في تطور يعكس مدى أهمية التنسيق بين الجيش ورموز قبائل سيناء، كشف شيخ قبلي يقيم بمدينة رفح الحدودية بين مصر وقطاع غزة عن تطورات الأوضاع الميدانية في محافظة شمال سيناء، حيث قال الشيخ القبلي، الذي رفض كشف هويته، لـ «الجريدة»: «استجاب الجيش لبعض مقترحاتنا بشأن إدارة المعارك الميدانية مع التنظيمات الإرهابية»، في إشارة إلى الاستراتيجية الجديدة التي يتبعها الجيش في سيناء لتطويق المناطق والقرى التي تتركز فيها عناصر التنظيم الإرهابي.

وتستهدف استراتيجية الجيش الجديدة بشكل رئيس دخول القرى والمناطق التي ينتشر فيها التنظيم الإرهابي أو يتخذها في الاختباء والتمركز، ومن بين هذه القرى (بلعة، التومة، العقور، المعنية، أبوطويلة)، إلا أن قرية المقاطعة، التي تعد فعليا أخطر القرى السيناوية من حيث تواجد التنظيم فيها، لم يدخلها الجيش حتى الآن، لكنه على مشارفها.

Ad

وقال المصدر: «للأسف، الجيش لم يكن يستمع لرأي شيوخ وعوائل القبائل السيناوية في كيفية إدارة المعارك، لكنه بدأ فعليا منذ 3 أسابيع الأخذ بمقترحاتنا، ما ساعده على دخول قرى لم يدخلها من قبل»، مشيرا إلى أن معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل لم تمكن الجيش من الوصول إلى كل هذا العمق في سيناء من قبل.

وتابع: «كثير من المناطق التي دخلها الجيش خلال الفترة الماضية تعد الأولى لعناصر الجيش منذ نكسة 1967، وكان دفع الجيش لعناصره القتالية فيها مجازفة، في حين ان العناصر الإرهابية كانت على علم بجغرافيتها بحكم إقامتهم».

وعن القرى التي تمكن الجيش من دخولها لأول مرة، فهي قرية «بلعة» الاستراتيجية - غرب رفح، وأشار المصدر إلى أن أهمية القرية تكمن في أنه من خلالها يمكن السيطرة على عدد من الطرق الرئيسية التي تستخدمها العناصر الإرهابية، لافتا إلى أن الجيش عزز وجوده في بلعة عبر تدشينه 6 ارتكازات.

وبينما تمكنت قوات الجيش في دخول قرية التومة التابعة لمركز مدينة الشيخ زويد، جنوب الطريق الدولي، قال المصدر: «السيطرة على تلك المدن لا يعني أن التنظيم تم استئصال شأفته، لكن تقلصت إلى حد كبير»، ورجح أن ينقل التنظيم نشاطه وتمركزه إلى جنوب مدينة العريش (المزرعة، المثني، السبيل، ولحفن)، كون ظهير تلك القرى الصحراء، ما يسهل عمليات الاختباء والإعاشة.