شهدت مناطق يمنية مختلفة، أمس، تراجعاً في حدة المعارك، في اليوم الثاني من هدنة الـ 48 ساعة التي أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية الداعم للحكومة اليمنية في مواجهة المتمردين، والتي يؤمل أن تساهم في استئناف مشاورات السلام.

والهدنة هي السادسة منذ مارس 2015، تاريخ بدء عمليات التحالف الداعم للرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين يسيطرون على صنعاء منذ سبتمبر 2014.

Ad

وقال شاهد عيان إن صنعاء لم تتعرض لأي غارات جوية منذ بدء سريان الهدنة، ظهر أمس الأول، مضيفا: كما في تعز، شهدت الجبهات هدوءا بعد أيام من الاشتباكات العنيفة بين القوات الموالية لهادي التي تسيطر على ثالثة كبريات مدن اليمن، والمتمردين الذين يحاصرونها منذ أشهر.

وأشار مسؤول عسكري الى تسجيل "تبادل محدود لإطلاق النار" في المدينة، بعد أيام من اشتباكات عنيفة أدت الى مقتل العشرات.

إلا أن هذا الهدوء الميداني خرقه اعتراض الدفاعات الجوية التابعة للتحالف، ثلاثة صواريخ باليستية أطلقها المتمردون فجر أمس، باتجاه مأرب شرق صنعاء.

واتهم المتحدث باسم التحالف اللواء الركن أحمد عسيري المتمردين بخرق الهدنة.

وقال المسؤول، في تصريحات صحافية، إن الحوثيين وحلفاءهم، خرقوا الهدنة 180 مرة في الساعات العشر الأولى، موضحا أن 150 خرقا سجلت في اليمن، و30 عند الحدود بينه وبين السعودية.

في المقابل، اتهم المتمردون عبر وكالة "سبأ" التابعة لهم، القوات الحكومية بخرق الهدنة في محافظتي الجوف وتعز.

وأعطى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، توجيهاته إلى الجيش بالتصدي لخروقات الهدنة الإنسانية.

وجاءت تعليمات هادي خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد المنطقة العسكرية الخامسة غرب اليمن، اللواء توفيق القيز، للوقوف على المستجدات الميدانية وسير المعارك التي يخوضها الجيش ضد ميليشيات الحوثي وحلفائهم. كما أوضح هادي أن هناك مراقبة واستطلاعا جويا على مدار الساعة في أجواء اليمن لمراقبة تحركات وخروقات الانقلابيين ورصدها والتعامل معها بحسم كما ينبغي.

وبدأت هدنة أعلنها التحالف، أمس الأول، بهدف "تسهيل جهود السلام في اليمن وإدخال المساعدات الانسانية"، مؤكدا أن الهدنة "تتمدد تلقائيا في حال التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة".

واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن الهدنة "توفر أملا جديدا في وضع تتزايد كارثيته بالنسبة الى الأطفال".

وأشار المدير التنفيذي للمنظمة أنطوني لايك، في بيان أمس الأول، إلى أن النزاع في اليمن أدى الى مقتل أكثر من ألف طفل وحرم الملايين من العناية الأساسية، وجعلهم يواجهون خطر الموت، كما أشار لايك إلى أن 1,5 مليون طفل يعانون سوء تغذية حادا في ظل تراجع كميات المياه والغذاء المتوافرة، مع تزايد في حالات الكوليرا والحصبة.

وأضاف أن المنظمة تواجه منذ فترة صعوبات في "ايصال الغذاء العلاجي والمواد الطبية" الى الأطفال المحتاجين، داعيا كل أطراف النزاع الى إتاحة الفرصة "لإيصال المساعدات والخدمات لكل المحتاجين". وشدد على انه "ليس من مصلحة أحد تهديد مستقبل اليمن، أي اطفاله".

كما حض المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد "كل الأطراف اليمنية والإقليمية والمجتمع الدولي إلى تشجيع الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية والعمل على أن يفضي ذلك إلى إنهاء النزاع في اليمن بشكل دائم".