.. وهل خطر ببالكأننا مجرّد مرايا للمرايا التي نحدق فيها؟
تدور أحداث رواية { حَربُ الكَلبِ الثانية} لإبراهيم نصرالله (الدار العربية للعلوم ناشرون)، بخيالها الطليق، وواقعيتها المجنونة في عالم المستقبل، وبقدر ما تتأمل حالاً عربية، بقدر ما تتأمل أحوال البشر في كل مكان. في زمن لم يعد فيه الإنسان قادراً على التمييز ما إذا كان الإنسان الذي يقف مقابله هو شبيهه أم قاتله! مما جاء في مقدمة الناشر:{حَربُ الكَلبِ الثانية} رواية جديدة يفاجئ فيها إبراهيم نصرالله قراءه، بتجددٍ مستمر، وقدرةٍ على استحضار المستقبل من قلب الظلام، من خلال شخصيات تتحرك في طبيعة منتهكة، ونور أقل، وهواء قليل يبدو فيه التقاط الأنفاس مهمة مستحيلة!وإذا كان نصرالله قد كرس رواياته الخمس السابقة التي ضمها مشروعه الروائي {الشرفات}، لقراءة واقع السلطة ومعناها، بتمثّلاتها المختلفة، فإنه يقدم في هذه الرواية خلاصة الماضي كما يراه متمثلاً في المستقبل، لتبدو الروايات الخمس، وإن كانت منفصلة عن هذا العمل بأحداثها وشخصياتها، هي المقدمات الأوسع لحرب الكلب هذه.تأمل عميق لنزوع التوحش في القلب البشري ضد كل ما يحيط به، واستبطان بصير لقدرة البشر على إبادة بعضهم بعضا بسبب اختلافهم، أو تشابههم، عبر كوميديا سوداء حارقة، ورصد فنتازيّ لعالم بلا أبواب نجاة.رواية إنسانية رحبة، عن أزمنة ضيقة، وعن تاريخ العنف، لا تحذرنا من المستقبل فقط، بقدر ما تحذرنا من الماضي وأحداثه، الماضي الذي هو حاضرنا وغدنا!وتبقى الصراحة العالية التي تتردّد بعد انتهائنا من قراءة هذا العمل المختلف: على أحدهم أن يقول لنا بوضوح ما الذي يريده الإنسان؟}.
توابل - ثقافات
حَربُ الكَلبِ الثانية
22-11-2016