طبيب وسياسي وإعلامي وغبي
بعد طول عناء ستكون روايتي الأولى متوافرة وقت نشر هذا المقال- وأسال الله أن تكون البداية فقط- في معرض الكويت للكتاب تحت عنوان رئيس "أربعة وطاولة"، وآخر فرعي يشبه عنوان هذه المقالة، فكتابة أي رواية أو كتاب تفتح عدة محاور للنقاش، أولها يختص فيما يتعلق بالرقابة المسبقة، وثانيها رقابة معرض الكتاب، وآخرها دور المثقف وما يحاول إيصاله بروايته أو كتابه.أودعت نسختين من الرواية في نهاية شهر مايو في وزارة الإعلام إن لم تخنّي الذاكرة، ولم أحصل على الموافقة بعد تحويلها للجنة إلا في سبتمبر، وعلى الرغم من وعود المسؤولين لمجموعة من الكتّاب بإلغاء الرقابة المسبقة على الكتب المطبوعة في الكويت- وهو ما ينص عليه القانون أصلا- فإن الجميع ما زال يسير على خطة اللائحة التي تخالف القانون نفسه.
أما فيما يتعلق بمعرض الكتاب فالغريب أن لائحة الكتب الممنوعة فيه طويلة جدا، والكثير منها يمنع فقط من خلال العنوان، ومع أن الكويت معروف أنها المناخ الأكثر حرية نسبيا مقارنة بشقيقاتها، لكنك تجد في معارض الشارقة والرياض للكتاب ما لا تجده هنا في معرض الكويت، مما يثير الكثير من التساؤلات، خصوصا أن المعارض عادة ما تكون فسحة من الحرية لا مزيدا من القيود، ناهيك عن الكتب التي تكون مسموحة في كل معرض وتمنع في المعارض التالية!ما دور المثقف حقا؟ هل يجب أن يكتب ما ينمّ عن عمق فهمه أم ثقافته؟ أم يكتب ما يفهمه عامة الناس؟ أم أن يكتب الاثنين فيرتقي بالعامة ويرضي الخاصة؟ كان هذا الصراع الذي خضته مع نفسي عند بداية الكتابة، وقررت أن أخوض الغمار باللغة البسيطة السهلة، للوصول إلى جمهور كبير في داخله حبّ للقراءة، مع حصيلة لغوية ليست بالقوية، وتركيز سهل التشتيت دون إغفال المضمون الصلب والهدف السامي. لعلنا بهذه الخطوة ندفع الكتّاب الشباب لتنافس أفضل، وأن تكون البساطة في بداية المشوار طريقة جذب لما هو أصعب وأجمل في المستقبل، والله ولي التوفيق.