يسلك العديد من المرشحين سبلا عدة للوصول إلى عقل وقلب الناخبين، عبر الدعاية الانتخابية، المحملة بشعارات وطنية رنانة من شأنها أن تستلهب حماسة الناخبين، وتكسب ثقتهم وتستميلهم إلى هذا المرشح دون غيره، للحصول على أكبر قدر ممكن من الأصوات المؤهلة لوصولهم إلى سدة البرلمان، غير أنه في وقت يعتبر البعض الشعارات الانتخابية ودرجة تأثيرها اجراء شكليا تشهده الحملات الانتخابية دائما، يرى آخرون أن لتلك الشعارات أهمية ودورا في ترجيح كفة مرشح على الاخر، وهنا يأتي السؤال: هل باتت الشعارات الانتخابية، ذات تأثير على الناخبين، في توجيههم لاختيار مرشح دون سواه، أم انها لم تعد كما السابق، والأمر يحتاج إلى جهود من نوع آخر تتماشى والثورة المعلوماتية والتكنولوجية الحادثة في المجتمع الان؟

Ad

الشعار الانتخابي

يعرف الشعار الانتخابي بأنه «أسلوب فني يستخدم للتأثير على الافعال الانسانية عبر بعض الآليات بغية تنفيذها مع ضرورة ارتباط الشعارات عموما باستخدام اسلوب الاقناع لكسب اكبر عدد من المؤيدين واقناعهم بوجهة نظر معينة، شريطة أن تتمتع تلك الشعارات بالبساطة وعدم التناقض وارتباطها بواقع الناخبين».

ويرى استاذ علم النفس في جامعة الكويت د. خالد الشلال، أن «هذه الشعارات ليس لها أي تأثير كما في السابق، وكلها تسقط وتختفي باغلاق صناديق الاقتراع»، مضيفا: «في السابق كانت هناك 4 اصوات لكل ناخب، أما الآن في ظل وجود الصوت الواحد فلا تجدي نفعا، لاسيما أن السواد الاعظم من الناخبين قرروا من سيختارون».

ثلاثة مجاميع

ويقسم الشلال الناخبين إلى 3 مجاميع هي «المناطق الخارجية، والقبلية، والمناطق الداخلية»، مضيفا أن «المجموعة الأولى التي كانت تتأثر بما يعرف بكبير العائلة أو بـ (الشايب) في عملية اختيار مرشح والتصويت له دون غيره، لم يعد لهذا الكبير التأثير السابق، وبات رأيه غير ملزم للبقية كما في الماضي، لاسيما في ظل وجود جيل مثقف واع يقارن بين المرشحين لاختيار الافضل».

ويتابع الشلال، أنه «بشأن المجموعة الثانية وهي القبيلة، فما تزال مسيطرة على قرار منتسبيها، حيث ظهر هذا جليا في الاصرار على الانتخابات الفرعية (التشاوريات) التي تجريها القبائل لتزكية مرشح بعينه، لاسيما القسم الجماعي على التصويت له دون سواه، بل ذهب الأمر لا بعد من ذلك، ووصل إلى اجراء «فرعيات» خلال انتخابات اتحاد الطلبة».

ويختم الشلال المجاميع التصويتية بالمناطق الداخلية، والتي يرى أن «الوازع العائلي أو الطائفي هو الذي يتحكم في اختيار معظم مرشحيها».

مصلحة الوطن والمواطن

على عكس رأي الشلال، يؤكد استاذ علم النفس في جامعة الكويت د. خضر البارون، أن «الشعارات الانتخابية ما تزال تملك ذات القوة في التأثير المباشر على رأي الناخب، لا سيما الداعية منها إلى الإصلاح، أو تحقيق المصلحة العليا للوطن والمواطن».

ويضيف البارون أن «الشعارات إن كانت تنتقد كل شيء سلبي، وتداحر وتهاجم الحكومة، فهي تساعد على اجتذاب الناخبين، ويكون لصاحبها النصيب الأكبر في الفوز، خصوصا أن الناخبين يحبون الانتقاد لاعتقادهم أن ذلك سيصلح الأمور، وفي الوقت نفسه هناك شعارات لا تؤثر على بعض الناخبين لانها تعتمد على اعتبارات فئوية»، مشيرا إلى أن «هناك بعض المرشحين ليس بحاجة إلى شعارات لامعة لاجتذاب ناخبيهم، لضمانهم قاعدة انتخابية واسعة من شأنها ايصالهم إلى سدة البرلمان».

«هذا ولدنا»

ويقول البارون إن «عددا كبيرا من الناخبين متأثرون، إلى جانب الشعارات الانتخابية، بالعادات القديمة في اختيار من يمثلهم مثل (هذا ولدنا) وذاك (أين القبيلة؟)، لاسيما أن السواد الأعظم منهم لا يعرفون البرنامج الانتخابي للمرشح، ويكون الاختيار على هذا الأساس»، ويضيف أن «المواطن بات في حيرة من أمره، ولا تنجز معاملته إلا من خلال الواسطة والنواب، ولنا في العلاج بالخارج غير مثال على هذا، هذا كله جعل الناخب يميل إلى ابن العم أو القبيلة والعائلة، بل وابن الطائفة ايضا».

وحول مدى تغير مزاج الناخب عن السابق، يؤكد، البارون، أن «الناخب يمشي على النمط السابق ذاته في عملية اختيار من يمثله داخل البرلمان، القادر على حل قضاياه وأن يكون له عونا وسندا وقت الضيق»، ويضيف أنه «إلى جانب ذلك هناك المال السياسي والرشا الانتخابية اللذان يتحكمان أيضا في مزاج الناخب».