نقل الجيش الروسي عملياته العسكرية في سورية إلى مستوى الحروب الكبرى، مع تنفيذه لأول هجوم متعدد الاتجاهات، انطلاقاً من ثلاث قواعد مختلفة في روسيا وسورية والبحر المتوسط، تزامناً مع دخول حملة الرئيس بشار الأسد العنيفة على حلب الشرقية يومها الرابع بغارات غير مسبوقة منذ أكثر من عامين.

وبثت وزارة الدفاع الروسية، ليلة أمس، لقطات فيديو تستعرض عملياتها العسكرية ومواقع استهدفها هجومها الثلاثي الأول والذي شمل إطلاق مقاتلات من طراز "تو-95 إم. إس" صواريخ "كروز" انطلاقاً من قواعد روسية، وأخرى في قاعدة حميميم، إضافة إلى حاملة الطائرات "الأميرال كوزنستوف" في البحر المتوسط.

Ad

وأظهرت صور وزارة الدفاع عملية تزود إحدى المقاتلات بالوقود في الجو، كما عرضت إطلاق صواريخ من الجو على أهداف أرضية، وكذلك عمليات الإقلاع والهبوط للمقاتلات من وإلى "الأميرال كوزنستوف"، موضحة أنها دمرت أهدافاً تابعة لتنظيم "داعش" وجبهة "فتح الشام".

وأجبرت كثافة القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام السوري على شرق حلب، أمس، السكان المحاصرين على ملازمة منازلهم، وحالت دون وصول سيارات الإسعاف إلى الضحايا بعد ليلة تخللتها اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة.

وفي اليوم الرابع لاستئناف قصف حلب الشرقية، أمطرت قوات الأسد الأحياء السكنية بعشرات الغارات والقذائف والصواريخ، بحسب مراسل "فرانس برس"، الذي أوضح أن القصف المدفعي وبراجمات الصواريخ غير مسبوق منذ عام 2014.

وقال مدير مركز الدفاع المدني في حي الأنصاري نجيب فاخوري: "لم نشهد غزارة في القصف المدفعي والصاروخي مثل اليوم، حتى بات من الصعب علينا التوجه إلى أماكن القصف.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تقدمت لفترة قصيرة قبل أن تصدها فصائل المعارضة، التي ردت على التصعيد بإطلاق "أكثر من 15 قذيفة صاروخية" على حلب الغربية.