بعد إعلان السيد ترامب رئيساً للولايات المتحدة وفوز الحزب الجمهوري بمجلسي النواب والشيوخ يظل السؤال عن الكيفية التي ستتعامل بها حكومات الدول الخليجية مع هذا الحدث، وما الأدوات التي تستخدمها في مواجهة هذا الوضع الاستثنائي في ظل وجود شخصية مثل ترامب أثارت معها الكثير من التساؤلات؟

نقاط وتصريحات مثيرة أطلقها السيد ترامب خلال حملته الانتخابية، بعضها كانت السبب في تفوقه على منافسته السيدة هيلاري كلنتون والبعض الآخر خص فيه المنطقة العربية ونظرته لها، وفي مقدمة تلك النقاط:

Ad

* دولة إسرائيل هي الحليف الاستراتيجي والمهم لأميركا، والمواطنون الأميركيون اليهود مواطنون من الدرجة الأولى.

* المسلمون يشكلون خطراً على أميركا، ولا بد من تطبيق إجراءات حازمة عليهم.

* إلغاء معاهدة النووي الإيراني.

* على الدول الخليجية دفع فاتورة استقرارها فلم يعد هناك شيء اسمه حماية بلا ثمن.

* الحرب والقضاء على "داعش" في العراق وسورية.

* حروب الربيع العربي لم تكن مبررة، فالنظام السوري والليبي كان بالمقدور التفاهم معهما.

هذه العبارات كانت من جملة ما قاله الرئيس القادم للولايات الأميركية خلال فترة السباق الرئاسي، والتي قد تشكل حجر الأساس في طريقة التعامل مع الإدارة القادمة، فالمشهد السياسي سيشهد الكثير من التغيرات على الساحة العربية عما كانت عليه لاختلاف سياسة الحزب الجمهوري عن نظيره الحزب الديمقراطي. ترامب لم يحاول خداع الناخب الأميركي ولم يتنكر لماضيه، ومع ذلك استطاع الفوز في بلد يعتبر نفسه أحد معاقل الحريات، وفي منظومة انتخابية طويلة ومعقدة، ولأجل ذلك التعامل معه لن يكون تعامل رجل لرجل، فهو مرشح الحزب الجمهوري ومرشح الشعب الأميركي.

المزاج الأميركي تغير كثيراً، وتغيرت معه نظرة المواطن الأميركي للعالم وللشرق الأوسط، فسياسة خلق الأزمات التي تتبعها الإدارات الديمقراطية قد أفقدت أميركيا الكثير من مصداقيتها حتى جعلت منها العدو الأول لشعوب المنطقة، والتي تعتبرها المسؤول عن صناعة الإسلام المتطرف.

اليوم العالم العربي والخليجي على مفترق طرق، فهو يقرأ ويتابع تصريحات الإدارة الأميركية القادمة، فمن زاوية يرى علاقة أميركا بالكيان الصهيوني الوثيقة التي وصفت بأنها مبنية على ثوابت المصير المشترك، وأن أمن إسرائيل من أمنها، وفي الجانب الآخر يقف على مسافة واحدة مع الجمهورية الإيرانية في ضرب "داعش" بسورية والعراق، ثم يتوعد برفض الاتفاق النووي الإيراني.

هذه المواقف لم تقف عند تلك التناقضات، فالجانب الأميركي لم يعد كما كان بالسابق، وقد يكون قانون جاستا بداية الطلاق الخليجي. المنطقة العربية ستشهد خلال الأيام القادمة تحركات وترتيبات ستساهم في طي الكثير من الملفات الساخنة، وفي مقدمتها سورية والعراق واليمن.

سأترك ترامب وكل تعقيدات السياسة الأميركية القادمة لأذهب إلى الناخب الكويتي، لعله يدرك خطورة الوضع الإقليمي والاقتصادي، ولعله يفهم استحقاقه الوطني ويحسن الاختيار.

ودمتم سالمين.