ترامب يوسع خياراته الحكومية وأوباما يطالب بإعطائه فرصة

رومني أبدى استعداده لشغل «الخارجية» وماتيس الأقوى لـ «الدفاع» وبريبوس يدافع عن «التعيينات»

نشر في 21-11-2016
آخر تحديث 21-11-2016 | 00:03
ترامب مستقبلاً ماتيس أمس الأول في نيوجرسي  (رويترز)
ترامب مستقبلاً ماتيس أمس الأول في نيوجرسي (رويترز)
حاول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب توسيع خياراته لتعيين إدارته بعد أن أحدثت التعيينات الأولى التي قام بها صدمة في أوساط عدة من المجتمع الأميركي، لأن الشخصيات التي اختارها تنتمي إلى تيارات يمينية متشددة.
يعمد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى إبقاء الغموض مخيما حول تشكيلته الحكومية المقبلة، بعد الصدمة التي أحدثها بتعيينه أشخاصاً يميلون بقوة الى اليمين المتشدد، مثل كبير المستشارين المخطط الاستراتيجي ستيفن بانون، ومستشار الأمن القومي مايكل فلين الذي أطلق تصريحات معادية للاسلام، ووزير العدل جيف سيشنز الذي اتهم بمواقف عنصرية ضد الاميركيين السود.

ومنذ الجمعة، عندما بدأ سلسلة لقاءات في نادي الغولف الفخم الذي يملكه في بيدمينستر في ولاية نيوجيرسي يلقي ترامب مؤشرات في كل الاتجاهات حول خياراته، علما بأنه يتوجب عليه في الايام والاسابيع المقبلة أن يكشف عن الادارة التي ستتولى مقاليد السلطة في الولايات المتحدة في 20 يناير.

وحتى الآن، عين ترامب عددا قليلا من المسؤولين المثيرين للجدل والذين يعترض عليهم الديمقراطيون وجمعيات مدافعة عن الحقوق المدنية، لكنه حرص على توسيع حلقة مشاوراته لتشمل جمهوريين معتدلين وأعداء سابقين وشخصيات من المجتمع المدني ورجال اعمال.

وصباح أمس، امتدح ترامب الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي ترأس القيادة العسكرية الاميركية المكلفة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى من 2010 وحتى 2013، بعدما استقبله أمس الأول.

وكتب ترامب على «تويتر»: «الجنرال جيمس ماتيس مرشح محتمل لمنصب وزير الدفاع، كان رائعا بالأمس. جنرال فعلي بين كل الجنرالات!».

من جهته، أشاد نائب الرئيس المنتخب مايك بنس أمس في مقابلة مع شبكة «فوكس» بالمسيرة العسكرية الرائعة للجنرال.

وأمس الأول استقبل ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 2012 ميت رومني والذي وصف ترامب بالمشعوذ في وقت سابق. وبحث الرجلان شؤون العالم، بحسب محضر اللقاء، فيما اكد بنس ان رومني أبدى استعداده لتولي المنصب وهو مرشح قوي بين مجموعة مرشحين.

وبعد أن حضر قداسا مع بنس التقى مجددا حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي الحليف المقرب الذي لم يقع الاختيار عليه لمنصب نائب الرئيس في الصيف وواجه تهميشا الاسبوع الماضي داخل الفريق الانتقالي الذي كان يترأسه حتى الفترة الأخيرة.

وينتظر مجيء رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني المرشح أيضاً لحقيبة الخارجية، الى بيدمينستر، وكذلك كريس كوباك النائب عن كنساس الذي كان يقدم النصح لترامب خلال الحملة الانتخابية حول مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وتستعد أوساط ترامب ايضا لمعركة ستبدأ في يناير في مجلس الشيوخ الاميركي الذي يفترض ان يصادق على غالبية التعيينات في الادارة.

فسيناتور ألاباما جيف سيشنز المحافظ المتشدد الذي عين وزيرا للعدل متهم بالادلاء بتصريحات عنصرية قبل عقود، ويمكن ان يحاول الديمقراطيون عرقلة تعيينه او إبطاءه. كما ان مايكل فلين الجنرال الذي عين مستشارا للامن القومي، المنصب الذي لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ، كتب في فبراير على تويتر «ان الخوف من المسلمين عقلاني».

ودافع رئيس الحزب الجمهوري راينس بريبوس والامين العام المقبل للبيت الابيض في حديث لشبكة «سي ان ان» عن هذه المواقف قائلا «ان الرئيس المنتخب ترامب يعتقد ان هناك بعض الاشخاص من هذه الديانة المعنية نتخوف منهم. لكنه قال ايضا بوضوح اننا لن نقوم بأي تفرقة دينية ولن نضع ديانة بكاملها في الخانة نفسها».

