أثارت تعيينات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب صدمة للمسلمين والسود على حد سواء، إذ أوجدت تعييناته مخاوف من العاصمة واشنطن حتى مدينة لوس أنجلس. وترامب كان قد صرح خلال حملته الانتخابية بأن "الإسلام يكرهنا" كما توعد سابقاً بأنه سيدعم عملية إنشاء قاعدة بيانات لتسجيل المسلمين.
وحول أسباب طفو هذه المخاوف على السطح، وماذا قد يواجه المسلمون في أميركا، يقول مدير مجلس الشؤون العامة الإسلامي في لوس أنجلس سلام المراياتي، "سواء كنت تتحدث عن المراقبة واسعة النطاق أو عن الاعتقال أو الإبعاد". وعند سؤاله ما إذا كانت هذه المخاوف مجرد أوهام يستهان بها، قال "بالتأكيد، علينا ألا نستهين بخطابهم، لا يمكننا أن ننتظر حتى ينفذوا سياساتهم، هؤلاء الناس يمثلون تلك العقلية".وعبر المراياتي عن قلقه للتعيينات التي اختارها ترامب للأمن القومي، خصوصاً الفريق المتقاعد مايكل فلين الشخصية المثيرة للجدل، نظراً إلى مواقفه المتشددة من الإسلام.وأردف قائلاً: "إنه شخص واحد، ولا يمكنه أن يحكم بقبضة حديدية، هذه الديمقراطية ستدعم، ونحن نؤمن بديمقراطيتنا".أما بالنسبة للأميركيين السود، فهمهم الرئيسي هو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما جيف سيشنز الذي رُشح لمنصب النائب العام.
ترامب: أبقيت على مصنع فورد في كنتاكي
قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إن الرئيس التنفيذي لشركة "فورد موتورز" بيل فورد أخبره بأن الشركة ليس لديها أي نية لنقل مصنعها الموجود في ولاية كنتاكي إلى المكسيك. ونشر ترامب، الخميس، تغريدة من خلال حسابه على موقع "تويتر" قال فيها: "لقد عملت بجد مع بيل فورد من أجل الإبقاء على مصنع لينكون في ولاية كنتاكي، وليس المكسيك". والمفارقة أن الشركة لم تكن تنوي بالأصل نقل المصنع. وأشارت المتحدثة باسم الشركة كريستين بيكر إلى أن الشركة أبلغت الرئيس المنتخب بأن قرارها هو الإبقاء على طراز واحد من مركباتها سيارة لينكون ليتم تصنيعها في الولايات المتحدة داخل المصنع الواقع في منطقة لويزفيل بولاية كنتاكي. وكانت "فورد" قد أشارت أكثر من مرة في تصريحات سابقة إلى أنه ليس لديها أي خطط لإغلاق أي من مصانعها في الولايات المتحدة، وأنها على الأرجح لن تستطيع فعل ذلك، وفقاً للشروط التي ينص عليها العقد الموقع من جانبها مع العاملين، والذي ينتهي في عام 2019. (نيويورك تايمز)
وقال المدير التنفيذي لمنظمة "كولور فور تشينج" للدفاع عن حقوق ذوي البشرة السوداء، رشاد روبنسون: "إن إشراف عضو مجلس الشيوخ سيشنز، على وزارة العدل سيسبب قشعريرة لأي شخص يؤمن بهذا البلد".ويوضح روبنسون أنه في عام 1986، أثناء جلسة قضائية في مجلس الشيوخ، وبينما كان يسعى سيشينز لتولي منصب قاضٍ فدرالي، أدلى أشخاص بشهادتهم حول تهم وُجهت إليه حول مزاحه عن منظمة "كي كي كي" العنصرية ووصفه لمنظمة "ان ايه ايه سي بي" التي تدافع عن حقوق ذوي البشرة السوداء بأنها غير أميركية.أما السيناتور جيف سيشنز، فيقول "أنا لست عنصرياً، ولست غير حساس تجاه السود".من جهتها، أصدرت منظمة "ان ايه ايه سي بي" بيانا وصفت فيه تعيين سيشينز لمنصب وزير العدل الأميركية بأنه أمر مثير للقلق للغاية.ممثلون يحرجون بنس وترامب يطالب باعتذار
شعر مايك بنس نائب الرئيس الأميركي المنتخب بالحرج، أمس الأول، خلال مشاهدته عرضاً في برودواي لمسرحية "هاملتون"، بعد أن قام الممثل براندن فيكتور ديكسون بمخاطبته قائلاً، إن طاقم ممثليه المتعدد الأجناس قلق من سياسة الإدارة المقبلة.ووسط أصوات الاحتجاج، قام الممثل بإعطاء محاضرة سياسية وأخلاقية لـ"بنس" الذي خرج من المسرح مع إصرار ديكسون على مخاطبته.وأمس، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "تويتر"، أن نائبه تعرض لتحرشات في المسرح وطالب باعتذار.
