تبددت آمال الشاب خالد إبراهيم، 37 عاماً، في تحقيق ما وعد به ولديه الصغيرين من اصطحابهما خلال إجازة نصف العام الدراسي، إلى محافظة أسوان جنوب مصر، بعد أسبوعين من قرارات الحكومة الأخيرة، بتعويم سعر صرف الجنيه المصري، أمام العملة الأجنبية، ورفع جزء من الدعم عن الوقود، الأمر الذي دفع شركات سياحية إلى رفع الأسعار التي أعلنت تخفيضها من قبل، لجذب السائحين خلال الموسم الشتوي.

خالد، الذي يعمل موظفاً في إحدى شركات بيع الإلكترونيات في مدينة الجيزة، قال إن الزيادة التي طرأت على سعر الرحلة، وفق ما أبلغته شركة السياحة التي كان يرغب في السفر من خلالها تقارب 300 جنيه مصري، بالنسبة للفرد الواحد، ما يعني بالنسبة لعائلته المكونة من 4 أفراد تكلفة إضافية تقدر بنحو 1200 جنيه، (75 دولارا تقريباً)، فضلاً عن تكلفة الرحلة الأصلية لأسرته التي تقدر بنحو 4800 جنيه (حوالي 300 دولار).

Ad

قرارات التعويم لم تُغرق خطط الراغبين في الاستمتاع بالبرامج السياحية فحسب، بل زادت مشكلات القطاع الذي يعاني أزمات متلاحقة منذ فترة طويلة، وكان أبرزها بسبب سقوط طائرة ركاب روسية، فوق سيناء أواخر أكتوبر 2015، الأمر الذي تسبب في وقف كثير من الدول رحلاتها إلى مصر.

وبحسب جمال الشيمي مسؤول بيع في شركة سياحية بوسط القاهرة، فإن الشركات العاملة في المجال تلقت خبر تعويم سعر صرف الدولار بصدمة بالغة، نظراً لما ترتب عليه من زيادات في تذاكر الطيران بالنسبة للرحلات الخارجية.

وقال الشيمي: "يبدو أن الحكومة لم تكتف بالضربة الأولى في التعويم، فجاء قرار رفع الدعم عن المحروقات، ليعصف هو الآخر ببرامج الرحلات الداخلية، نظراً لزيادة أسعار البنزين في التنقلات بالنسبة للأفواج، وكذلك بالنسبة للراغبين في عمل "رحلة نيلية في الشتاء".

وذكر نائب رئيس قسم التسويق في شركة متخصصة في السياحة الدينية محمود عبداللطيف، ان الموسم الجديد لرحلات العمرة خلال المولد النبوي التي تبدأ الشهر المقبل، يكاد يكون تغير بشكل كامل، مشيراً إلى أن هناك زيادة في أسعار تذاكر رحلات الطيران تقدر بنحو 48 في المئة، بحسب ما أعلنته شركة مصر للطيران نتيجة تغير سعر الدولار، الأمر الذي سينسحب بالضرورة على الرحلات البرية، التي ارتفعت هي الأخرى نتيجة زيادة سعر الوقود.