المسلمون الروهينغا يهربون إلى بنغلادش بسبب العنف
تدمير أكثر من 1000 منزل... و«هيومن رايتس» تدعو بورما للتوقف عن الإنكار
دخل مئات من الروهينغا المسلمين إلى بنغلادش في الأيام الأخيرة، هربا من العنف في غرب بورما، كما قال أمس ممثلو هذه المجموعة.ويقوم الجيش البورمي بعمليات في منطقة حدودية ببنغلادش، حيث يعيش عدد كبير من أفراد أقلية الروهينغا المسلمين، بعد سلسلة هجمات سقط فيها قتلى على مراكز للشرطة.ونزح حوالي 30 ألف شخص بسبب أعمال العنف التي أدت إلى سقوط عشرات القتلى منذ أكتوبر في ولاية راخين بغرب بورما، حيث تتركز هذه الأقلية، حسب الامم المتحدة.
وقال مسؤولون في مجموعة الروهينغا ببنغلادش إن حوالي ألف شخص نجحوا في عبور الحدود على الرغم من المراقبة والدوريات المعززة.وذكر عسكريون أن الجيش أعاد عشرات آخرين عند وصولهم إلى الحدود.وخوفا من إبعادهم إذا اكتشف أمرهم، يختبئ معظم الواصلين في مخيمات للاجئين، موجودة منذ عقود في المنطقة يعيش فيها 32 الفا من الروهينغا بشكل قانوني.ويروي محمد أمين (17 عاما) أنه هرب مع 15 شخصا من منازلهم في راخين قبل خمسة أيام، ووصلوا الى بنغلادش، بعدما عبروا نهر ناف الذي يفصل بين البلدين.وقال أمين، في اتصال هاتفي من مدينة كوكس بازار، القريبة من الحدود، إن "الجيش (البورمي) قتل ابي واخي الاكبر. اختبأت على تلة، ومشيت وعبرت النهر سباحة لألجأ الى مسجد بالجانب البنغالي"، مضيفا أنه على الطريق "شاهدت بيوتا محترقة، ولا أعرف ما حل بأمي وشقيقتي".
هدم منازل
كما كشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية، ونشرتها منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المدافعة عن حقوق الانسان أمس الأول، أن أكثر من ألف منزل دمرت في قرى مسلمة بولاية راخين، غرب بورما، يطوقها الجيش منذ اسابيع.وتظهر الصور، التي التقطت بين 10 و18 نوفمبر، أكثر من 820 منزلا دمرت مؤخرا في 5 قرى بولاية راخين مطوقة منذ أكتوبر. وقالت المنظمة إن هذا الرقم يرفع إلى 1200 عدد المنازل التي دمرت في الأسابيع الماضية.ورغم نفي الحكومة والجيش وصعوبة التحقق من الوقائع على الأرض، ينتشر المزيد من الأدلة على احداث دمار واسع في القرى.ويتهم العسكريون وسائل الإعلام، التي نقلت معلومات نشرتها المنظمة من قبل، استنادا الى صور التقطت بالأقمار الاصطناعية ايضا، بنشر أنباء خاطئة.وتشكل أعمال العنف هذه تحديا لاونغ سان سو تشي وحكومتها المدنية الأولى في بورما منذ عقود.وتؤكد الحكومة من جهتها أن 300 منزل فقط دمرت بأيدي إرهابيين يحاربهم الجيش يريدون بث الشقاق بين القوات الحكومية والشعب.وقال المسؤول في منظمة "هيومن رايتس ووتش" فرع آسيا براد آدامز: "بدلا من الرد بكيل الاتهامات والانكار على طريقة الجيش، على الحكومة أن تنظر الى الوقائع".ويتهم الجيش البورمي بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد الاقلية المسلمة، من اغتصاب نساء الى قتل مدنيين. وهذه الاتهامات يصعب التحقق منها من مصدر مستقل، إذ إن السلطات تراقب بصرامة الدخول إلى المنطقة وتمنع الصحافيين من الوصول إليها.وقلل المتحدث باسم الرئاسة زاو هتاي من أهمية الصور التي نشرتها "هيومن رايتس ووتش"، قائلا: "ما شهدناه على الارض ليس بهذا الاتساع"، ونفى كذلك سقوط قتلى في قرية دويتان.وقال إن "الحكومة والجيش منعا انتهاك حقوق الانسان، لاسيما بحق النساء والاطفال".