قبضت يدك يا مخرج لأطوف بك في سِيَرِ الكويتيين الحقيقية، فهل تعلم بوجود عالم فلك كويتي اسمه العم صالح بن محمد العجيري الذي كانت طفولته غراما لنجوم (الحقيقة) وشيخوخته معلما يدرس الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه؟ أليست سيرته أغنى مادة خام تنتظر الحبك الدرامي؟ وقبله حمامة الحرية سناء الفودري التي استشهدت بالجابرية، وهي تخرج في وجه الغزاة حاملةً راية وطنها، مصونة العِرض والشرف بعفة حجابها الكويتي تستحق أحسن مصور سينمائي، وبعدها عبدالرحمن السميط الفاتح الثاني الذي أسلم على يده سبعة ملايين إفريقي وهو طبيب إغاثي كادت تقتله مئات الأوبئة في الأدغال الإفريقية، كلنا ينتظر لسيرته أجود كاتب سيناريوهات.

وبعد وفاة السميط لمع نجم المزارع ناصر العازمي الذي زرع البُن وجوز الهند ومئات النباتات في أسخن بقعة جغرافية وفق الأرصاد العالمية، فجمع الشتلات والحبوب من الصين وأوروبا ليغرسها في بلده، ولتقول مغامراته للعالم "الكويت أرض مبروكة"، وبعده ظهر البطل العالمي فهد الديحاني الذي انتصر في أولمبياد الرماية رغم عدم رفع علمنا فرفع بطلقاته البطولية رؤوسنا! ولي الفخر بجدي محمد العتيبي، أشهر مجبر عظام شعبي، والذي نجح بمعالجة 42 ألف كويتي وعربي وأجنبي لوجه الله، ولا أنسى موقفاً له حين أن جاءته عائلة مقيم سُحق عموده الفقري وكل ذراع وساق فرمتها سيارة بمواقف سوق المباركية، فرفضته المستشفيات لاستحالة تجبير جثمان كامل، ولكن هذا للعبقري، وفور ما جاؤوا بالمريض سليم الجمجمةِ، كفنه بجبارة كاملة ودفنهُ مبقياً رأسه، وكثف له برنامجا غذائيا نباتيا (الحِلبة)، ليخرج من قبره العلاجي حياً بعظامٍ كما ولدته أمه. فيا مخرج: سَوَاليفنا الكويتية "تبيض الوجه". وهل نعلمك من الشابة الكويتية؟ إنها إحدى كاتباتنا التي فازت بجوائز عربية، وكذلك خريجاتنا اللاتي يُدرن مشاريع تجارية تأسيا بأمهن خديجة، رضي الله عنها، ومربياتنا رزينات في التربية والتعليم، ومخترعاتنا في مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع يكتسحن المنافسات العربية في التقدم العلمي.

Ad

فالكويتية ليست عابدة أو معبودة لشهوة خسيسة، نزهها الله عن الأخلاق غير العربية وغير الإسلامية، فنحن لا نقبل لكل مجتمعنا إلا مرآة نزيهة تعكسه للعالم الناطق بالعربية، فما ردك يا مخرج؟

يرد المخرج: "يلزمني استبدال قاعدة "خالف تُعرف" بـ"الفن مرآة المجتمع"، فالكويتيون يستحقون مرآة أنظف، ويجب أن تكون براعتي في إمتاع المجتمع وإرشاده، ويبدو أن مسلسل "إلى أبي وأمي مع التحية) خير مثال.

والأجمل أن تكون مسلسلاتي فيها الحجاب لتزكية النفوس، مثل الفودري، ويكون فيها العِلم لتشجيع العقول، مثل العجيري، حتى الممثل جمال الردهان اشتكى من هبوط الفن، فإنه ليس من المستحيل أن يخلو الإنتاج من "سواد الوجه"، بل من الضروري إيقاف السِيرك الحالي، فهو لا يكون إلا على حساب سمعتنا "عندنا وعند غيرنا" وفي كل رمضان! فالمفروض أن تكون مهمتي أشرف المهام، وأنا خادم للمجتمع حينما أصوره بصورةٍ تمثله أمام العالم. فقاطعت المخرج بسؤال: ما اسمك؟ فرد: سيكتبه المستقبل.