واضطر مساعد ترامب ايضاً الى الدفاع عن الرئيس المنتخب بعد الكشف ان الملياردير التقى هذا الاسبوع ثلاثة مقاولين هنود في مجال العقارات تتعامل معهم مجموعة ترامب، ما اثار تساؤلات حول تضارب المصالح بين الرئيس الجمهوري وشؤونه الخاصة رغم وعده بتسليم أولاده هذه المسؤوليات.

وقال راينس بريبوس: «سنحترم كل القوانين، والمدير القانوني للبيت الابيض سيستعرض كل هذه الامور».

أوباما

من ناحيته، دعا الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما، أمس الأول، في ليما، العالم إلى منح فرصة لترامب، الذي أثارت تصريحاته حول الإجراءات الحمائية وحلف شمال الأطلسي قلق حلفاء الولايات المتحدة.

وقال أوباما، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادىء (ابيك): «سيكون من المهم لأي شخص في مختلف أرجاء العالم ألا يصدر أحكاماً على الفور، بل عليه أن يمنح هذا الرئيس المنتخب فرصة حتى يكمل تشكيل فريقه ويدرس القضايا ويحدد سياساته إذ إنه كما قلت دوماً الطريقة، التي تخوض بها الحملة الانتخابية ليست دائماً هي الطريقة، التي تحكم بها».

وأضاف خلال لقاء مع شباب «رسالتي الأساسية لكم... والرسالة التي أكدت عليها في أوروبا، هي فقط ألا تفترضوا الأسوأ».

وأضاف: «انتظروا حتى تبدأ الإدارة الجديدة عملها وتضع بالفعل سياساتها وعندها يمكنكم أن تصدروا».

حشود مناهضة

وبالعودة إلى الوضع المحلي، تظاهر المئات في العاصمة الأميركية واشنطن تعبيراً عن غضبهم من احتشاد قوميين بيض للاحتفال بفوز ترامب بالرئاسة.

وأصيب رجل عندما ترك الحشد في مبنى رونالد ريغان ومركز التجارة الدولية وتشاجر مع عدة محتجين. وأظهرت لقطات تلفزيونية محتجين يهتفون «يا أيها الفاشيون سنغلق الأبواب أمامكم» وحملوا لافتات كتب عليها «حارب العنصرية».

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، بأن جماعة تنتمي لحركة «اليمين البديل» وتعرف باسم المعهد القومي للسياسة نظمت الحشد أمس الأول على بعد أمتار من البيت الأبيض.

وأضافت الصحيفة أن المشاركين في الحدث احتفلوا بفوز ترامب، الذي وصفه ريتشارد بي سبنسر رئيس ومدير المعهد القومي للسياسة بأنه صحوة.

وفي مسقط رأس ترامب، نظم نحو ألف شخص مسيرة احتجاج بدأت في حي كوينز في نيويورك وصولاً إلى برج ترامب دفاعاً عن التنوع والقيم الديمقراطية.

وجاءت بناء على دعوة النائب الديمقراطي جيمي فان برايمر. وعبر المتظاهرون جسر يربط كوينز بمانهاتن ووصلوا أمام مقر ترامب.

وحمل المتظاهرون لافتات عدة كتبوا عليها «كوينز ستقاوم الكراهية»، «لا للفاشية» و»أوقفوا العنصرية».

العلاقات الدولية

دولياً، ستدعو الملكة إليزابيث ستدعو الرئيس الأميركي المنتخب للقيام بزيارة دولة لبريطانيا العام المقبل، بحسب ما أعلن، أمس.

وأضافت صحيفة «صنداي تايمز» نقلاً عن وزيرين ومسؤول كبير قريب من «داونينغ ستريت»، أن المناقشات بين المسؤولين البريطانيين وفريق ترامب ستبدأ قريباً لضمان إمكانية الاتفاق على موعد للقيام بالزيارة في يونيو أو يوليو من العام المقبل.

من جهته، أعلن رئيس المكسيك انريكي بينا نييتو، أمس الأول، أنه يرغب في «إعطاء الأفضلية للحوار» حول برنامج عمل جديد مع ترامب الذي كان وعد بإجراءات حمائية تجاه المكسيك لحماية فرص العمل في بلاده.

كما حضّ وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الولايات المتحدة على تفادي «المغامرة الانعزالية» في أعقاب انتخاب ترامب رئيساً، وذلك في تصريحات أدلى بها أمس، على هامش مؤتمر في قطر.

احتفال قوميين بيض يثير توتراً في واشنطن وتظاهرة تنادي بالتنوع في مسقط رأس «دونالد»
back to top