تمكن العراق أمس، من استكمال عزل مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق، عن باقي محافظات البلاد، بعد أن وصلت فصائل "الحشد الشعبي" الشيعية إلى الطريق الذي يربط بين تلعفر وسنجار الواقعتين تحت سيطرة "داعش" غرب الموصل، حيث التقت مع قوات البيشمركة الكردية، وفصلت المنطقتين عن بعضهما بعضاً في نقاط التماس عند منطقة سينو.

جاء ذلك في حين تمكنت القوات العراقية من السيطرة على نصف مساحة الساحل الأيسر من الموصل، التي يشقها نهر دجلة إلى قسمين.

Ad

وأعلنت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس، أنها استكملت قصف الجسور الخمسة التي تربط بين الساحل الأيسر والساحل الأيمن حيث يتمركز تنظيم "داعش".

وأعلنت خلية الإعلام الحربي أمس، مقتل وزير إعلام تنظيم "داعش لولاية نينوى" المدعو زياد خروفه بضربة جوية في الموصل، مضيفة أنه المسؤول عن إنتاج الأفلام ومواقع الإصدارات لعصابات داعش الإرهابية.

كركوك

على صعيد آخر، قال مسؤول غرفة عمليات قوات البيشمركة لجنوب كركوك اللواء وستا رسول أمس، إن "قضاء الحويجة يعد منطقة مهمة لتنظيم داعش الإرهابي، الذي يستغل هذه المناطق لشن هجمات على كركوك، وقوات البيشمركة مستعدة لتحرير قضاء الحويجة بالتنسيق مع الجيش العراقي"، موضحاً أن "هناك اتفاقاً مشتركاً بين وزارتي الدفاع والبيشمركة على أن يتم تحرير قضاء الحويجة من قبل قوات مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي، ونحن لدينا غرفة عمليات مشتركة يشارك فيها التحالف الدولي ونتطلع أن نحرر الحويجة قريباً".

وأضاف رسول، أن "قوات البيشمركة تلقت الدعم من قبل التحالف الدولي عبر وزارة البيشمركة التي تنتشر قطاعاتها على مسافات قريبة من قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك"، مبيناً أن "تنظيم داعش لديه بحدود 2000 مقاتل في الحويجة، وتحريرها سيكون بصورة مشتركة بين البيشمركة والجيش".

في السياق، أعلن القيادي في حشد قضاء الحويجة حسن الصوفي، أمس، عن اختطاف شيخ قبيلة الجبور، وعدداً من أقربائه، من قبل عناصر تنظيم "داعش".

وقال الصوفي، إن "مسلحين تابعين لداعش اقتحموا منزل شيخ قبيلة الجبور إبراهيم نايف المهيري وسط قضاء الحويجة، جنوب غربي كركوك"، مشيراً إلى أن "التنظيم اختطف المهيري وعدداً من أقربائه".

وأضاف، أن "التنظيم اقتاد الزعيم القبلي وأقرباءه إلى جهة مجهولة، دون الإفصاح عن أسباب ذلك".

نزوح

إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان، أمس، إن "أربعة آلاف عائلة من قضاء تلعفر بدأت بالنزوح باتجاه قضاء البعاج وطريق الموصل تلعفر من جهتي الجنوب والغرب من نينوى"، مبيناً أن "ذلك جاء بسبب قيام تنظيم داعش بتنفيذ قصف عشوائي على المدنيين وكذلك قيام قوات الحشد الشعبي بقصف مواقع التنظيم في القضاء".

وأضاف قبلان، أن "على جميع الأطراف إبعاد المدنيين عن الصراع لأن عملية النزوح ستفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة لأهالي تلعفر"، مشيراً إلى أن "تنظيم داعش الإرهابي يتخذ المدنيين دروعاً بشرية ونحن نتخوف من وقوع كارثة إنسانية بحق الأهالي المحتجزين في وسط القضاء".

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أمس، أن عدد النازحين من محافظة نينوى منذ انطلاق عملية تحريرها من سيطرة "داعش" بلغ 71 ألف شخص.

