حدة ذكاء... وزير خارجية!
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
• ولما غضب المدرس الفرنسي صارحته زوجته:- ليس أمامك سوى خيارين... إما أن تطلقني، أو أن تسمح لماترنيخ بالتردد علينا في الدار.- وإذا لم أفعل؟- أنا سأتردد عليه حيثما يكون!* * * • كتب ماترنيخ في يومياته: "أحببت ماري كونستانس حباً صادقاً بكل ما يمتلكه الإنسان من رومانسية... أحببت قلبها الطاهر، وكانت تقول لي ويدي في يدها: إنني أعيش من أجلك يا حبيبي وليس لي من أمنية في الحياة إلا أن أفك قيودي من هذا الزوج الذي لا أشعر نحوه بأي عاطفة أو احترام، لأنه يعرف بحبي العنيف لك ويقبل البقاء معي، ويوهم نفسه بعدم خدش شرفه!... ومهما طال بي الزمن فلن يكف قلبي عن الخفقان بحبك".• أثناء هذه السعادة الغامرة في حياة الفتى ماترنيخ احتلت قوات نابليون النمسا، بل كانت المدينة التي ولد فيها، وهي تحفل بثروات عائلته الإقطاعية الطائلة، من أول المدن التي سقطت... فأقسم: لأرغمن هذا القصير المغرور والقميء أن يدفع الثمن غالياً.• وأبلغ نابليون أن الإمبراطور النمساوي أصدر قراراً بتعيين الأمير الشاب ماترنيخ سفيراً لبلاده في فرنسا... فقال:- ماترنيخ؟!... أليس هو الفتى الوسيم، وعاشق زوجة مدرس اللغة الفرنسية في البلاط؟!- نعم يا صاحب الجلالة.- يقولون إنه وسيم جداً، ومولع بالجميلات... حسناً... سيجد في باريس ما يشغله عن السياسة.* * *• لكن ما حدث أن ماترنيخ قام بتزويج نابليون بابنة الإمبراطور، وحرر بهذا الزواج معظم الأراضي النمساوية... وعاش حتى الثمانين من عمره يعمل في السياسة، والحب... ودخل التاريخ من هذين الحقلين المتناقضين!