السفير الأميركي: ملتزمون باتفاقيات دفاعنا عن الكويت

«على حلفاء واشنطن بالخليج الانتظار حتى تتضح معالم سياسة الولايات المتحدة الجديدة»

نشر في 20-11-2016
آخر تحديث 20-11-2016 | 00:05
السفير الأميركي متحدثاً إلى الصحافيين
السفير الأميركي متحدثاً إلى الصحافيين
أكد سفير أميركا لدى الكويت لورانس سيلفرمان، أن العلاقات الكويتية - الأميركية، استراتيجية وتاريخية وعميقة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة حريصة على أمن الكويت، وسلامة أراضيها، والالتزام باتفاقيات الدفاع عنها، في الوقت الذي لفت إلى التعامل مع جميع التهديدات بجدية تامة.
وصف السفير الأميركي لدى البلاد لورانس سيلفرمان، العلاقات الكويتية - الأميركية، بالاستراتيجية والتاريخية، مؤكدا حرص الولايات المتحدة على أمن الكويت وسلامة أراضيها، مضيفا: «بحريتنا موجودة في الخليج، وتحافظ على حرية الملاحة فيه، ونتعامل مع جميع التهديدات بجدية تامة، وعلاقاتنا بدول الخليج والكويت مستمرة، وملتزمون باتفاقيات دفاعنا عن الكويت».

وقال سيلفرمان، في مؤتمر صحافي، عقده الخميس خلال لقائه عددا من الصحف المحلية، إن العلاقات مع الكويت قوية ومتينة ومتطورة على جميع الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، مشيرا إلى أن جولة الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والكويت كانت انعكاسا واضحا لما تهدف إليه القيادة السياسية في البلدين، متمثلة في الرئيس باراك أوباما، وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، من أجل مصلحة البلدين ومختلف بلدان المنطقة.

التطرف والإرهاب

وعن مستقبل العلاقات بين البلدين بعد انتخاب دونالد ترامب، أوضح السفير الأميركي، أن العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بلاده بالكويت لها مغزى واضح للبلدين، فهي تقوم على الشراكة والمنفعة المتبادلة بيننا، لذلك نحن حريصون على استمرارها، فضلا عن أن الكويت لها دور بارز في الحرب على التطرف والإرهاب.

وشدد على أن العلاقات بين البلدين بنيت على أسس صلبة، لكنه لا يستطيع الحديث عن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة، ربما لأنها لم تتضح معالمها بعد، وما علينا الا الانتظار، قبل ان نطلق احكاما جزافية، مؤكدا أن علاقات بلاده بالكويت قوية، وستظل كذلك.

العرس الانتخابي الكويتي
علَّق السفير الأميركي على أجواء العرس الانتخابي في الكويت حاليا، وحرية الرأي فيها، وتأثيرها على التقارير التي تصدرها الخارجية الأميركية، قائلا: «نحاول جاهدين ان نتحرى الدقة في تقاريرنا عن كل بلد، وخصوصا فيما يتعلق بالحريات، ونرحب بالانتخابات كعرس ديمقراطي ومحفل للتعبير عن الرأي، وخصوصا في ظل وجود 14 مرشحة من النساء»، مشيرا إلى ان وضع الكويت تغير كثيرا في السنوات الماضية.

وأوضح سيلفرمان أن حلفاء الولايات المتحدة في الخليج عليهم أن ينتظروا حتى تتضح معالم السياسة الأميركية الجديدة، وان يهتموا فقط بالافعال وليس الاقوال، لافتا إلى ان بلاده لديها ارتباط وثيق بدول الخليج، وعلاقاتها معهم مهمة واستراتيجية، وتتفهم عدم صبر الناس بعد اعلان نتائج الانتخابات الأميركية، حيث ان توقعات الرأي العام عادة ما تختلف عن نتيجة اصوات الناخبين، موضحا ان التظاهرات التي اندلعت في اعقاب اعلان النتائج الرئاسية ليست سابقة، لكنها حق اصيل، وتعبير عن الرأي في بلد يحترم الرأي والرأي الآخر.

مشاكل الطلبة

ورد سيلفرمان على سؤال حول المشكلات التي يتعرض لها الطلاب الكويتيون في الولايات المتحدة، وخصوصا ما يتعلق بمحتويات هواتفهم النقالة، قال ان عدد هذه الحالات لا يكاد يذكر، مستغربا الضجة المثارة حولها بمواقع التواصل الاجتماعي، التي ضخمت مثل هذه الحالات الفردية، مشددا على أن منح التأشيرة إلى اي شخص لا يمثل ضمانة او حقا له بدخول الولايات المتحدة، حيث ان الامر برمته يخضع للسلطات المعنية على الحدود الأميركية والقوانين المطبقة هناك.