وذكرت الوزارة في بيان أن نحو تسعة آلاف منهم عادوا إلى المناطق المحررة من المحافظة، مبينة أن الوزارة تسعى إلى توزيع مفردات البطاقة التموينية إضافة على النازحين.

وأشارت إلى أنه تقرر تأهيل مستشفى الحمدانية والقيارة وتوفير المستلزمات الصحية اللازمة لعلاج النازحين، مؤكدة أنه تقرر أيضاً بناء مخيم جديد للعائلات النازحة جنوب مدينة الموصل يضم ستة آلاف خيمة.

مقتل داعية

على صعيد آخر، أفاد مصدر أمني مساء أمس الأول، بأن مسلحين مجهولين فتحوا نار أسلحتهم تجاه الداعية الإسلامي وإمام أحد جوامع أربيل الشيخ هوشيار إسماعيل أمام منزله وسط المدينة، ما أسفر عن مقتله في الحال، مضيفاً أن المسلحين فروا هاربين.

يذكر أن الداعية هوشيار إسماعيل يعد من رجال الدين المعروفين في محافظة أربيل وهو أحد مؤسسي الاتحاد الإسلامي الكردستاني.

وعدت مديرية آسايش شرطة أربيل أمس، أن عملية "اغتيال" الداعية إسماعيل عمل تخريبي ومحاولة لاستهداف وإحداث الفوضى واستهداف أمن واستقرار أربيل.

وأضافت المديرية في بيان، أن "التحقيقات جارية بالتعاون مع الأجهزة المعنية الأخرى بدقة"، مشيرة إلى أنه "سيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات لاحقا".

من جهتها، أدانت الحركة الإسلامية الكردستانية أمس، مقتل الداعية إسماعيل في محافظة أربيل.

وقالت الحركة في بيان، إن "مجموعة مسلحة هاجمت إسماعيل داخل منزله في مدينة أربيل"، مبينة أن "الهجوم أسفر عن مقتله بعد إصابته بطلقات نارية في منطقة الرأس والصدر".

وأضافت الحركة، أنها اذ تدين الهجوم على رجل الدين، تطالب "الجهات الأمنية بإجراء تحقيق جدي وسريع والكشف عن الجناة وتقديمهم للقضاء".

النجيفي يهاجم «دكتاتورية الأغلبية»

صرح نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، أمس، بأن "الأجواء العامة في العراق مازالت تحتاج إلى الكثير، فإرادة الأغلبية أو دكتاتوريتها ينبغي أن تتوقف لمصلحة احترام الديمقراطية وحقوق المكونات مهما صغرت حجومها وإدانة أي منهج إقصائي لا يحترم حقوق المواطنين وإرادتهم".

وقال النجيفي، خلال اجتماعه مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش إن

"الوضع في العراق فيه تعقيدات، ونحن مع مبدأ التفاهم والحوار مع القوى الوطنية كافة".

وأضاف: "لا ننكر أن هناك خلافات داخل القوى السنية كما هي الحال في القوى الشيعية والكردية، ولكن فيما يخص قضية التسوية والمصالحة، فإن لهم صوتا واحدا ستسمعونه بوضوح".

وأوضح أن "التسوية تستوجب وجود مصلحة لجميع أطرافها، سواء من هو داخل العملية السياسية أو خارجها، ولابد أن تسبق عملية التسوية إجراءات لبناء الثقة عمادها حل الإشكالات القائمة وتقديم ما يعزز الثقة كشركاء في وطن واحد".

وقال النجيفي إنه "سيتم تسلم ورقة التسوية الوطنية التي قدمها التحالف الوطني في هذا المكان بحضور قادة القوى السنية كافة، وسنقدم ردا موحدا، بعد أن نطلب إجراءات بناء الثقة، وهي إجراءات عادلة ومعروفة، بعدها سنكون جاهزين للدخول في محادثات ومناقشات يحدوها حرصنا الشديد على تفكيك المشكلات والنهوض بالعراق وتقديم الرؤى والأفكار بكل ما يعز العراقي ويضمن أمنه ومستقبله".