ترامب ينهي استشاراته... وأوباما يريد انتقالاً هادئاً للسلطة

مستشار الأمن القومي الجديد يتعهد بقطع علاقته مع شركته المرتبطة برجل أعمال تركي

نشر في 22-11-2016
آخر تحديث 22-11-2016 | 00:03
No Image Caption
لا تزال الأنظار شاخصة إلى التعيينات المرتقبة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، التي سترسم صورة عن السياسات الجديدة في البيت الأبيض، بعد أن أثارت التعيينات الأولى مخاوف من انزلاق أكبر ديمقراطية في العالم، إلى مسار انعزالي يميني سيؤثر سلباً على شكل النظام العالمي.
أنهى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب نهاية أسبوع حافلة بالاجتماعات مع شخصيات مرشحة لتولي مناصب في إدارته المقبلة بنادي الغولف الفخم، الذي يملكه قرب نيويورك، ويستعد لإعلان تعيينات جديدة مبقياً على عنصر التشويق والغموض، بعد أن أثارت التعيينات الأولى التي قام بها حالة من الذعر والغضب.

وقال ترامب، إنه ينظر بجدية إلى تعيين الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس وزيراً للدفاع، حيث أثنى في تغريدات على مسيرته العسكرية.

وإلى جانب ماتيس الملقب بـ"الكلب المجنون" كان أبرز مرشحين على لائحته، أمس الأول، حاكم ولاية نيوجيرسي الجمهوري كريس كريستي، الذي قدم دعمه لترامب بعد فشله في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، يبدو أن مواقعه تحسنت بعدما أقيل كرئيس للفريق الانتقالي.

وأعلن فريق ترامب أن الرئيس المنتخب أجرى محادثات بناءة مع كريستي حول الأمن الداخلي وتطبيق القانون، ما يوحي بأنه قد يعين في وزارة الداخلية.

كما التقى ترامب رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني (72 عاماً) الذي لا يملك خبرة في مجال العلاقات الدولية لكنه رفض شغل وزارة العدل.

وشملت لقاءات ترامب، أمس الأول، أيضاً وليبور روسن الذي يجري التداول باسمه لوزارة التجارة والمستثمر العالمي ديفيد ماكورميك وقطب العقارات جوناثان غراي ومؤسس محطة التلفزيون "بلاك إنترتاينمنت" بوب جونسون والمتشدد في شؤون الهجرة كريس كوباك.

وحاول الرئيس المنتخب تنويع الشخصيات، التي يجري مشاورات معها من مجالات مختلفة، من أعضاء في الحزب إلى أقطاب أعمال وصولا إلى منافسين سابقين له.

وبعض تعيينات ترامب في مناصب رئيسية مثل وزير العدل ومستشار الأمن القومي وكبير مخططي البيت الأبيض الاستراتيجيين، أثارت انتقادات شديدة من مجموعات حقوقية من الديمقراطيين وأطراف أخرى.

لكنه حاول أيضاً تحسين العلاقات مع جمهوريين معتدلين، في إطار مساعيه إلى تشكيل إدارة جديدة قبل توليه منصبه رسمياً في 20 يناير.

وشملت تعيينات ترامب حتى الآن السيناتور المحافظ المتشدد جيف سيشنز كوزير للعدل وعضو الكونغرس المتشدد مايك بومبيو كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" واللفتنانت جنرال المتقاعد مايكل فلين كمستشار للأمن القومي.

وأثار اختياره ستيف بانون كمخطط استراتيجي انتقادات شديدة بسبب مواقفه اليمينية المتشددة.

وعاد ترامب ليثير الجدل على "تويتر" حيث هاجم برنامج "ساترداي نايت لايف" الساخر حيث قام الممثل اليك بولدوين بأداء شخصيته. وقال ترامب "البرنامج منحاز كثيراً".

أوباما

من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس الأول، أنه يريد أن يتسلم ترامب مهام منصبه بهدوء، لكنه لم يستبعد التدخل بشكل علني في المستقبل إذا شعر بأن بعض القيم الأميركية الأساسية مهددة.

وقال أوباما، خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة لقادة البلدان الـ21 في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في ليما في البيرو: "أريد (...) أن أترك للرئيس المنتخب فرصة تشكيل فريقه ووضع سياسته بهدوء".

