جدد رئيس الحكومة الفرنسية السابق فرانسوا فيون، الذي فاز بالدورة الأولى للانتخابات التمهيدية لأحزاب يمين الوسط، التزامه بإصلاح العلاقات مع موسكو في حال فوزه بالرئاسة في الانتخابت التي ستجري بعد أشهر، ويتوقع أن تشهد تنافسا قويا بين يمين الوسط وأقصى اليمين على كرسي الرئاسة.

وفي مقابلة مع "تي في 1"، قال فيون مساء أمس الأول، إن "روسيا هي أكبر بلد في العالم، ونحن نستمر في دفعها باتجاه آسيا، في حين أنها لا تشكل أي تهديد". وعن سورية قال: "الوضع في سورية صعب منذ 4 سنوات، إذا أردنا أن يتوقف ذلك، يجب علينا أن نتحدث مع القوى الكبرى القادرة على وقف هذه المجزرة"، في إشارة الى موسكو.

Ad

اما في موسكو، فقد صرح المتحدث باسم "الكرملين"، ديمتري بيسكوف، أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبقى على "علاقة جيدة" مع فيون. وقال بيسكوف لصحافيين إن الرجلين "أجريا اتصالات متقدمة" عندما كانا رئيسي حكومتي بلديهما. وأضاف: "في تلك الفترة كان هناك مناخ عمل خصب لتطوير العلاقات الثنائية، وبالفعل احتفظا بعلاقات جيدة".

وتابع الناطق باسم الرئاسة الروسية: "نتابع باهتمام كبير الانتخابات التمهيدية" في فرنسا، مؤكدا أن "فرنسا شريك نقيم معه علاقات جيدة، ويمكن أن نقيم معه تعاونا أكبر بكثير". وبعد وصول اليسار الى السلطة في 2012، زار فيون مرات عدة روسيا، خصوصا في 2013 للقاء بوتين في مقره الرسمي في نوفو أوغاريفو بالقرب من موسكو.

ويرى المراقبون أن موسكو تفضل وصول زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف ماريان لوبن الى الرئاسة وليس فيون، وهي تخاف أن ينسى الأخير جميع مواقفه حيالها لحظة وصوله الى سدة الرئاسة، كما فعل قبله نيكولا ساركوزي الذي أطلق عليه قبل فوزه بالرئاسة لقب "مرشح الكرملين".

وكانت لوبن زارت موسكو في مايو 2015 في عز الأزمة الأوكرانية، ووجهت انتقادات لـ "السياسات المبالغة في العداء لروسيا". وأمس الأول قالت لوبن لقناة "فرانس 3": "قيل لي خلال فترة طويلة إنني معزولة عن الساحة الدولية. وأود القول اليوم إنني بعد انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، وانتصار تيريزا ماي في بريطانيا

(بمنصب رئيسة الوزراء)، والتي تنفذ عددا كبيرا من المقترحات التي أدعمها منذ سنوات طويلة، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى الأرجح، مع رئيس النمسا المقبل ومع مجموعة فيشيغراد (تضم التشيك وبولندا وهنغاريا وسلوفاكيا)، لم أعد أشعر تماما أنني معزولة".

في سياق آخر، وبعد أن حصل فيون على دعم رئيسه السابق ساركوزي، الذي قال إنه سيصوت له في الدور الثاني، وصف المرشح الرئاسي السابق الوسطي فرانسوا بايرو برنامج فيون الاقتصادي الليبرالي بـ "الخطير"، الأمر الذي قالت "رويترز" إنه قد يشكل خطرا على تأييد الوسطيين لترشيح فيون.

الصحف الروسية ترحّب بفوز «الصديق»
أكدت الصحف الروسية بمجملها، أمس، أنها ترى في فرانسوا فيون الذي فاز في الدورة الأولى لانتخابات اليمين الفرنسي التمهيدية لاختيار مرشح للرئاسة، صفات "صديق لموسكو" يمكنه إصلاح العلاقات بين البلدين.

ووصفت صحيفة الأعمال فيدوموستي رئيس الوزراء الاسبق بأنه "مرشح قريب من روسيا" للانتخابات الرئاسية، لديه برنامج للسياسة الخارجية "اكثر توازنا" من خصمه آلان جوبيه الذي وصفته بأنه "مدافع عن الحلف الاطلسي بشروط".

من جهتها، تحدثت شبكة التلفزيون "روسيا 24" عن "زلزال سياسي جديد" بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية.

وأشارت في الوقت نفسه الى ان فيون "المتساهل حيال روسيا" تحدث مع الرئيس فلاديمير بوتين عندما كان رئيسا للحكومة "مرتين او ثلاث مرات سنويا، ويعرفه جيدا ويتحدث إليه كشخص قريب".

اما الصحيفة الالكترونية "غازيتا. رو" فقد رأت في فيون "نسحة فرنسية من دونالد ترامب"، مشيرة الى ان فوزه في الانتخابات الرئاسية في فرنسا "سيناسب موسكو تماما".

الا ان الصحيفة اشارت الى ان نيكولا ساركوزي كان يعتبر "المرشح العملي للكرملين" بعدما صرح علنا بأنه سيعيد العلاقات الجيدة مع موسكو اذا انتخب رئيسا.

وذكرت الصحيفة أن "روسيا لا تضع للانتخابات المقبلة كل رهاناتها في سلة واحدة وتجري بذكاء اتصالات مع المنافسة الرئيسية للجمهوريين مارين لوبن" التي تعتبر قريبة من موسكو ايضا.

وأشادت مجلة "اكسبرت" بأداء "الصديق فرانسوا"، مشيرة الى "تيار مفيد جدا لروسيا يتشكل حاليا" ويتمثل بظهور جيل من القادة اكثر "تساهلا" حيال موسكو، وقادر على "احداث خرق في الموقف المشترك للغرب" حيال روسيا.