لبنان يحتفل بذكرى استقلاله الـ 73... ولا موعد لتشكيل حكومة
• «صقيع» بين عون وبري
• الحريري ينسحب من التهاني بسبب حضور سفير دمشق
لم تكتمل فرحة لبنان بعد الاستقلال، فبالرغم من انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الشغور، الذي استمر أكثر من سنتين ونصف السنة، لايزال مسار تشكيل حكومة جديدة مظلماً.
احتفل لبنان أمس بالذكرى الـ 73 لعيد الاستقلال، بعرض عسكري أقيم في جادة شفيق الوزان، وسط حضور رسمي، ودبلوماسي، وعسكري، تقدمه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وفور انتهاء عرض الاستقلال، توجّه الرؤساء الأربعة والشخصيات الأمنية والسياسية والديبلوماسية إلى قصر بعبدا لتقديم التهاني بالمناسبة.وعلّق الحريري على الخلوة، التي جمعته بالرئيس بري في السيارة أثناء توجههما سوياً إلى القصر الجمهوري بالقول، إن "التشاور مع بري قائم ولا وقت محدداً بعد للحكومة".
من جهته، قال الرئيس نبيه بري، إن "الأجواء منيحة وملمعة". وفور وصولهما إلى بعبدا، دخلا إلى مكتب رئيس الجمهورية حيث عقد اجتماع مع الرئيس عون ثم انضم إليهم الرئيس سلام.وشهد القصر الجمهوري حضور شخصيات من الكتل كافة، منهم النائب محمد رعد عن "الوفاء للمقاومة" وأسعد حردان عن "القومي" وآخرون، كما شهدت الأروقة حركة مكوكية واجتماعات جانبية، إذ بدا واضحاً تكثيف المشاورات للتوصّل إلى اتفاق في شأن الحكومة.وكان لافتاً انسحاب الرئيس الحريري لبعض الوقت خلال تقبل التهاني بالتزامن مع وصول السفير السوري علي عبدالكريم علي، تفادياً لأي مصافحة بينهما. كما كان لافتاً الأجواء الباردة بين الرئيس عون وبري.
العرض العسكري
وافتتح العرض العسكري بتشكيل من الطوافات العسكرية، التي حملت الأعلام اللبنانية وعلم الجيش على شكل الأرزة اللبنانية فوق مكان الاحتفال، ثم بدأ عرض الوحدات الراجلة، بعدها سارت وحدات خاصة بخطى رياضية تلاه عرض الوحدات المؤللة.ونفذت سفن تابعة لسلاح البحرية عرضاً في القاعدة البحرية على مراحل متقطعة، قبل أن تطلق في سماء الاحتفال بالونات تحمل ألواناً حمراء وبيضاء وخضراء، ترمز إلى ألوان العلم اللبناني وعلم الجيش، وأطلقت السفن في عرض البحر أيضاً أبواقها. واختتم الاحتفال بمغادرة علم الجيش وغادر رئيس الجمهورية مودعاً من قبل وزير الدفاع وقائد الجيش وكبار الضباط. يُذكر أنها المرة الثانية التي توضع فيها 4 كراسي في عرض للاستقلال. والملفت هذه السنة أنه تم تكريم الفنانة الراحلة صباح من خلال أغنية مصورة "تعلى وتتعمر يا دار"، والفنان الراحل ملحم بركات من خلال أغنية مصورة أخرى "وبيبقى الوطن" تخليدا لذكراهما، ثم عرض فيلم قصير من إنتاج مديرية التوجيه. وجرى العرض العسكري وسط إجراءات أمنية مشددة، وقُطعت كلّ الطرق المؤدية إلى وسط بيروت ومحيطها.جعجع
إلى ذلك، لفت رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، إلى أن "المشكلة الفعلية التي تؤخر تأليف الحكومة هو أن البعض غير متقبّل للعهد الجديد، هذا البعض يعتقد أن العهد الجديد جديد بالإسم فقط، وكأنه يريد لرئاسة الجمهورية والعهد الجديد أن يكونا كما كانا عليه أيام عهد الوصاية السورية".وأشار جعجع خلال لقاء مع طلاب وطالبات من مدارس لبنانية زاروه في معراب أمس، إلى أن "البعض لا يريد رئيساً للجمهورية يُفكّر، أو يقوم بترميم علاقات لبنان الخارجية، ولاسيما بعد أن تدهورت هذه العلاقات في السنوات الخمس الأخيرة، إن العماد ميشال عون بدأ عملية ترميم العلاقات الخارجية والبعض لا يُحبذ هذه الفكرة إطلاقاً، حتى إنه لا يتقبل إشادة الرئيس بالجيش اللبناني وإعطائه الحجم الذي يستحقه".وقال جعجع: "هناك من يريد أن يكون رئيس الجمهورية تحت إشارة من يده، وطبعاً العماد عون ليس رئيساً يخضع لإشارة من أحد، وهناك من يريد أن يكون لبنان على قياسه بدل أن يكون هو على قياس لبنان، ولكن لبنان والعهد الجديد لا يمكنهما أن يكونا على قياس أحد، لا يمكن لهذا العهد إلا أن يكون على قياس قصر بعبدا وخطاب القسم والدستور الذي أقسم عليه رئيس الجمهورية".نادر الحريري: المشكلة ليست في التشكيلة
لدى خروجه من قصر بعبدا، سُئل مدير مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري، "قمحة أو شعيرة ؟"، في إشارة الى مصير عملية تأليف الحكومة، فأجاب: "ما بين بين". وردا على سؤال عما إذا تم تذليل العقبات والاتفاق على التشكيلة الوزارية، قال: "المشكلة مش هون".
هل سرق عون من المحور الإيراني - السوري؟
يبدو أن خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون بمناسبة عيد الاستقلال، أمس الأول، الذي خلا من أي إشارة الى عبارة "المقاومة"، إضافة الى زيارة الوفد السعودي الى لبنان، وتعهد الرئيس بأن تكون أول زيارة خارجية له الى المملكة العربية السعودية، أثارت حيرة بعض المحللين في صحف محسوبة على المحور الإيراني - السوري. في هذا السياق، عنونت صحيفة "السفير" اللبنانية أمس على صفحتها الأولى: "من التزم للسعودية بسرقة عون من المحور؟".وتحدثت الصحيفة عن أن طرفا سياسيا، لم تسمه، تعهد للقيادة السعودية بأن يؤدي "مسار ترئيس الجنرال إلى انتزاعه، في أحسن الأحوال، من حضن حزب الله والمحور السوري - الإيراني الى المسار المقابل، أو في أسوأ الأحوال، يقف في منتصف الطريق، فيصبح رئيسا وسطيا شبيها بميشال سليمان"، على حد تقدير الصحيفة.
بري لزهرا: لا أعرف
توجه عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا، الذي تجمعه علاقة خاصة برئيس المجلس النيابي نبيه بري، بسؤال إلى الأخير أثناء تقديم التهاني بعيد الاستقلال في قصر بعبدا، بالقول: "هل كل مشكلتك أصبحت معنا؟"، في إشارة إلى اعتراض بري على نيل "القوات" حقيبة سيادية في الحكومة المرتقبة، فأجاب بري ضاحكاً: "لا أعرف".