يعيش نحو 8 آلاف مريض بداء «الوهن العضلي» في مصر حالة من الفزع، بعد اختفاء دواء «المستينون» من الصيدليات المصرية، وكذلك اختفاء بديله المصنع محليا «بيستينون»، وفي ظل تجاهل وزارة الصحة شكاواهم المتكررة منذ نحو عامين، بسبب نقص الدواء، الذي أسفر عن وفاة 3، والذي يمثل بالنسبة إليهم «قبلة حياة»، حسبما قال بعض المرضى الذين تواصلت «الجريدة» معهم.

وتتفاقم أزمة مرضى الوهن العضلي، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار، ونقص عدد كبير من الأدوية المستوردة الخاصة بعلاج أمراض خطيرة، أبرزها أدوية القلب والكلى والسرطان والسكري، إلى جانب «الوهن العضلي» الذي لا يكتسب شهرة تجعل مرضاه يلفتون إليهم الرأي العام.

Ad

وتتجلى خطورة «الوهن العضلي»، كما تقول مريضة تدعى ريهام حسني، لـ»الجريدة»، في أنه «يتسبب في توقف نشاط جميع عضلات الجسم عدا عضلة القلب، وتلك رحمة من الله، لأن توقف عضلة القلب يعني الموت في غضون ثوان، بينما أقراص المستينون تعمل على إعادة تنشيط العضلات الواهنة مجددا، ومزاولة المريض حياته طبيعيا»، لافتة إلى أن الجرعات اليومية للمرضى تتراوح بين قرص و8 أقراص حسب الحالة. وقالت سالي الإبياري، وهي مريضة تدير صفحة «الوهن العضلي الوبيل – الغروب المصري»، على موقع فيسبوك، إن المرضى تقدموا بشكاوى عديدة إلى وزارة الصحة على مدار العامين الماضيين، للمطالبة بتوفير الدواء وخفض سعره، ورغم الاستجابة في بعض الأحيان تتكرر الأزمة ويختفي «المستينون» من الصيدليات مثلما هو الحال الآن منذ أكثر من 4 أشهر.

رسميا، شكلت وزارة الصحة غرفة عمليات برئاسة وزيرها أحمد راضي، لمتابعة تطورات أزمة الأدوية والنواقص، بعد تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكومة برئاسة شريف إسماعيل بتوفير الاعتمادات المالية اللازمة وقدرها 189 مليون جنيه لتوفير 146 صنفا من النواقص الخاصة بالأمراض المزمنة التي ليست لها بدائل. وطمأن رئيس جمعية «الحق في الدواء» محمود فؤاد مرضى الوهن العضلي، وقال لـ»الجريدة» إن أول شحنة مستوردة من الأدوية الناقصة تتضمن دواء «المستينون»، وهذه الشحنة ستصل إلى مصر خلال أيام، بعد إسناد توزيعها لشركة فاكسيرا.

التدخل الرسمي، لم يوقف شكوك المرضى، الذين عبروا عن عدم ثقتهم بالوعود الحكومية التي تكررت عشرات المرات خلال السنوات الأخيرة، وقال أحدهم: «غالبا يتم حل الأزمة لعدة أسابيع ثم تتجدد بسبب استيراد كميات قليلة لا تكفي أعداد المرضى».