ما الجديد في الدورة الثالثة لمهرجان «سينما الغد الدولي للأفلام القصيرة»؟ وهل ثمة دول جديدة ستشارك بعروضها هذا العام؟

تقوم مسابقة «سينما الغد الدولية» على أساسيات معينة. كمدير فني لها، حرصت على مشاركة دول ليس وجودها شائعاً في المهرجانات العالمية، أبرزها الفلبين، وإيرلندا، وكرواتيا، وليتوانيا، بأنواع مختلفة من السينما، إلى جانب اتباع نظام محدد في عدد الأفلام المشاركة مع مراعاة التنوع في أشكالها السينمائية، ذلك كله سعياً منا إلى بناء هوية خاصة لـ«سينما الغد».

Ad

تقدّم للمسابقة ما يقرب من 900 فيلم بين روائي قصير وتسجيلي وتحريك؟ ما الجديد في معايير اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان، وهل مشاركة الكثير منها يجعل الاختيار أصعب؟

يهمنا أولاً الحرص على دقة انتقاء الأفلام، كذلك اختيار لجنة تحكيم لديها خبرات كبيرة في مجال السينما بأشكالها المتنوعة. أما بالنسبة إلى المعايير في هذا الشأن فلا تعتمد على فكرة العمل فحسب، بل أيضاًعلى طريقة السرد والشكل السينمائي والتقنيات المستخدمة، إضافة إلى البحث الدائم لاكتشاف مخرجين جدد في ساحة الفيلم القصير، والسعي إلى انتقاء عروض مثالية على قدر استطاعتنا. أما الصعوبات فدائماً تواجهنا عند الاختيار، خصوصاً أن أفلاماً مشاركة عدة حصلت على جوائز بارزة مثل «السعفة الذهبية» من «كان».

ما معايير انتقاء أعضاء اللجنة المعنية باختيار الأفلام المشاركة في المسابقة؟ وهل يعود الأمر لك؟

أولاً، لجنة الاختيار مكونة من سبعة أفراد أختارهم جميعاً سواء طلبة أو متخرجي معهد سينما، بعضهم يشارك للمرة الثانية في اللجنة، فيما أستبعد العناصر غير الجادة منهم. يبقى هدفي الأهم أن يتطلع الجيل الحالي عن قرب على صناعة المهرجانات والمسابقات الدولية، كي لا يبقى ذلك سراً بالنسبة إليه، إضافة إلى أنها فرصة لابتكار كوادر جديدة تحمل أفكاراً مختلفة، وتستطيع الاختيار بين الأفلام بدقة وجودة من خلال خبرات سينمائية متعددة.

أفلام وشروط

ما أبرز الأعمال المشاركة في الدورة الثالثة عموماً، تحديداً المصرية؟

الأفلام كافة مميزة، وفي جعبة كثير منها جوائز دولية، لذلك ستواجه لجنة التحكيم حيرة كبيرة هذا العام. أما بالنسبة إلى الأفلام المصرية المشاركة فثمة عملان الأول «فتحي لم يعد يعيش هنا» للمخرج ماجد نادر. عرض الفيلم في برلين، وسيكون أول عرض له في الشرق الأوسط من خلال مسابقة «سينما الغد». أما الثاني فهو مشروع تخرج المخرج أبانوب نبيل بعنوان «الرحلة الأخيرة معاً»، ويُعرض لأول مرة.

ما الأفلام التي ترفض مشاركتها في المسابقة أو تستبعدها؟

نرفض أي فيلم قادم من إسرائيل فور تسجيله للمشاركة، ويحدث كل عام أن يتقدم فيلم إسرائيلي للمشاركة ونرفضه. كذلك نستبعد من المشاركة فوراً أي فيلم دعائي يروج لسياسة محددة أو دين أو يرسخ للعنصرية والرجعية.

في مهرجانات سينمائية دولية عدة، كمهرجان دبي للسينما، يشترط أن تكون الأعمال المشاركة عالمية وتُعرض لأول مرة. لماذا لا تشترط مسابقة «سينما الغد» هذا البند، وما أهمية وجوده من عدمه؟

أرفض وجود هذه النقطة في المهرجان، لأن العرض الأول ليس دلالة قوية على ثقل المهرجان. مثلاً «كليرمون فيران» المشهور بـ «كان الأفلام القصيرة» لا يلتفت إلى فكرة العرض الأول، وثمة فيلم عُرض العام الماضي يشارك في المهرجان الفرنسي المقبل في 2017 ، فضلاً عن أنني لا أريد أن أحرم المشاهد المصري من أفلام قصيرة ممتعة لمجرد أنها عُرضت في مهرجان آخر في ظل سعي إلى ابتكار سوق للأفلام القصيرة في مصر. وأكبر دليل على نجاح وانتشار المسابقة دولياً أن ثمة أفلاماً مهمة وحاصلة على جوائز دولية سجّلها صانعوها للمشاركة فيها.

هل ستبقى مسابقة «سينما الغد» مرتبطة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أم ثمة نوايا لجعلها مسابقة مستقلة؟

في الحقيقة، لا مانع إذا توافرت الإمكانات المادية والتنظيمية لخروج مهرجان «سينما الغد الدولي» من تحت مظلة مهرجان القاهرة الدولي للسينما، ولكن لا أعتقد أن المسابقة ستحظى بدعم مستقل في الفترة الراهنة، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار في مقابل الجنيه. ولكن من المؤكد أن لدى المسابقة المقومات لتتحول إلى مهرجان مستقل. إلى أن يحين ذلك ستبقى تحت مظلة مهرجان القاهرة، ولا أستعجل في استقلالها.

الفيلم القصير في مصر

يقول سعد هنداوي إنه سيعمل على المدى القريب ليحظى الفيلم القصير في مصر بالاهتمام كما الأفلام الروائية الطويلة، ذلك من خلال مهرجان «سينما الغد للأفلام القصيرة». يتابع: «أسعى إلى تأسيس سوق للفيلم القصير في مصر، لذلك ولأول مرة بدأت كمدير للمهرجان بعد موافقة وزارة الثقافة بالمشاركة في الدورة الـ39 للمهرجان الفرنسي «كليرمون فران»، أكبر تجمع وسوق للأفلام القصيرة في العالم. ستشارك مصر لأول مرة في المهرجان الذي يُفترض انطلاقه في فبراير المقبل، وبدأت أولى الخطوات في دعوة القيمين على المهرجانات على مستوى الجمهورية لإرسال الأعمال التي يرغبون في مشاركتها في المهرجان الفرنسي، بالإضافة إلى دعوة المخرجين المستقلين للمشاركة».

يضيف: «لو اكتملت مشاركة مصر ستكون تلك الخطوة نقلة فريدة في سوق وصناعة وجمهور الأفلام القصيرة في مصر، خصوصاً أن المهرجان الفرنسي عالمي ويستقبل دول العالم كافة لتسويق أفلامها القصيرة، ما سيفتح مجالاً واسعاً قد ينقل صناعة الأفلام القصيرة في مصر نقلة متميزة».