عقد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمس، جولة لقاءات جديدة في نيويورك مع مزيد من المرشحين لأبرز المناصب في البيت الأبيض، حيث يجري تداول عدة أسماء جديدة لتولي حقائب وزارية في إدارته المقبلة.

وإحدى الشخصيات الجديدة التي يجري تداول اسمها هي حاكمة ساوث كارولاينا نيكي هالي التي باتت مرشحة لمنصب وزيرة الخارجية أو مناصب أخرى.

Ad

وحتى أمس، كانت وسائل الإعلام تشير إلى أن رئيس بلدية نيويورك رودي جولياني هو الأوفر حظا لتسلم حقيبة «الخارجية». كما ورد اسم الجنرال المتقاعد مايكل ورد لتولي منصب مستشار الامن القومي، وهو المنصب الذي لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ.

أما الحاكم السابق لولاية تكساس الغنية بالنفط، وأحد منافسي ترامب في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين ريك بيري، فمرشح لمنصب وزير الطاقة.

وفي حال ثبت ذلك، فإن هذا التعيين قد يثير معارضة لأن كثيرين سيتذكرون لحظاته المحرجة خلال الانتخابات التمهيدية عام 2011 حين واجه صعوبة في تذكر اسم الوكالة الحكومية الثالثة التي كان يريد إلغاءها وهي دائرة الطاقة.

تعيينات

وهناك مرشح آخر هو بيل هاغيرتي لمنصب ممثل التجارة، وهو يرأس شركة استثمارات خاصة، وعمل كمسؤول كبير في التنمية الاقتصادية في تينيسي بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، التي أوضحت أن نائب حاكم ولاية ساوث كارولاينا هنري ماكماستر طرح اسمه أيضا لتولي منصب وزير العدل.

والتقى ترامب، أمس، بمقره في مانهاتن، مجموعة من الشخصيات المرشحة للمناصب العليا وكذلك وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر البالغ من العمر 93 عاما. كما عقد ترامب أول لقاء مع قائد أجنبي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم اللجنة الوطنية للجمهوريين شون سبايسر إن ما سيجعل إدارة ترامب فريدة هو أنه حين يترك أعضاؤها الحكومة «سيحظر عليهم أن يكونوا على لوائح مجموعات الضغط لخمس سنوات».

وبعد نفي ترامب، أمس الأول، وجود حالة ارتباك في اطار المداولات لتشكيل الادارة المقبلة، قال، أمس، إن «فريقي الانتقالي الذي يعمل ساعات طويلة يقوم بعمل رائع، سنشهد إعلان اسماء جديدة».

كما أكدت كونواي كيليان مديرة حملته الانتخابية السابقة للصحافيين عدم وجود أي ارتباك، قائلة إن «تشكيل حكومة فدرالية مهمة شاقة، ومن الخطأ القول انها لا تسير بشكل جيد. كل شيء يسير بشكل جيد».

ووجد الملياردير نفسه مضطرا للاجابة، من خلال ثلاث تغريدات، عما اوردته صحيفة «نيويورك تايمز» في عددها الصادر أمس الأول عن أن قادة اجانب يواجهون صعوبات في الاتصال به.

وغرّد ترامب على «تويتر»: «المقال الذي أوردته نيويورك تايمز الفاشلة عن المرحلة الانتقالية خاطئ بالكامل. انها تسير حقا بلا مشاكل. وقد تحدثت أيضا إلى العديد من قادة الدول الأجنبية وبينها روسيا وبريطانيا والصين والسعودية واليابان واستراليا ونيوزيلندا».

وفرضت السلطات الأميركية، منطقة حظر جوي، فوق برج ترامب في مدينة نيويورك، مقره سكنه والمركز الرئيسي لنشاطه التجاري، وفرضت الشرطة تفتيشا صارما على سكان البرج والعاملين فيه.

بانون وساندرز

بدوره، دعا السناتور عن ولاية فيرمونت الاشتراكي بيرني ساندرز، أمس الأول، ترامب إلى التراجع عن تعيين بانون، قائلا إن «تعيين شخص عنصري في منصب قيادي هو أمر غير مقبول بتاتا».

وأضاف أن بلاده كافحت للقضاء على التمييز بكل أشكاله وأن الرجوع إلى الخلف غير مقبول بتاتا.

وحصل ساندرز والسيناتور اليزابيث وارن على مناصب في القيادة الديمقراطية بمجلس الشيوخ، حيث اختير الأول كرئيس للاتصال في الحزب والثانية رقيت إلى نائب رئيس.

وبانون الذي أدى دورا أساسيا في حملة ترامب الانتخابية في إجازة حاليا من منصبه كمدير موقع بريتبارت الالكتروني الذي يقول منتقدوه إنه منصة لأنصار نظرية تفوق البيض.

ووقع 169 عضوا ديمقراطيا في مجلس النواب رسالة تطالب ترامب بازاحة بانون، معتبرين ان تعيينه «ينسف بشكل مباشر القدرة على توحيد البلاد».

كلينتون: لا تستسلموا

وفي أول ظهور عام منذ خطاب الإقرار بالهزيمة أمام ترامب، أكدت كلينتون، أمس الأول، أن الانتخابات الرئاسية كشفت عن انقسامات عميقة في اعظم بلد بالعالم.

وقالت كلينتون، في أمسية خيرية بواشنطن: «في الاسبوع الفائت تساءل كثيرون ان كانت اميركا فعلا البلد الذي يخالون»، مضيفة أن «الانقسامات التي كشفتها هذه الانتخابات عميقة، لكن رجاء صدقوني عندما أقول أن اميركا تستحق العناء وأطفالنا يستحقون، ثقوا ببلدنا وكافحوا من أجل قيمنا ولا تستسلموا أبدا».

