تحمس شيخ السياسة مناصرا لمرشح إسلامي في ندوته الانتخابية قائلا: "أسأل الله أن يجعله من العشرة المبشرين بالنجاح"! والله لو قالها غيره لكان مصيره الضرب "بالدرة والعقال والشنق بالشماغ"، ولتمنى أن تنشقّ الأرض وتبلعه من شدة سهام التحريض والوعيد الشديد على استعارة ألفاظ الحديث الشريف في تزكية مرشح لانتخابات مجلس الأمة.

وما لفت انتباهي أن المرشحين الإسلاميين لم يعودوا يطالبون بتطبيق الشريعة وتغيير المادة الثانية، كما كانوا يفعلون، بل توجهوا إلى روايات المد الشيعي في المنطقة، والمطالبة بتوجيه السلاح الجوي والبري إلى شاطئ المارينا لمنع نشاط "الكروس فت"!

Ad

ومن هنا نطرح التساؤلات المستحقة على المرشحين الإسلاميين: أين أنتم من المطالبة بتطبيق الشريعة؟ أليست هي المبرر الرئيس لخوضكم الانتخابات، أم أنها كانت وسيلة لحصد الأصوات في حينها، وبعد أن انكشفت المكيدة السياسية، وأن شعار "إن أريد إلا الإصلاح" قد أفرغ من محتواه وتحول إلى "إن أريد إلا الكرسي"، فانقلبتم على أعقابكم، وتفككت جماعتكم بين صقور يهاجمون السلطة، وحمائم يغازلونها لتمرير الصفقات، فلم يعد لشعار تطبيق الشريعة أي لون أو رائحة؟!

وبعد أن أفلس المرشح الإسلامي من شعار المطالبة بتطبيق الشريعة، استل سيف الطائفية المقيت، وبات يحذر من الخطر الإيراني وتغلغل الشيعة، مدللا بالخلايا الإرهابية التي سقطت بين أيدي فرسان "الداخلية"، وهو الأمر الذي سيؤجج من الطرح الطائفي، لا سيما أن المبتغى الرئيس هو حشد أكبر قدر ممكن من الأصوات الخائفة من "بعبع الشيعة"، وبذلك يتسلق المرشح إلى السلطة التشريعية من بوابة الطائفية مع بالغ الأسى!

وقبل أن أهاجم من المؤيدين والمريدين لتطبيق الشريعة، نود منهم مراجعة آخر تصريح للشيخ الدكتور خالد المذكور الذي ترأس اللجنة العليا لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية لمدة ٢٢ سنة، حيث قال: "المسلمون غير مهيئين لتطبيق الشريعة"، وهو أعلم بحالنا من أحزاب الإسلام السياسي المتاجرين بالقضية لأغراض انتخابية، وها هم اليوم يتاجرون بالطائفية حتى يقطعوا أوصال المجتمع إربا إربا!