقتصاد البريطاني توقعات أغلبية المحللين الذين توقعوا صعوبات فورية بعد اختيار بريكست، اذ سجل نمو الناتج الداخلي في الربع الثالث نسبة قوية من 0.5 في المئة مقارنة بالربع الثاني.

ولكن بعض الاقتصاديين يحذرون من أن الاقتصاد سيعاني أولى نتائج بريكست السلبية العام المقبل، إذ تبدو الشركات اكثر تردداً في الاستثمار امام القلق الناجم عن المخاوف من مثل هذا الانفصال.

وقد يعاني المستهلكون من الارتفاع المتوقع في التضخم بفعل هبوط الجنيه الاسترليني بعد بريكست.

ويقول المحللون ان الأجور قد لا تتبع وتيرة ارتفاع اسعار الاستهلاك المتوقع أن ترتفع 2,8 في المئة بالوتيرة السنوية بنهاية 2017، وفق بنك انكلترا.