الموجة الجديدة
نحن الأزهار التي تمد أياديها الخضراء، فتشق طريقها خلال طبقات الأسمنت القاسي والأراضي الجافة، كنا بذوراً في الأمس نرقد في سكون، وحان الآن موعد ولادتنا، فتمخضتنا الأرض جموعاً. نحن قطرات المطر التي تنخر في الحجر الأصم فتعيد تشكيله. تاقت الغيوم للحياة من جديد فذرفتنا دموعاً.نحن "الموجة الجديدة" التي تحرك المياه الراكدة، نلبي نداء الطبيعة لدفع عجلة التغيير، نتدفق، وإن كان المنفذ ضيقاً، صانعين الجمال من العدم. نحن الجيل الجديد من الشباب المبدع الخلاق في مختلف المجالات. مواطننا عديدة، وأنشطتنا لا حصر لها. ننمو في المكتبات الثقافية، نزهر في المسارح والمعارض الفنية، ونضيء في الأندية الرياضية، فنحن القراء الجياع، أدباء الغد، ونحن فنانو المستقبل، ومثقفو اليوم. إن أمعنت النظر، فسترى آثارنا حولك، فنحن نبث الحياة والتجديد في كل ما نلمس، حتى الجدران حوّلناها فنوناً. ترعى أيادينا البيئة المنسية وتهدهد الشجر المقطوع والحيوان المتألم. مشاريعنا ما عادت صغيرة، ونحن أبعد ما يكون عن السطحية والاستهلاكية، فما يهمنا هو صناعة ثقافة حقيقية ذات عمق ومعنى.
كوننا مجتمعاً شبابياً واعداً، يخلو من الزيف والأقنعة، أتاح لنا الحرية لأن نكون كما نشاء، فصنعنا الجمال في كل لقاء. جهودنا شخصية في غالبها، لكننا نحصل على الدعم من القطاعات الخاصة بكل امتنان. أماكن تواجدنا لا يسلط عليها الضوء كما يجب، ربما كي نبقى بعيدين عن أعين المعادين للحياة، فهم لا يفقهون سوى ثقافة الانغلاق والمنع.سنظل نقرأ ونكتب، ونفكر ونبدع... سنظل نرسم وننحت، وسنبقى نغني ونرقص رغم ظلام التشدد وعتمة الرقابة والتكفير، فشمس الفكر التنويري مشرقة لا محالة."ابق حيث الغناء، فالأشرار لا يغنون!"... مثل غجري