عن مصادر تمويل الحملات الانتخابية
لقد أثبتت التجارب السابقة سياسة التنفيع من المال العام لمجاميع محددة، كما أوضحت التجارب أيضاً أن هناك أشخاصاً لا علاقة لهم ألبتة بالسياسة أو بالشأن العام، وكانوا قبل الانتخابات متواضعين مالياً واجتماعياً، ثم أصبحوا فجأة بعد الوصول إلى المجلس من أصحاب الملايين! فمن أين لهم ذلك؟!
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
يكتسب السؤال عن مصادر التمويل والغرض من صرف هذه الأموال الضخمة أهميته إذا أخذنا في الاعتبار أن تكاليف بعض الحملات الانتخابية تتجاوز المليون دينار. بمعنى آخر، ما هو السبب الذي يجعل بعض المرشحين يقومون بصرف مليون دينار أو حتى 200 ألف دينار على الحملة الانتخابية، وبعضهم لا يكل ولا يمل من الفشل، فيُكرروا المحاولة تلو الأخرى مع أن الراتب في حال النجاح لا يتجاوز 3 آلاف دينار، أي ما مجموعه 144 ألف دينار خلال مدة العضوية كاملة في حال لم يُحلّ المجلس قبلها كما جرت العادة؟! هل السبب هو معرفة معظم المرشحين أن المنصب الجديد، وهو عضوية المجلس، سيدِر عليهم أضعاف ما صرفوه خلال الحملة الانتخابية، لاسيما في ظل غياب قانون "من أين لك هذا؟"، كما سيمنح المنصب الجديد بعضهم الوجاهة الاجتماعية التي يبحثون عنها وما تحققه من منافع خاصة، علاوة على سياسة توزيع المنافع الاقتصادية بحسب طبيعة موازين القوى ومراكز النفوذ. لقد أثبتت التجارب السابقة سياسة التنفيع من المال العام لمجاميع محددة، كما أوضحت التجارب أيضاً أن هناك أشخاصاً لا علاقة لهم ألبتة بالسياسة أو بالشأن العام، وكانوا قبل الانتخابات متواضعين مالياً واجتماعياً، ثم أصبحوا فجأة بعد الوصول إلى المجلس من أصحاب الملايين! فمن أين لهم ذلك؟!