حالات كراهية
تأتي هذه التعينات وسط تصاعد لحالات العنصرية وجرائم الكراهية بعد الانتخابات الأميركية. وكان هناك أكثر من 400 حالة مضايقة في الولايات المتحدة منذ أول يوم في الانتخابات حيث، شاهد السكان في نيويورك رسالة تقول: "اجعلوا أميركا بيضاء مجدداً" مكتوبة على جدار.وأمر حاكم الولاية أندرو كامو بالتحقيق في الحادثة، التي زُعم أنها جريمة كراهية.وفي مينيسوتا، كتب مجهولون "البيض فقط" و"أميركا بيضاء" و"ترامب" في حمام مدرسة ثانوية.آخرون كتبوا أيضاً "عودوا إلى إفريقيا" و"لنجعل أميركا عظيمة مجدداً". وفي عدة ولايات سجلت حالات لسحب حجاب نساء مسلمات، الأمر الذي أثار مخاوف مسلمات من ارتداء حجابهن.رئيس منظمة يهودية: سأسجل نفسي مع المسلمين
تعليقاً على تقارير عن عزم إدارة دونالد ترامب وضع قاعدة بيانات بأسماء المسلمين في البلاد، أعلن جوناثان غرينبلات، مدير "رابطة مكافحة التشهير"، وهي منظمة يهودية أميركية، أنه سيسجل نفسه على أنه مسلم، إذا ما أضحى هذا الأمر واقعا.وقال غرينبلات: "سأسجل نفسي كمسلم إذا استحدث دونالد ترامب قاعدة بيانات، وهذا بدافع ديني اليهودي، وبسبب التزامي بقيمنا الأميركية الأساسية، لأنني أريد أن يكون هذا البلد عظيما كما كان دوما".وأضاف: "لكوننا يهودا، نحن نعرف ماذا يجري حين تتخذ مثل هذه الإجراءات، يمكننا أن نتذكر ذلك. لدينا ذكريات مؤلمة عن العصر الذي كان يتم فيه تعريفنا وتحديدنا وتسجيلنا ووسمنا".وفي نوفمبر 2015، رد ترامب بالإيجاب على سؤال بشأن ما إذا كان مستعدا إذا ما أصبح رئيسا أن يضع "قاعدة بيانات لتتبع المسلمين في هذا البلد". وقال يومها "أوه، من المؤكد أنني سأطبق هذا، حتما".ولكن فريق ترامب حاول التراجع عن هذا التصريح، مؤكدا في بيان الخميس الماضي أن الرئيس المنتخب "لم يدع أبدا إلى وضع سجل أو نظام يتيح تتبع الأفراد على أساس ديانتهم".في المقابل، فإن عددا من المناصرين المقربين لترامب أدلوا بتصريحات هذا الأسبوع عززت الشائعات حول هذا الموضوع. وقال أحدهم في معرض دفاعه عن مثل هذه الخطوة إن الولايات المتحدة سبق أن أقامت معسكرات اعتقال للأميركيين من أصول يابانية أثناء الحرب العالمية الثانية.
عائلة ترامب
وفي الشأن الانتقالي الخاص بترامب، وبعد عشرة أيام من انتخابه رئيساً للولايات المتحدة تبدو المرحلة الانتقالية لترامب شأناً عائلياً مما يثير التساؤلات بشأن تضارب المصالح وانعدام الخبرة لدى الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس الجمهوري المقبل.وأثارت الصور الرسمية للاجتماع الأول للرئيس المنتخب مع مسؤول أجنبي كبير الخميس، وابلاً من الانتقادات. فالصور تظهر وجود إيفانكا ترامب في اللقاء مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، حيث يمكن رؤيتها وزوجها رجل الأعمال جاريد كوشنر يتحادثان ويضحكان مع وفد آبي في "ترامب تاور".والدور المحوري على ما يبدو لكوشنر، صهر ترامب، رجل الأعمال اليهودي، في تشكيل الإدارة الجمهورية بدأ يثير تساؤلات بعد أن ذكرت تقارير أنه اتصل بمحام بشأن احتمال مشاركته في إدارة والد زوجته، بدون انتهاك القانون الذي يمنع محاباة الأقارب.خاشقجي لا يمثل الدولة السعودية
ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أمس الأول، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله، ان الكاتب والإعلامي السعودي جمال الخاشقجي "لا يمثل الدولة".وأكد المصدر أن الخاشقجي "لا يمثل الدولة بأي صفة، وما يعبر عنه من آراء تعد شخصية، ولا تمثل مواقف حكومة المملكة العربية السعودية بأي شكل من الأشكال". يأتي إعلان الخارجية السعودية بعد حديث لخاشقجي، خلال ندوة في معهد واشنطن عن "قلق سعودي من فوز الرئيس الأميركي الجديد ترامب وسياسته المتوقعة في الشرق الأوسط".
فالقانون العائد إلى عام 1967 والذي أقر بعدما عين جون كينيدي بصفته رئيساً منتخباً شقيقه بوبي في منصب المدعي العام، يمنع أياً من الأقارب بالدم أو أصهر الرئيس من تولي وظيفة مدفوعة الأجر لدى وكالات فدرالية. غير أن القانون لا يبدو بهذا الوضوح بخصوص مراكز المستشارين في البيت الأبيض.وفي أول ظهور تلفزيوني لها إلى جانب ترامب في مقابلة ، كادت إيفانكا ترامب أن تتسبب بفضيحة بعد أن روجت شركة موضة تملكها لسوار ذهبي بسعر 10 آلاف دولار كانت ترتديه في المقابلة.جامعة ترامب
وفي محاولة منه لتفادي محاكمة، أعلن المدعي العام لمدينة نيويورك إريك شنايدرمان أمس الأول، أنه تم التوصل إلى اتفاق تسوية بقيمة 25 مليون دولار في قضية جامعة ترامب "الوهمية"، التي تعود للرئيس المنتخب. وقال شنايدرمان في بيان، إن مكتبه قاضى ترامب بسبب ما اعتبره "عملية خداع بحق آلاف الأبرياء الأميركيين سمحت بكسب ملايين الدولارات منهم من خلال خطة تعرف باسم جامعة ترامب".أوباما
من جهته وصل الرئيس الاميركي المتهية ولايته باراك أوباما أمس، الأول إلى ليما في آخر زيارة رسمية له إلى الخارج وذلك للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي تجمع 21 قوة اقتصادية.