«جاستا» والمخاوف الخليجية
أكد السفير سيلفرمان خلال حديثه للاعلاميين، أن الخارجية الأميركية تقدر المخاوف الخليجية من قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا)، حيث إن هذا القانون يجب تعديله، وقد استخدم الرئيس الأميركي الفيتو ضده، ولاتزال هناك مشاورات، والموضوع محل دراسة.

وأضاف ان هذا الامر ليس له اي علاقة بجنسية حامل التأشيرة أو ديانته، وهذا امر يحدث في مختلف مطارات العالم، وليس حكرا على المطارات الأميركية، ودعا الطلاب الكويتيين بأميركا إلى التأكد من صلاحية تأشيراتهم، والالتزام الأمثل بالسبب الممنوحة من أجله التأشيرة، حيث لا يحق لحامل تأشيرة الطالب بالذهاب للولايات المتحدة، ان كان أنهى دراسته، لافتا إلى ان هناك ما يقارب من 15 ألف طالب كويتي يدرسون بأميركا.

الحوار الاستراتيجي

وذكر سيلفرمان انه منذ تقديم اوراق اعتماده كان لديه اكثر من اجتماع على المستوى الوزاري مع مسؤولين، مثمنا الدعم وروح المبادرة التي سادت هذه الاجتماعات، والتي ستمثل إضافة نوعية للجولة الثانية من اجتماعات الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والتي ستجرى خلال العام المقبل.

وأشار إلى زيارة وفدين تجاريين أميركيين للكويت، أحدهما في المجال الصحي والوقاية من الأمراض، وخصوصا مرض السكري، والزيارة الأخرى تعلقت بمجال الأمن والسلامة، حيث أجرى الوفد مباحثات مهمة مع نظرائهم المختصين الكويتيين، لافتا إلى أن الشركات الأميركية لديها مساهمات كبيرة في المجتمع الكويتي.

القضية الفلسطينية

وعن وجود أي مبادرة جديدة لحل القضية الفلسطينية وتدعم حل الدولتين، أشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري له محاولات حثيثة في هذا الصدد، لتشجيع وحث الاطراف المعنية على حسم هذا الموضوع، خصوصا ان الحكومة الأميركية مهتمة بإنهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، في إطار حل الدولتين، والتوصل لتسوية شاملة للقضية الفلسطينية، لذلك نسعى إلى ازالة العوائق وتذليل الصعوبات.

النووي الإيراني

وعن موقف الإدارة الأميركية الجديدة من الاتفاق النووي الإيراني، قال السفير الأميركي إن الاتفاق النووي كان جيدا للجميع، وبعث الأمل في أن يعم الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى حرص بلاده على أمن المنطقة، وتفعيل وتنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، مثنيا على كلمة سمو الامير في قمة المناخ «كوب 22» في مراكش، داعيا الجانب الإيراني إلى وقف تدخلها في شؤون دول الجوار.

الاتهامات الروسية

وردا على سؤال بشأن الاتهامات الروسية للولايات المتحدة بعد التعاون، وخصوصا فيما يتعلق بالأزمة السورية، قال: كان لنا تعاون بالفعل مع الجانب الروسي، وكنا نرغب ان يستمر، لكن الهجمات الروسية والسورية الحكومية المستمرة على المدنيين، والتي لا يمكن ان تعتبر حوادث عارضة، هي اهم العوائق امام استمرار هذا التعاون، لافتا إلى ان بلاده تأمل التعاون مع الجانب الروسي، نظرا لنفوذه وقربه من النظام السوري، والذي قد يصب في مصلحة إيجاد حل سياسي للأزمة.

مركز جابر الأحمد

وأعرب عن سعادته بمركز جابر الأحمد الثقافي، واعتبره أكثر من مجرد دار أوبرا، لكنه مركز ثقافي متخصص، وتحفة فنية ستضع الكويت بقوة على الخارطة الثقافية الإقليمية والعالمية.

وأشاد بالدور العالمي للكويت على صعيد العمل الانساني، والتخفيف من آلام المتضررين واغاثة الملهوفين في مختلف مناطق النزاعات، معتبرا ذلك محل تقدير العالم بأسره، متسائلا: من منا ينسى استضافة الكويت لثلاثة مؤتمرات للمانحين للشعب السوري، ورعايتها للاجئين بعطاياها السخية، ودعمها للدول المستضيفة لهم؟، موضحا أن بلاده تعمل جنبا إلى جنب مع الكويت في هذا المجال.

زيارة ترامب
رد السفير الأميركي في سؤال وجهته «الجريدة»، عن وجود أي زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الكويت، قائلا انه لا يعلم أولويات الرئيس المنتخب في المرحلة الحالية، معتقدا ان تركيزه سيكون على الأجندة المحلية في الوقت الحالي.

أميركا حريصة على تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران... وعلى طهران عدم التدخل في شؤون دول الجوار
back to top