العرب والأكراد والخوف على المستقبل
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهنا فإن استخدام أكراد سورية بعضهم ضد بعض وضد العرب والأتراك، وحيث هناك أكراد "سورية الديمقراطية" وأكراد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) وأكراد وحدات حماية الشعب الكردي (YPG)، وأكراد حزب العمال الكردستاني الديمقراطي الكردي الـ (P.K.K)، فإن هذا يبقي على هدف قيام الدولة الكردية (التي من المفترض أن تشمل أكراد إيران وأكراد تركيا وأيضا أكراد شمالي العراق) بعيداً، وبالتالي يجعل هذا الشعب المظلوم حقاً يخسر هذا القرن الجديد، كما خسر القرن العشرين بأكمله. ليس في مصلحة الأكراد أن يكون هناك استغلال لهذه الظروف المستجدة البائسة في العراق، وأن يتم استهداف العرب على النحو الذي تم به تدمير بيوت ومنازل إحدى وعشرين قرية من قرى كركوك ونينوى، فهذا سيخلق جرحاً نازفاً لا يندمل بين مكونين رئيسيين في بلاد الرافدين، وفي هذه المنطقة الشرق أوسطية كان التعايش بينهما، وبخاصة في سورية، في أرقى وأفضل أشكاله منذ عهد الدولة الأيوبية وقبل ذلك وبعده، إذ كان حسني الزعيم ثاني رئيس للدولة السورية المستقلة بعد شكري القوتلي الذي يقال إنه هو بدوره أيضاً من أصول كردية. إن من حق هذه الأمة، الأمة الكردية، أن يكون لها ما لغيرها وإن من حق الشعب الكردي "الشقيق" حقاً أن يقرر مصيره بنفسه، حيث يوجد، إنْ في إيران وإن في العراق وإن في تركيا وإن في سورية أيضاً، وأن يقيم دوله الوطنية كخطوة لإقامة دولته القومية المنشودة، فهذه مسألة لا يناهضها إلا عنصري لا يقبل لغيره ما يقبله لنفسه، ولذلك فإن على هؤلاء "الأشقاء" الذين لم يمتزجوا بأي أمة أخرى من أمم هذه المنطقة كما امتزجوا بالأمة العربية، أنْ يدركوا أن ما حصل مع قرى كركوك ونينوى العربية – السنية سيخلق جرحاً ليس من السهل اندماله في المستقبل، وقد يخلق حالة ثأرية ستدفع ثمنها، إن هي تعمّقت لا سمح الله، الأجيال القادمة.