يحتفل اللبنانيون اليوم بذكرى عيد استقلالهم الـ 73 على وقع الخلافات المتشعبة التي تطغى على مسار تأليف الحكومة. وبحلول الذكرى يكون موعد «الحكومة قبل الاستقلال» قد ذهب مع ريح الخلافات المتجددة حول الحصص والحقائب.

وبرز أمس تطور سياسي من شأنه أن يعقد مرحلة تأليف الحكومة، إذ اتهم الرئيس المكلف تشكيلها سعد الحريري، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري (دون أن يسميه) بالتعطيل. وقال الحريري رداً على سؤال عن مدى قرب إعلان التشكيلة الحكومية: «من يعقد معروف، فاسألوه».

Ad

واستدعى كلام الحريري ردا سريعا من بري الذي قال: «ليس جوابا على دولة الرئيس سعد الحريري، بل توضيحا له، الذي يعرقل هو الذي يخالف الدستور والأعراف وقواعد التأليف، وليس من يحذّر من ذلك، وقد يكون الهدف الأبعد الإبقاء على قانون الستين».

وتداول الحريري مع عون في آخر التطورات المرتبطة بتشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء الاتصالات التي أجراها خلال الأيام الماضية. وقال: «نحن متفقون مع فخامة الرئيس على كل شيء».

في موازاة ذلك، انشغل لبنان الرسمي، أمس، بزيارة موفدَي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة خالد الفيصل، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، لنقل رسالة تهنئة إلى رئيس الجمهورية ودعوة رسمية له لزيارة المملكة. واستهل الفيصل زيارته لبنان بلقاء عون في بعبدا، حيث عقد والوفد السعودي المرافق محادثات مع رئيس الجمهورية، تناولوا فيها الأوضاع العامة والعلاقات بين لبنان والسعودية.

وبعد اللقاء قال الفيصل: «حملنا للرئيس عون رسالتين من خادم الحرمين الشريفين، الرسالة الأولى تحمل التحية والتهاني لانتخابه رئيساً للبنان، راجيا من الله أن يوفق القيادة والشعب اللبناني إلى ما فيه خير لبنان والأمة العربية».

وأضاف: «الرسالة الثانية هي تقديم الدعوة لعون لزيارة بلده الثاني السعودية في أقرب فرصة له، وقد وعدت عون بأن أنقل للملك سلمان تأكيده بأنه سيقوم بهذه الزيارة وقبولها بعد تأليف الحكومة مباشرة».

قهوجي

إلى ذلك، أصدر قائد الجيش، العماد جان قهوجي، أمس، «أمر اليوم» بمناسبة عيد الاستقلال. وقال: «يحضر عيد الاستقلال هذا العام ويحضر معه الأمل الذي افتقدناه في سنوات الفراغ الرئاسي، ليبشر بحقبة واعدة في انتظام عمل مؤسسات الدولة وتكامل أدوارها، وليتعزز الاستقرار الذي صنتموه طوال الفترة السابقة، ويمضي الوطن بزخمٍ في مسيرة النهوض والتطوير».

وأضاف أن «انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فتح صفحة جديدة، وأعاد صياغة خطوط عريضة لواقع سياسي شهد ما شهده من انقسامات واصطفافات خلال المرحلة الماضية، وسيؤسس من دون شك لانصهار وطني منشود، تحت عناوين سيادية تحصن الداخل من مخاطر تحوطه، ما انفكت تقرع طبول إرهابها على حدوده من أقصاها إلى أقصاها».

وختم: «ما ينغص علينا فرحة العيد، استمرار الإرهابيين باختطاف بعض جنودنا الأبطال، الذين لن نألو جهداً وفرصة في سبيل كشف مصيرهم وتحريرهم، وأيضا فقدان شهدائنا الأبرار الذين افتدوا بأرواحهم وطننا وشعبنا من شرور لو تحققت ما كنا لنعرف نهاية لها».