وأضافت: «أحضكم على عدم التخلي عن القيم التي نتشاركها».

أوباما وميركل

من جهته، التقى الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما أنغيلا ميركل، أمس في برلين باجتماع أقرب إلى مراسم تسليم الشعلة، في وقت بات العالم ينظر الى المستشارة الألمانية على أنها حاملة لواء القيم الديمقراطية بعد الرئيس الاميركي الحالي، إثر انتخاب ترامب.

وشدد أوباما في برلين، المحطة الثانية والأخيرة من جولة وداع، على القيم المشتركة بين أوروبا والولايات المتحدة.

وفي موقف يتناقض مع الخطاب المعارض للعولمة الذي يعتمده ترامب، وجه أوباما وميركل رسالة في مقالة مشتركة نشرتها أسبوعية اقتصادية أمس الأول، دافعا فيها عن العلاقة التي تربط ضفتي الأطلسي وعن التبادل الحر، في وقت أعلن ترامب مواقف أقرب إلى الانعزالية.

وكتبا «لن تكون هناك عودة الى عالم ما قبل العولمة»، مؤكدين «نكون أقوى حين نعمل معا».

الرئيس المنتخب يرهن تنشيط الاقتصاد بالبنية التحتية

تحظى خطة الاستثمار في البنى التحتية التي وعد بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالتأييد رغم ضبابيتها، وهي من مقترحاته القليلة التي رحب بها صندوق النقد الدولي والاحتياطي الفدرالي وحتى الديمقراطيون.

وحرص ترامب مساء 8 نوفمبر إثر فوزه على التطرق إلى هذه الخطة بقوله «سنعيد بناء طرقاتنا وانفاقنا ومطاراتنا ومدارسنا ومستشفياتنا» في معرض شرحه لسياسة المشاريع الكبرى والدور الذي يمكن أن تقوم به الدولة في خطاب غير مألوف بالنسبة لجمهوري.

منذ ذلك الحين، أشار فريقه الناشئ إلى أنه سيتم استثمار 550 مليار دولار لتحفيز «النمو الأميركي الكئيب وتجديد البنى التحتية التي ظلت مهملة أكثر مما يجب». وهي نقطة ليست موضع خلاف في الولايات المتحدة، حيث تعاني الطرقات الازدحام، وشبكة السكك الحديد متقادمة، ونظام توزيع المياه متهالك. وسلطت الكوارث التي شهدتها السكك الحديدية في فيلادلفيا وهوبوكن على سبيل المثال، وفضيحة تلوث المياه في فلنت، والأعطال المتكررة في مترو الأنفاق في واشنطن الضوء على حقيقة ان النققات المخصصة للبنى التحتية تراجعت نسبيا منذ 1959 إلى 2.4 في المئة بدلا من 3 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي،.

نيويورك تتصدى للترحيل
أكد رئيس بلدية نيويورك الليبرالي بيل دي بلازيو، أمس الأول، لدونالد ترامب انه سيبذل كل ما يسعه لتفادي الترحيل الواسع النطاق للمهاجرين، لافتا إلى خوف الكثيرين في المدينة الكبرى بعد انتخاب الرئيس الجديد.

وبعد زيارة برج ترامب في مانهاتن حيث يعكف الرئيس المنتخب الملياردير على تشكيل ادارته، صرح دي بلازيو بأنه اكد للجمهوري انه سيقف في وجه تعهده ترحيل الملايين من المهاجرين غير الشرعيين والدفاع عن التقليد الاميركي القاضي بالترحيب بالاجانب.

وقال رئيس البلدية الديمقراطي: "كررت امامه ان هذه المدينة والكثير غيرها حول البلاد ستبذل كل ما في وسعها لحماية سكانها وضمان عدم تمزيق العائلات".

بروفيسور التنبؤات يتوقع عزل ترامب

توقع أستاذ التاريخ السياسي في جامعة واشنطن، آلان ليتشمن، والمعروف بلقب "بروفيسور التنبؤات" لتمكنه من التنبؤ بدقة بهوية المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ عام 1984 وصولا إلى انتخاب دونالد ترامب، أن الأخير لن يتمكن من إكمال ولايته وسيخرج من السلطة بعملية سحب ثقة منه. وقال ليتشمن، في حوار مع الإعلامية إرين بيرنت على شاشة "سي إن إن": "هناك فرصة كبيرة لعزل ترامب من السلطة بعد تسلمه لها". وأوضح ليتشمن وجهة نظره بالقول إن ترامب كان طوال حياته "يلعب لعبة شد الحبل مع القوانين"، مضيفا: "لقد أدار ترامب منظمة خيرية غير قانونية في ولاية نيويورك، كما جمع تبرعات لحملته الرئاسية بشكل غير قانوني عبر تلك التبرعات الخيرية التي استعملها أيضا من أجل معالجة بعض ديونه الشخصية، وهو يواجه احتمال رفع دعاوى قضائية" بسبب ذلك. ولدى سؤاله حول كيفية عزل ترامب في حين يسيطر الحزب الجمهوري على "الكونغرس" بغرفتيه قال ليتشمن: "الحزب الجمهوري متوتر بسبب ترامب، فهو يشبه المدفع الذي لا يمكن التنبؤ به ولا أحد يعرف تماما ما الذي يفكر به أو يؤمن به ولا يمكن السيطرة عليه. بالنسبة للحزب الجمهوري فإنه يفضل بالتأكيد وصول نائب الرئيس مايك بينس لأنه شخصية يمكن التنبؤ بها، وهو من الخط السياسي الرئيسي للتيار الجمهوري المتشدد".