على وقع فشل مئات العائلات في الفرار من حلب الشرقية المحاصرة بسبب تعرضهم لإطلاق نار أثناء تجمعهم ليل الثلاثاء- الأربعاء قرب ممر يصل حي بستان الباشا للعبور نحو حي الشيخ مقصود، الخاضع لسيطرة القوات الكردية المحايدة، اتهمت فرنسا أمس، نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه باستغلال حالة الغموض السياسي في الولايات المتحدة لشن «حرب شاملة» على المناطق الخارجة عن سيطرته، داعية «الدول الغربية والعربية الداعمة والصديقة للمعارضة السورية المعتدلة إلى الاجتماع في باريس»، مطلع شهر ديسمبر المقبل.وقال وزير الخارجية جان مارك إيرولت، بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة، «تأخذ فرنسا بزمام المبادرة لمواجهة استراتيجية الحرب الشاملة التي يتبعها النظام وحلفاؤه، مؤكداً أن «التحرك ملحّ» في مواجهة قصف حلب وأن فرنسا ستتحرك لاستصدار قرار من مجلس الأمن بفرض عقوبات على النظام لاستخدامه الأسلحة الكيماوية، التي اتهمته المعارضة باستخدامها للمرة الرابعة في حلب الشرقية، أمس الأول، وأسفرت عن مقتل 18 اختناقاً في أحياء الميسر والقاطرجي وضهرة عواد والسكّري وطريق الباب.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي، أنه «لا بد أن تكف الأسرة الدولية عن غض النظر. فما يجري هناك واقع رهيب، مضيفاً: «ليس في نيتنا ألا نفعل شيئاً. معركتنا للدفاع عن السكان المدنيين السوريين مستمرة».
سحق حلب
وفي وقت سابق، أعرب مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، عن قلقه من احتمال أن تشنّ قوات الأسد هجوماً جديداً لسحق حلب الشرقية، قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير.واعتبر ديميستورا أن «احتمال إطباق قوات الأسد بشكل وحشي وعدواني على ما بقي من حلب قد يكون مأساوياً». ولم يوضح ديميستورا سبب اعتقاده بأن قوات الأسد قد تقدم على مثل هذه الخطوة، لكن دبلوماسيين أوروبيين، قالوا إن نظام الأسد قد يشجعه تعهد ترامب بتعزيز العلاقات مع روسيا، إضافة إلى استبعاد رد من الإدارة الأميركية الحالية مع قرب نهاية ولايتها.انتقال وفضيحة
وفي برلين، اعتبر وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، أن على المجتمع الدولي خلق ظروف مواتية لوضع خطة للانتقال السياسي في سورية، مشيراً إلى ضرورة إقامة ولو تهدئات إنسانية قصيرة لإيصال مساعدات إلى الأهالي وإحداث آلية من شأنها إجلاس جميع الأفرقاء إلى طاولة المفاوضات.واعتبرت منظمة «سايف ذا تشيلدرن» استمرار معاناة الأطفال وموتهم في ثاني أكبر مدن سورية «فضيحة أخلاقية». ووفق مديرة «سايف ذا تشيلدرن» في سورية سونيا خوش، فإن «الأطفال وعمال الإغاثة يتعرضون للقصف خلال وجودهم في المدرسة أو خلال سعيهم للعلاج في المستشفيات»، التي لم تعد أي منها تعمل بسبب الهجمات النظامية المتلاحقة، مشيرة إلى أن الدروس في 13 مدرسة أخرى في حلب الشرقية تم تعليقها بسبب الضربات العنيفة.السيسي
وفي تطور لافت، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمرة الأولى دعمه للجيش السوري في الحرب على «العناصر المتطرفة».وقال السيسي، في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي، إن «الأولوية لنا الأولى أن ندعم الجيش الوطني، على سبيل المثال، في ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، ونفس الكلام في سورية. ندعم الجيش السوري وأيضاً العراق».ورداً على قضية إرسال قوات مصرية إلى سورية وما أثارته من «حساسيات» رأى السيسي، أن «من الأفضل أن تقوم القوات الوطنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في مثل هذه الأحوال».وأضاف السيسي أن «سورية تعاني أزمة عميقة منذ 5 سنوات وموقفنا منها يتمثل في احترام إرادة الشعب السوري، وأن الحل السياسي هو الأمثل، ولا بد من التعامل بجدية مع الجماعات الإرهابية ونزع السلاح منها، إضافة إلى وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها وإعادة إعمارها».انتهاك العقوبات
وبينما وافقت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على عرض موسكو تقديم معلومات «يمكن أن تكون مفيدة» في التحقيق، أفاد مصدر استخباري في الاتحاد الأوروبي «رويترز» أمس الأول، بأن سفينتين على الأقل تحملان العلم الروسي قامتا بتهريب وقود للطائرات إلى سورية عبر قبرص في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أنه كانت هناك زيادة حادة في الشحنات في أكتوبر الماضي.وقال مصدر منفصل في مجال الشحن على علم بتحركات السفينتين اللتين تحملان العلم الروسي إنهما زارتا ميناءين في قبرص واليونان قبل أن تنقلا الوقود إلى سورية.رد وحشد
وفي بادئ الأمر، لم ترد وزارتا الدفاع والنقل الروسيتان على طلبات للتعقيب، لكن وزارة الدفاع قالت في وقت لاحق، إن عقوبات الاتحاد الأوروبي على إمدادات الوقود إلى سورية لا يمكن أن تنطبق على المجموعة الجوية الروسية في ذلك البلد.في السياق، كشفت جريدة «الوطن» التابعة للنظام عن إرسال روسيا أربع مقاتلات حديثة من طراز «سو– 35 أس»، إلى القاعدة العسكرية في حميميم بريف اللاذقية، موضحة أنها انطلقت من قاعدة «مارينوفكا» الواقعة في مقاطعة فولغوغراد مروراً بأجواء روسيا وإيران والعراق وسورية.جبهة منبج
وعلى جبهة أخرى، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، سيطرة مجلس منبج العسكري المنضوي ضمن «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) على أجزاء من بلدة العريمة الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بالريف الغربي لمدينة منبج، مشيراً إلى معارك عنيفة تدور خلال محاولة لإحراز تقدم والسيطرة على هذه البلدة الاستراتيجية.وغير بعيد، بدأت السلطات التركية، أمس الأول، حفر خنادق في ولاية شانلي أورفة قبالة مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، تمهيداً لبناء جدار إسمنتي بطول 4 أمتار وعرض مترين على طول الحدود السورية ، بحسب وكالة «الأناضول»، بهدف منع حالات التهريب والعبور غير القانوني للحدود.