تُطلق بعض الصحف البريطانية على حرب اليمن اسم "الحرب المنسيّة"، وقد نتج عن تلك "الحرب المنسيّة" ملايين الضحايا الأبرياء من الأطفال، والنساء، وكبار السّن الذين يعانون أشدّ المعاناة من الفقر المُدقِع، والمجاعة، والأمراض المُزمِنة، ونقص الدواء، والغذاء، والمأوي، والظروف الجوية البالغة السوء، لا سيما في فصل الشتاء، فمن يُنقذهم؟ وذلك بوقف الحرب ثم البدء في تنفيذ خطة إنقاذ عاجلة، فضلاً عن تقديم مساعدات إنسانية من الآن، عن طريق المنظمات الإنسانية المحلية والدولية؟

بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، فإن "عدد النازحين في اليمن بسبب الصراع وصل إلى ثلاثة ملايين و154 ألفاً و572 نازحاً ونازحة". وقد ورد في بيان صادر عن مفوضية اللاجئين (أغسطس 2016) أن "الأزمة الراهنة تُجبِر المزيد والمزيد من الناس على ترك منازلهم بحثاً عن الأمان، حيث إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعيشون حالياً حياة غير مستقرة تحفها المخاطر، ويكافح هؤلاء من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية وفقاً لما ذكرته ممثلة مفوضية اللاجئين في اليمن إيتا سخويتي".

Ad

أما تقرير المعهد الدولي لأبحاث السياسات الغذائية (أكتوبر 2016) الذي شمل 118 دولة حول العالم، فقد كشف أن "26.1 في المئة من سكان اليمن يعانون الجوع، بينما بلغ معدل إصابة الأطفال دون سن الخامسة بسوء التغذية الحاد (الهزال) 6.2 في المئة، وقد ساهم الجوع في وفاة 4.2 في المئة من أطفال اليمن".

من جانب آخر، حذّر تقرير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (نوفمبر 2016) من "مخاطر تفشي المجاعة والأمراض بين أكثر من 700 ألف طفل دون سن الخامسة، والنساء الحوامل، والمرضعات، فالنزاع في اليمن يسبب خسائر فادحة، وخصوصاً للأشخاص الأكثر احتياجاً، لا سيما من النساء والأطفال، وهناك 14.1 مليون شخص يعاني انعدام الأمن الغذائي، منهم 7 ملايين في حالة انعدام أمن غذائي شديد". كما أشار التقرير أيضاً إلى أن "الحرب قد تسببت في وصول عدد اليمنيين الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية إلى 21.2 مليوناً من أصل 26 مليون نسمة هم عدد سكان اليمن".

خلاصة القول أن الوضع الإنساني في اليمن، بحسب ما تكشفه التقارير الدولية التي تُعدها المنظمات الإنسانية العالمية، وضع كارثي بالمقاييس كافة، وسيستمر هذا الوضع ويزداد سوءاً مادامت الحرب المُدمّرة قائمة، فلترتفع أصواتنا جميعاً للمطالبة بوقف هذه الحرب، وإنقاذ أطفال اليمن الأبرياء، وشعبه الطيب.