واصل الاتحاد الدولي لكرة القدم سياسة الكيل بمكيالين مع تعنته وتصيده الأخطاء تجاه الكويت، لاسيما في كتابه الأخير المرسل إلى اتحاد الكرة قبل انطلاق الجمعية العمومية غير العادية التي عُقدت مساء أمس الأول الخميس، حيث جاء كتابه بلا لون أو طعم أو رائحة، وكالعادة متضمنا التهديد والوعيد.وما يلفت الانتباه، في بداية كتاب الفيفا، تأكيده لرئيس الاتحاد فواز الحساوي حصول الاتحاد الدولي على عدة خطابات وقّعها الأمين العام للاتحاد
د. محمد خليل، من ضمنها تعميم للأندية الكويتية في 3 نوفمبر لعقد جمعية عمومية غير عادية في 17 الجاري. وكلمة "حصوله" تحديداً دون أن يذكر المصدر تعني الكثير، فهي تعني أن الرسائل الملغومة ما زالت ترسل من الكويت ومن أطراف باتت معروفة، وتم كشف النقاب عنها بالأدلة والمستندات التي لا تقبل الشك، حيث تسببت في تعليق النشاط الرياضي من قبل اللجنة الأولمبية الدولية في 17 أكتوبر عام 2015، والنشاط الكروي من قبل "الفيفا" في 17 منه.وبالطبع مثل هذه الكتب الملغومة، التي ترسل للهيئات الرياضية والتي تحتوي تحريضا صريحا، لا تمثل أدنى مفاجأة، خصوصا ان من يرسلها هدفه ممارسة ضغوطه على الحكومة عن طريق الهيئات الرياضية الدولية، ومن بينها الفيفا، وذلك لتعليق القوانين الوطنية كي تتماشى مع مصالحهم الشخصية، والأهم بالطبع العودة مرة أخرى إلى الساحة الرياضية بصفة عامة وكرة القدم خاصة.وكان يتعين على مسؤولي الفيفا أن يمتلكوا الشجاعة ويشيروا إلى مصادر هذه الكتب التي تحصلوا عليها، إلا إذا كانت التعليمات من المكتب التنفيذي به صدرت بعدم الكشف عن الشخصيات التي أرسلتها!
"الفيفا" لا يفرق بين المنتخبين والمعينين
الغريب في الأمر أن الفيفا يخاطب رئيس الاتحاد فواز الحساوي مجددا، قائلاً إن "الفيفا مستمر في الاعتراف حصرياً بالرئيس الحالي للاتحاد سعادة الشيخ د. طلال فهد الصباح، والسكرتير العام الحالي سهو السهو، كما تم انتخابهما، وهما الممثلان المخولان للاتحاد على الرغم من الإيقاف من قبل الفيفا"!ومن المؤسف حقا، ألا يفرق الفيفا، في كتاب رسمي، بين الشخصيات المنتخبة والمعينة، فمن المعروف أن سهو السهو جاء بالتعيين من قبل الاتحاد السابق لا بالانتخاب، ويحصل على راتب شهري من الدعم المادي الذي تقدمه الحكومة للاتحاد.وما يثير الدهشة والريبة في آن واحد هو توقيت إرسال الفيفا للكتاب، والذي جاء قبل نصف ساعة فقط من انطلاق فعاليات الجمعية العمومية غير العادية، علما بأن "الفيفا" ذكر أنه تحصل على كتاب بتاريخ 3 نوفمبر، أي منذ 14 يوما بالتحديد، فلماذا أرجأ الرد طوال هذه المدة، وانتظر حتى موعد "العمومية"؟كما أن اللافت للأمر أن الهيئات الرياضية الدولية والقارية تولي الجمعيات العمومية أهمية خاصة، وكثيراً ما تتحدث عنها وعن أحقيتها في اتخاذ القرارات، لكن الغريب أن اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تواصل تعاملها مع الكويت بشكل مختلف تماما، حيث لا تعترف الهيئتان بدور الجمعيات العمومية في الكويت وقراراتها ومواقفها، والتي أكدت غير مرة احترامها للقوانين الوطنية وعدم تدخل الحكومة في شؤونها، وذلك من دون ضغوط، ومن يمتلك دليلا على ممارسة ضغوط على الجمعيات العمومية داخل الكويت فليكشف النقاب عنه، وآخرها الجمعية العمومية لاتحاد الكرة أمس الأول.الاعتراف بقرارات "العمومية"
وبات يتعين على اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم الاعتراف بقرارات الجمعيات العمومية داخل الكويت، أو أن الأمر يقتصر على ما يريده الحلفاء داخل الكويت، فإذا أرادوا إلغاء دور الجمعيات العمومية وافقوا، وإذا رفضوا قراراتها صدقوا على رغباتهم!ولأن شر البلية ما يضحك، فقد اختتم "فيفا" كتابه قائلا: "وفي الختام، نحيطكم علما بأنه بموجب هذا الكتاب، يحتفظ فيفا بكل حقوقه لاتخاذ ما يلزم نحو هؤلاء الذين لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بإنشاء اللجنة المؤقتة للاتحاد ونشاطها في خرق النظام الأساسي للفيفا، بما في ذلك جميع الدعاوى التي تنشأ نتيجة أي أضرار تحصل بسبب هذه الأعمال غير الشرعية".وهذه الفقرة تحديدا لا تنم إلا عن وقاحة وقلة أدب وصفاقة وعدم إدراك أو دراية، فلا نعلم ما هي الحقوق التي يتكلم عنها فيفا، وأي قانون سيتيح له رفع دعاوى؟ وأمام أي محاكم تحديداً؟ وضد من؟ ووفق أي تهمة؟ فمن المعلوم للجميع أن "فيفا" قد يتدخل في شأن خاص بأي اتحاد أهلي، لكنه ليس له الحق في التدخل بالشأن الداخلي لدولة الكويت، ولا القرارات الحكومية، ولا يملك الحق بمقاضاة الحكومات التي تتخذ إجراءات ضد اتحادات بلدانها، إذ إن كل الإجراءات التي اتخذت في الفترة السابقة تعد شأنا داخليا لا أكثر، ومن المعلوم أيضا أن الكويت هي التي تمتلك الحق في مقاضاة الفيفا!الحساوي يغرد متهكماً: الفيفا مهتم باللجنة المعينة
استغرب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة فواز الحساوي قدرة الاتحاد الدولي على متابعة الأخبار الداخلية في الكويت بهذا الشكل.وغرّد الحساوي، على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" متهكماً: "لا أعلم من يغذي الفيفا بتلك المعلومات، ما شاء الله الفيفا يعلم كل كبيرة وصغيرة عن شؤوننا الداخلية".وأضاف: "الغريب في الأمر، أن كتاب الفيفا يصل في نفس توقيت اجتماع الجمعية العمومية غير العادية، ويبدو أن اللجنة المعينة المكلفة إدارة شؤون الاتحاد مهمة جداً بالنسبة لـ"الفيفا"!وتابع: "في النهاية، وبالمختصر المفيد، كلامك سيدي صاحب السمو وسام على صدورنا".