«محرقة» في حلب الشرقية... وصاروخ يقتل تلامذة في «الغربية»
ديميستورا يزور دمشق في «الوقت الضائع»... والنظام يرفض منح أحياء المعارضة «إدارة ذاتية»
واصل النظام السوري حملته الوحشية على حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محاولة جديدة للضغط على المسلحين للخروج منها، في وقت أصاب صاروخ أطلق من مناطق المعارضة مدرسة في حلب الغربية، مما أدى إلى مقتل 7 تلامذة.
قتل عشرات السوريين، أمس، في شطري مدينة حلب المقسومة بين أحياء غربية تحت سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد واحياء شرقية تحت سيطرة فصائل معاضة أبرزها حركة «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، ليرتفع بذلك عدد القتلى الذين سقطوا منذ الثلاثاء الماضي الى أكثر من 200. وواصلت القوات الموالية للنظام أمس قصفها الجوي الوحشي على حلب الشرقية، وهو ما يعتبر محاولة جديدة لتدمير هذا الشطر من المدينة بالكامل ودخوله برياً وتحقيق انتصار على المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقاتلٌ من المعارضة السورية ومسعفان إن برميلا متفجرا قتل أسرة مؤلفة من ستة أفراد في شرق حلب.
وقال المسعفان إن عائلة البيتونجي اختنقت حتى الموت لأن البرميل المتفجر الذي سقط في حي الصاخور في وقت مقارب لمنتصف ليل السبت ـ الأحد كان ملوثا بغاز الكلور. ولم يتمكن المرصد السوري من تأكيد استخدام غاز الكلور.في المقابل، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن قصف المعارضة قتل سبعة أطفال في مدرسة سارية حسون في حي الفرقان في الشطر الخاضع لسيطرة الحكومة من المدينة.وقتل المئات منذ يوم الثلاثاء الماضي في أكثر عمليات القصف كثافة في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد والتي دخلت عامها السادس، في حين تحاول الحكومة وحلفاؤها دحر المقاومة في شرق حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.الى ذلك، أجرى المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان ديميستورا أمس محادثات مع النظام في دمشق التي زارها في الوقت الضائع في حين تشهد واشنطن والامم المتحدة مرحلة انتقالية لتسليم السلطة. وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي بعد لقائه المبعوث الاممي أن الأخير لم يجدد الدعوة لاعادة اطلاق الحوار. وقال: «لم نلمس شيئا يساعد على استئناف الحوار السوري السوري، ربما هو ينتظر ادارة جديدة في الولايات المتحدة الأميركية وأمينا عاما جديدا للأمم المتحدة».ورأى أنه «كلما عجل المسلحون بالخروج من حلب فنحن نضمن لهم الوجهة التي يودون التوجه إليها»، لافتا إلى ان «ديميستورا تحدث عن إدارة ذاتية موجودة في شرق حلب، وقلنا له إن هذا مرفوض جملة وتفصيلا، وفيما يتعلق بخروج المرضى والجرحى من شرق حلب قلنا إننا قدمنا 3 فرص متتالية لخروج هؤلاء ومع ذلك رفضوا خروجهم». وأشار إلى انه «من واجب الدولة انقاذ المواطنين من أن يكونوا رهائن لهؤلاء الارهابيين، ولا بد بعد خروج المسلحين من عودة مؤسسات الدولة إلى شرق حلب».وأضاف: «نحن نؤمن بدور الامم المتحدة ولا بديل عن دورها، لكن أممٌ متحدة تحترم ميثاقها وسيادة دول الاعضاء، أما ما يقولون عن مؤتمر للمعارضة فنحن نرحب بأي لقاء سوري - سوري، بعيدا عن التدخل الخارجي من أجل الحوار حول المستقبل، إذا عقد هذا المؤتمر في سورية أهلا وسهلا به، وإذا عقد بجنيف ايضا أهلا وسهلا به».وقال وزير الخارجية السوري إن من السابق لأوانه الحكم على السياسة التي سيتبعها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن الحرب الأهلية في سورية، وعبر عن أمل دمشق في أن يضع ترامب نهاية لدعم الجماعات المسلحة ويكبح القوى الإقليمية التي تساندها.وتابع المعلم: «ما نريده من الإدارة الأميركية القادمة ليس فقط وقف المجموعات الإرهابية، بل لجم الدول الإقليمية المعروفة بدعمها لهؤلاء... علينا أن ننتظر».وأضاف: «نأمل أن تراجع الإدارة الأميركية الجديدة استراتيجية الإدارة الراحلة تجاه سورية، وهل حققت أي أهداف رغم إنفاقها ملايين الدولارات على تدريب ما تسميه معارضة معتدلة وانتهت هذه الأموال إلى إرهابيي جبهة النصرة».وقال إنه «لا يمكن ان نقبل وجود اي جندي تركي على الأراضي السورية»، مضيفا: «نحن والروس على تنسيق يومي في الميدان السياسي والعسكري، وروسيا تدين اي انتهاك للسيادة الوطنية السورية، كما ان هناك مصالح مشتركة بين الجيشين السوري والعراقي لمنع تسرب مقاتلي تنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية (داعش) من الموصل الى سورية».
ما نريده من ترامب ليس فقط وقف المجموعات الإرهابية بل لجم الدول الإقليمية المعروفة بدعمها لهؤلاء وليد المعلم