بعد ليلة شهدت اشتباكات عنيفة وتخللتها تحذيرات أطلقتها بلدية القطاع المحاصر من نقص حاد في الوقود والغذاء مع اقتراب الشتاء، أجبر القصف الجوي والمدفعي العنيف لقوات الرئيس السوري بشار الأسد على حلب الشرقية، أمس، السكان على البقاء في منازلهم.ووفق المرصد السوري لحقوق الانسان فإن قوات النظام تقدمت لفترة قصيرة قبل أن تصدها فصائل المعارضة، التي ردت على التصعيد العسكري بإطلاق «اكثر من 15 قذيفة صاروخية» على حلب الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وبينها الجميلية والاسماعيلية وبستان الزهرة وسليمان الحلبي.
وفي اليوم الرابع لاستئناف القصف على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، أكد مراسل وكالة «فرانس برس» أن الطائرات لا تهدأ في الأجواء، وفي حال غابت قليلاً يبدأ القصف العنيف براجمات الصواريخ والمدفعية، موضحاً أن فرق الإسعاف غير قادرة على التوجه الى الاماكن التي تم استهدافها بسبب شدة القصف، وخصوصاً في مساكن هنانو، التي اتهم نشطاء النظام بقصفها بغاز الكلور السام ما أدى إلى وقوع حالات اختناق.واستهدف القصف أمس أحياء عدة بينها الفردوس والهلك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور، وفق المرصد، وأيضاً مساكن هنانو، التي اتهم نشطاء النظام بقصفها بغاز الكلور السام ما أدى إلى وقوع حالات اختناق.وكان القصف عنيفاً أمس الأول أيضاً، واشتد حتى منتصف ليل الخميس- الجمعة، وكانت الابنية ترتج نتيجة قوة الغارات. وشهدت الليلة الماضية اشتباكات عنيفة في حي الشيخ سعيد الذي تسعى قوات النظام للتقدم فيه جنوب حلب الشرقية.
الحملة الروسية
وفي إطار حملة واسعة النطاق أطلقتها في محافظتي إدلب وحمص، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أمس الأول أنها شنت للمرة الأولى هجمات على أهداف في سورية بمقاتلات من قواعد روسية وسورية وحاملة طائرات روسية.وضربت صواريخ كروز أطلقتها من روسيا مقاتلات من طراز «تو-95 إم.إس»، أهدافاً تابعة لتنظيم «داعش» وجبهة «فتح الشام» في هجمات ثلاثية هي الأولى التي تنفذها روسيا منذ بدء حملتها في سورية قبل أكثر من عام، شملت أيضاً قيام طائرات حربية من حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف وأخرى من قاعدة حميميم الجوية في سورية.وأضاف التقرير أن صواريخ كروز أطلقت من البحر المتوسط فيما نشرت بعض الطائرات من قاعدة جوية في روسيا، مما مكن القوات من تغطية 11 ألف كيلومتر وإعادة التزود بالوقود في الجو مرتين.وحدد التقرير الأهداف التي تم ضربها بأنها مراكز عمليات ومخازن أسلحة وذخائر وعتاد عسكري وورش لإنتاج الأسلحة. ولم يحدد البيان المناطق التي استهدفت في العملية.ويقول دبلوماسيون إن القطع البحرية التي نشرت -وهو مشهد نادر منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق- تحمل على متنها عشرات الجنود وقاذفات القنابل والطائرات الهليكوبتر، فضلا عن نحو عشر سفن روسية أخرى قبالة الساحل السوري.وفي درعا، أعلن فوج المدفعية الأول التابع للجبهة الجنوبية، أمس الأول، استهداف الكتيبة المهجورة غرب أوتوستراد دمشق – عمان الدولي بالتزامن مع زيارة وفد روسي للقاعدة التي سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات الموالية لها مطلع شهر سبتمبر الماضي.كيري ولافروف
سياسياً، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس الأول، إنه بحث «كل الجوانب» المتعلقة بالوضع في مدينة حلب بما في ذلك تجدد القصف في المدينة هذا الأسبوع، وذلك خلال اجتماع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.وفي تصريحات للصحافيين بعد اجتماعهما خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في ليما عاصمة بيرو نفى لافروف تنفيذ الجيش الروسي لضربات جوية في حلب الشرقية هذا الأسبوع، مؤكداً أن «قواتنا الجوية والقوات الجوية السورية لا تعمل إلا في محافظتي إدلب وحمص لمنع مقاتلي الدولة الإسلامية -الذين ربما يفرون من الموصل- من الوصول إلى سورية».الهجمات الكيماوية
إلى ذلك، مدد مجلس الأمن، أمس الأول، لمدة عام ينتهي في نوفمبر 2017 تفويض فريق المحققين الدوليين المكلفين تحديد المسؤولين عن هجمات بالأسلحة الكيماوية وقعت في سورية.وأقر التمديد بموجب مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة وصدر بإجماع أعضاء المجلس، بمن فيهم روسيا، وهو يمنح «آلية التحقيق المشتركة» بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية مهلة جديدة تنتهي في نوفمبر لانجاز عملها، ويمكن تمديدها مجددا إذا «رأى المجلس ضرورة لذلك».وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سامنتا باور ان «آلية التحقيق المشتركة هي اداة اساسية لمكافحة الافلات من العقاب»، مؤكدة ان هناك «ادلة موثوقة على هجمات عديدة اخرى بالأسلحة الكيماوية شنها النظام السوري».وشدد نائب السفير الروسي في الامم المتحدة فلاديمير سافرونكوف من جهته على «الأدلة الكثيرة على استخدام منظمات إرهابية أسلحة كيماوية»، معربا عن أمله ألا يرضخ المحققون «لضغوط بعض الدول» بهدف تحميل دمشق المسؤولية.