غير أنه أضاف: "بصفتي مواطناً تعنيني شؤون بلدي إلى حد كبير، إذا بدا لي أن بعض المسائل المحددة (...) تسيئ إلى قيمنا ومثلنا العليا الأساسية، وإذا شعرت بأن من الضروري الدفاع عنها، فسأقوم بدرس الوضع".

فلين

إلى ذلك، أشارت معلومات حصلت عليها "سي إن إن" إلى أن اللواء المتقاعد مايكل فلين، المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي الجديد، كان يدير شركة تقوم بنشاطات دعم "لوبي" لمصلحة زبائن أجانب خلال الفترة التي كان فيها يحصل على بيانات أمنية سرية أثناء الحملة الانتخابية لدونالد ترامب.

وقام روبرت كيلي، كبير المستشارين السابق للهيئة الفرعية الخاصة بالأمن القومي في مجلس النواب الأميركي والإداري الحالي في مجموعة الشركات، التي يديرها فلين، بتقديم وثائق لضمان الشفافية في عمل مجموعات الدعم "لوبي" للكونغرس الأميركي، وأظهرت الوثائق أن كيلي كان يعمل في ذلك الوقت لصالح شركة "إينوفو" الهولندية، المملوكة لرجل الأعمال التركي، كامل ألب تكين.

وقال تكين في رسالة بالبريد الإلكتروني رداً على أسئلة من "سي إن إن"، إن العمل المشار إليه كان يقتصر على "تقوية العلاقات العابرة للمحيط الأطلسي وتعزيز مستقبل تركيا ضمن ذلك التحالف".

أما حملة ترامب الانتخابية فقد ردت من جانبها بالقول، إن "نشاطات فلين الاقتصادية أمر خاص فيه باعتباره مواطناً ينشط في القطاع الخاص".

وأكدت الحملة أن فلين "افتتح شركة خاصة بعد أن كرّس حياته لخدمة بلاده، وتقوم شركته بتوفير النصائح والاستشارات في عدة ميادين"، ونقلت عن لسان الضابط الأميركي المتقاعد قوله، إنه يعتزم "قطع العلاقات مع شركته بحال وصوله إلى منصب حكومي خلال فترة تولي الرئيس ترامب السلطة".

ويحمل ألب تكين صفة العضو في مجلس الأعمال التركي الأميركي، وسبق له أن ساهم في تنظيم زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى واشنطن عام 2015، غير أنه نفى أي صلة له بالحكومة التركية.

وتنبع أهمية العلاقة بين فلين ورجل الأعمال التركي، من واقع أن مقال فلين الذي أعقب فوز ترامب، ونشرته إحدى الصحف الأميركية، حمل دعوة صريحة لتصحيح العلاقات مع تركيا والمطالبة بتسليم رجل الدين التركي المعارض فتح الله غولن، إلى أنقرة.

وقالت "سي إن إن" إن فلين أكد خلال زيارة إلى روسيا في عام 2015 إنه "لا يعرف" ما إذا كان الهجوم الكيماوي الذي يعتقد أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قد نفذه في غوطة دمشق عام 2013 كان من تنفيذ النظام أم أنه خدعة نفذها طرف آخر لجر أميركا إلى الحرب.

وسبق لإدارة الرئيس باراك أوباما، وكذلك لحلف شمال االطلسي والجامعة العربية والحكومات الغربية أن اتهمت صراحة نظام الأسد بالوقوف وراء الهجمات.

وكان فلين يتولى خلال الهجوم الكيماوي على مناطق سيطرة المعارضة في غوطة دمشق عام 2013 منصب مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية في إدارة الرئيس أوباما.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد كتب مقالاً نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2013 تحدث فيه عن هذا الهجوم قائلاً: إن استخدام الكيماوي أمر مؤكد، ولكن التنفيذ لم يكن من قبل الجيش السوري، إنما من قبل قوات المعارضة التي كانت تريد جر القوى الدولية للتدخل، وفق زعمه.

الجنرال فلين شكك في معلومات إدارة أوباما عن وقوف الأسد وراء الهجوم الكيماوي في 2013
back to top