رئيسة كوريا الجنوبية غارقة في فضيحة الفساد

النيابة العامة باتت تشتبه في «تواطئها»

نشر في 20-11-2016 | 12:12
آخر تحديث 20-11-2016 | 12:12
رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون
رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون
اصبح موقف رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون ضعيفاً الاحد، لان النيابة العامة باتت تشتبه في "تواطئها" مع اطراف فضيحة فساد كبيرة حملت الناس على النزول الى الشارع.

وقبل سنة من انتهاء ولايتها، تتعرض رئيسة كوريا الجنوبية منذ اسابيع لتحقيق يتمحور حول واحدة من صديقاتها منذ فترة طويلة، شوي سون-سيل التي اوقفت مطلع نوفمبر.

وتوجه الى شوي (60 عاما) تهمة استخدام نفوذها على الرئيسة، مع العلم انها لا تشغل اي منصب رسمي، للحصول على مبالغ طائلة من المجموعات الصناعية.

وقد وجهت اليها والى مستشار رئاسي سابق هو ان جونغ-بيوم رسميا تهمة استغلال النفوذ والابتزاز. ويلاحق مستشار سابق آخر هو جيونغ هو-سيونغ بتهمة تسليم شوي وثائق سرية مصنفة.

وفي تصريح صحافي، اعلن لي يونغ-ريول رئيس نيابة العاصمة "استنادا الى المؤشرات التي جمعناها حتى الآن نقدر ان الرئيسة تواطأت في جزء كبير من النشاطات الاجرامية المتعلقة بالاشخاص" الثلاثة، في اشارة الى شوي ومستشارين سابقين للرئيسة.

وفي كوريا الجنوبية، لا يمكن البدء بملاحقات جزائية ضد رئيس دولة في الخدمة، إلا بتهمة الخيانة والتمرد. لكن يمكن ان تدلي بشهادتها امام المحققين، ويمكن ملاحقتها بعد انتهاء ولايتها.

وقد اختارت الرئيسة محاميا للاتصال بالمحققين من اجل دراسة جدوى الاستماع الى افادتها، والذي ستشكل سابقة لرئيس دولة في كوريا الجنوبية.

ذكر لي الاحد بأن النيابة لا تستطيع البدء بملاحقة الرئيسة. لكنه تعهد بمتابعة التحقيق المتعلق بها بصورة مباشرة.

وكان المحققون يعتبرون بارك شاهدا محتملا، وباتوا يرونها مشبوهة، كما قال مسؤول آخر في التحقيق.

وفي تصريح للصحافيين، قال روه سيونغ-كوون الذي قرأ القانون المتعلق بالتواطؤ، "ستعتبر من الان فصاعدا مشبوهة".

وارغم اكثر من 50 مجموعة منها شركتا سامسونغ وهيونداي العملاقتان، على دفع مبالغ بلغت بالاجمال 77،4 مليار وون (61،8 مليون يورو) الى مؤسستين انشأتهما شوي.

واعلن لي ان هاتين المؤسستين وافقتا على دفع معظم هذه الهبات خوفا من الانتقام الذي يمكن أن يأخذ شكل عمليات مراقبة ضريبية متشددة او صعوبات في الحصول من الادارة على بعض تسهيلات مطلوبة لاعمالهما.

لكن شوي مارست ضغوطا ايضا على بعض المجموعات مثل هيونداي او شركة بوسكو للتعدين لاعطاء عقود لمؤسسات على صلة بها، كما قال لي.

ويشتبه في ان جيونغ هو-سيونغ، سلم من جهته شوي 180 وثيقة سرية تتعلق بالسياسة الخارجية او ايضا بتعيينات لكبار الموظفين او اعضاء الحكومة، كما قالت النيابة.

وكانت شوي التي تسميها وسائل الاعلام "راسبوتين" تتمتع بنفوذ كبير في المجال الرياضي، سواء عبر تعيين مسؤولين او حتى الاعداد لالعاب الشتاء 2018.

ويشتبه في ان كيم شونغ الذي كان نائب وزير الرياضة حتى الشهر الماضي، ساعد مؤسسات شوي على الحصول على بعض العقود الرسمية المجزية. وقد ادلى بافادته الاربعاء.

وادت هذه الفضيحة الى اضخم تظاهرات في كوريا الجنوبية منذ 1980 للمطالبة باستقالة الرئيسة التي انهارت شعبيتها.

وتظاهر عشرات الاف الاشخاص ايضا السبت في سيول، للاسبوع الرابع على التوالي. وبلغ عدد المتظاهرين 450 الفا، كما يقول المنظمون، الذين هتفوا "بارك غيون-هي استقيلي"، فيما تحدثت الشرطة عن 155 الف شخص.

وشوي، صديقة رئيسة كوريا الجنوبية هي ابنة زعيم ديني غامض يدعى شوي تاي-مين، متزوج ست مرات ويحمل عددا من الاسماء المستعارة. وقد انشأ حركة اقرب الى طائفة سرية سماها "كنيسة الحياة الابدية". واصبح بعد ذلك راعيا للرئيسة بعد مقتل والدتها في 1974.

back to top