قبل حوالي شهرين من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حاكما للولايات المتحدة في 20 يناير المقبل، تسلم الفريق الانتقالي للرئيس الجديد أول إفادة من وزارة الدفاع (البنتاغون)، أمس.

وقال المتحدث باسم الوزارة، بيتر كوك، في بيان، إن فريق ترامب اتصل بـ"البنتاغون" للترتيب للإفادة الأولى، مؤكدا تعهد وزير الدفاع الحالي أشتون كارتر بالعمل الجاد، للمساعدة على ضمان انتقال سلسل وفعال للسلطة.

Ad

جاءت تلك الخطوة فيما يواصل ترامب مشاوراته لملء المناصب الأساسية والوزراء الرئيسيين في إدارته المقبلة، وبعد يوم من لقاء الرئيس المنتخب ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي ان، الذي وصف ترامب بأنه زعيم يمكنه "الوثوق به".

ولم يكشف الوزير الياباني مضمون المحادثات التي جرت في نيويورك، لكنه وصفها بأنها كانت "صريحة"، وجرت "في أجواء ودية للغاية". وأثارت تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية قلق طوكيو، بشأن التزام حليفتها واشنطن بالدفاع عنها في مواجهة سلاح كوريا الشمالية النووي.

جولة نصر

وبعد ثمانية أيام قضاها شبه معزول في مقره، واصل ترامب، ثري العقارات، مشاوراته بعد ظهر أمس في بدمينستر، ومن المقرر أن يعود إلى نيويورك غدا.

وأعلن مسؤول في حملة ترامب، أنه سيقوم "بجولة نصر" في غضون "أسبوعين أو ثلاثة" يزور فيها الولايات التي اجازت له إحراز فوز مفاجئ على الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ولم يمنح ترامب رسميا أي حقيبة حتى الآن، ويواصل استشاراته المكثفة في مقر سكنه الفخم في برج ترامب. وأفادت متحدثة باسم الرئيس المنتخب، بأن التعيينات ستعلن قبل أو بعد "عيد الشكر" في 24 نوفمبر.

رومني وفلين

وشملت مشاورات ترامب لاختيار عناصر إدارته الجديدة أوساط "الجمهوريين"، الذين كالوا له الانتقادات أثناء الحملة الانتخابية، لاختيار خلف لجون كيري لحقيبة الخارجية.

وللمرة الثانية في أيام، استشار ترامب، أمس الأول، أحد مخضرمي الدبلوماسية الدولية في القرن العشرين، هنري كيسنغر (93 عاما).

وبدا للمرة الأولى أمس تداول اسم الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، ميت رومني، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية في 2012 أمام أوباما، الذي وصف ترامب في مارس الماضي بأنه "دجال".

ويضاف اسم رومني إلى عدة أسماء تم تداولها أخيرا لهذا المنصب الحيوي لصورة الولايات المتحدة في العالم، منها رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني الداعم لترامب منذ البداية، وأخيرا حاكمة كارولاينا الجنوبية نيكي هيلي، التي انتقدت ترامب بشدة أثناء الحملة.

وقد يسهم تعيين شخصية معتدلة كرومني أو تيد كروز، منافس ترامب السابق، في طمأنة الديمقراطيين وحلفاء الولايات المتحدة الذين أصيبوا أحيانا بالذهول لمواقف ترامب من الدعوة إلى "الحمائية" إلى تأييد روسيا أو التشكيك في دور الولايات المتحدة القيادي في حلف شمال الأطلسي وغيرها.

وفي خطوة معاكسة لطمأنة حلفاء واشنطن بـ"الناتو"، عيّن ترامب في منصب مستشار الأمن القومي ضابط المخابرات المتقاعد الجنرال مايكل فلين.

ويتردد أن فلين، الذي أقيل من منصبه كرئيس لوكالة الاستخبارات الدفاعية من جانب الرئيس باراك أوباما في 2014، يؤيد إقامة علاقات أكثر قربا مع روسيا، وهو أمر يشجعه ترامب شخصيا.

«الأطلسي» وأوباما

في غضون ذلك، قال الأمين العام لـ"ناتو" ينس ستولتنبرغ، أمس، في مؤتمر في بروكسل، إنه واثق من أنه حين يتولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة، فإنه سيقود الحلف، وعبَّر عن أمله أن يتحدث إلى الرئيس المنتخب قريبا.

وسعى الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما إلى انعاش الأمل، مؤكدا أن ترامب يظهر من خلال خيارات تعييناته أنه أدرك "الفرق" بين "ما ينفع" أثناء الحملة الانتخابية، و"ما يجيز توحيد البلاد وكسب الثقة، كذلك لدى من لم يصوت له".

والتقى أوباما أمس في برلين المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورؤساء وزراء بريطانيا تيريزا ماي واسبانيا ماريانو راخوي وايطاليا ماتيو رنزي، في لقاء هو الأخير قبل رحيله من البيت الأبيض وبدء مرحلة مجهولة المعالم بتولي ترامب للسلطة.

وبينما أعرب هولاند أمس الأول عن "تفاؤل حذر" حيال سلوك خلف أوباما، بعدما كان حذر من وصوله خلال الحملة الانتخابية، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أن العلاقات الثنائية مع واشنطن تتجاوز شخص قائد كل من البلدين.

لهفة وعرض

من جهة أخرى، أكد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، إثر لقائه في نيويورك ترامب، أن الرئيس المنتخب هو "صديق حقيقي" للدولة العبرية، وأنه ينتظر "بفارغ الصبر" العمل مع إدارته لكل أعضائها، بمن فيهم كبير المستشارين اليميني المتطرف ستيف بانون، الذي يؤمن بنظرية "تفوق العرق الأبيض".

وقال ديرمر إثر اجتماعه بالرئيس الجديد في برج ترامب بمانهاتن: "ننتظر بفارغ الصبر العمل لنجعل التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى".

من جهة ثانية، قال سفير بيونغيانغ لدى الأمم المتحدة في جنيف، سو سي بيونغ، إن كوريا الشمالية قد تطبع علاقاتها مع الولايات المتحدة إذا سحبت الإدارة الأميركية الجديدة القوات والعتاد من كوريا الجنوبية، وأمنت معاهدة سلام تنهي الحرب في شبه الجزيرة الكورية.

معاداة موسكو

في هذه الأثناء، هاجم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوات الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها للرئيس المنتخب، بأن يواصل سياستها في التصدي لموسكو عندما تنتهك المعايير الدولية، في إشارة إلى الخلاف الحالي بين موسكو والغرب بشأن عدة ملفات، من بينها أوكرانيا وسورية، معتبرا أنها تتعارض مع مصالح الشعب الأميركي.

وفيما يتعلق بالعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بعد تسلم الرئيس المنتخب مقاليد السلطة، قال لافروف إن "الكرة في ملعب ترامب".