بينما يحضر نجوم مصريون في المهرجانات السينمائية غير المصرية سواء كانت عالمية أو عربية، في الخليج العربي أو شمال إفريقيا، يغيبون عن مهرجانات بلدهم. من بين هؤلاء «الزعيم» عادل إمام الذي شارك أخيراً في «قرطاج الدولي» في تونس حيث كرّمه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي. يطرح هذا الأمر تساؤلاً حول سر عزوف نجوم كثيرين عن المهرجانات التي تمثّل بلدهم دولياً.

لا تجد الناقدة السينمائية ناهد صلاح، أحد أعضاء مجلس إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي، تفسيراً لهذه الظاهرة، «فالإجابة وحدها لدى هؤلاء النجوم، لأن إدارة أي مهرجان تؤدي دورها وتخاطب الفنانين وترسل دعوات إليهم وتحجز فنادق الإقامة لهم، فيما لا يحضر بعضهم من دون إبداء أية أعذار كالانشغال في التصوير أو السفر خارج البلاد».

Ad

وتشير صلاح إلى ضرورة التواصل مع عمقنا العربي من خلال القوى الناعمة، لا سيما المهرجانات السينمائية حيث يتجمع النجوم العرب، لما يؤديه ذلك من دور في التفاهم بين الشعوب وتوطيد العلاقات بين البلدان العربية، مضيفةً أن الشعب العربي مرتبط بالفن المصري، وأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يرسل الفنانين المصريين كوفد يسبق رحلته إلى البلاد التي ينوي زيارتها. وتحكي أن أحد مواطني الدول العربية ركض خلف سيارة الرئيس ليرسل معه السلام إلى الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين لما كان له من شهرة واسعة النطاق.

وتعرب ناهد صلاح عن أسفها لغياب النجوم عن المهرجانات المصرية وتكرار هذه الظاهرة لسنوات عدة، رغم الشكوى المتكررة من قلة حضورهم، متمنية أن تتغير هذه الصورة في المرحلة المقبلة.

غياب عادل إمام

في سياق متصل، يصرّح الناقد السينمائي طارق الشناوي بأن «المهرجانات المصرية تسعى إلى حضور النجوم دائماً، موضحاً أن مهرجان القاهرة خصّص جائزة للفنانة الراحلة فاتن حمامة تخلد اسمها، وكان أول اسم طرح للحصول عليها الفنان عادل إمام، وخاطبه كثير من القيمين في هذا الشأن وكانت إجابته أنه لا يذهب إلى حفلات، ثم وجدناه يشارك في حفلات في الوطن العربي». ويرى الشناوي أن نجومنا أصبحوا واثقين من شهرتهم في مصر ولا يريدون أن يدخلوا في اختبارات، لذا نراهم دائماً في التظاهرات الفنية العربية مثل أبو ظبي ودبي وبيروت ومسقط وغيرها.

يتابع: «في مهرجاناتنا تجد نوعاً من المساومة بين القيمين عليها وبين الفنانين. حتى أنه في إحدى دورات مهرجان الإسكندرية اشترط عادل إمام تكريم نجله المخرج رامي إمام ليحضر التكريم، وفعلاً وافقت الإدارة، وفي الدورة الأولى لقيادة الفنان حسين فهمي مهرجان القاهرة حضر النجوم مجاملة له وارتدوا زياً يليق به وبدار الأوبرا المصرية، ثم في الدورات التالية لم يجامله أحد».

ويضيف الشناوي أن «بعض الفنانين يتحجج بعدم استلامه دعوة، ففي العام الماضي مثلاً علّق أحمد السقا قائلًا «لو أرسلت إليّ دعوة كنت حضرت»، فهل يحتاج السقا إلى دعوة؟ لو كان يريد ذلك لحضر من دونها وسيلقى الترحيب كله. وفي النهاية، يختار الفنان المصلحة الشخصية وهي في مصر تكون في التكريم أو المشاركة في لجنة التحكيم أو تقديم الحفلة، ما عدا ذلك لا يشارك النجم في الفعاليات».

ويشير إلى أنه لاحظ في تونس «الفنانة هند صبري تدعو الفنانين بنفسها وتشارك في الفعاليات على هامش المهرجان السينمائي لأنه يمثّل وطنها وتريد أن تنجحه، وسبقها في ذلك الفنان جمال سليمان والفنانة جومانا مراد في مهرجان دمشق الدولي وغيرهما من فنانين، مضيفاً «أننا نفتقر إلى هذه الروح في مصر بين النجوم المصريين، فتخيّل الوقع الذي يحدثه حضور عادل إمام مثلاً حفلة الافتتاح؟».

رأي آخر

يرفض الناقد السينمائي أحمد شوقي، نائب المدير الفني لمهرجان القاهرة، فكرة غياب النجوم عن المهرجانات المصرية فكثير منهم، من وجهة نظره، باستثناء الفنان الكبير عادل إمام يحضر، فيما يتغيب البعض نظراً إلى جدول أعماله أو انشغاله بالتصوير في فترة المهرجان، أي أن المسألة تتعلّق بقدرة كل فنان على الحضور.