قبل أيام من الدورة الثانية للانتخابات التمهيدية لأحزاب يمين الوسط في فرنسا، التي فاز فيها رئيس الحكومة السابق المحافظ فرانسوا فيون بدورتها الاولى، تحولت روسيا إلى عنوان رئيسي للتراشق بين المرشحين فيون ومنافسه رئيس الحكومة السابق الان جوبيه، خصوصا بسبب العلاقة الخاصة التي تجمع فيون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في السياق نفسه، تصدرت الأزمة السورية أيضا المواضيع الهامة في السباق الذي سيحدد مرشح يمين الوسط للانتخابات الرئاسية عام 2017، بسبب نظرية فيون عن إمكانية التعامل مع نظام الرئيس بشار الاسد، علما ان فرنسا هي إحدى الدول المعنية بالازمة السورية بحكم علاقاتها الواسعة مع أطراف عدة في المنطقة، على خلفية انتدابها لكل من سورية ولبنان بعد الحرب العالمية الأولى.
ويبدو أن فيون، الذي يحل أولا في استطلاعات الرأي للفوز في الدورة الثانية المقررة بعد 3 ايام، حاول أمس تعديل موقفه من الرئيس السوري، وقال في تصريحات لإذاعة "أوروبا 1"، "بشار الأسد دكتاتور تلطخت يداه بالدماء، وأعتقد أنه لا مستقبل لديه في سورية على المدى البعيد. لكنني أدعو إلى إيقاف الحرب في سورية، ووضع حد للمذابح، وإيجاد الحل". ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يقترح فيون "مقاربة واقعية"، ويقول: "من أجل إيجاد حل ما، علينا أن نتعامل مع أولئك الموجودين في الميدان. وبلا شك، علينا أنه نعمل مع الأسد ومع نظامه".في المقابل، انتقد جوبيه خصمه كونه "يجامل" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل "مفرط". وقال في مقابلة نشرتها الصحافة الفرنسية أمس: "يجب التحدث إلى روسيا. لكن الحوار يجب أن يكون صريحا. لدي حقائق أقولها لها. إن ضم شبه جزيرة القرم مخالف للقانون الدولي. وقد حصل اتفاق في مينسك لإخراج أوكرانيا من صعوباتها الحالية، وأنتظر من بوتين أن يطلب من أصدقائه تطبيقه بأمانة".وأضاف جوبيه: "في سورية، أنا أتفق تماما على أن الأولوية الأولى هي القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، لكني أنتظر من روسيا حلا للخروج من الأزمة"، وتابع: "الحل ليس بالتحالف الروسي الإيراني الذي يبدو أن فرانسوا فيون يتوقعه. إيران تلعب دورا لزعزعة الاستقرار إلى حد كبير في اليمن والعراق وسورية".وأشار إلى أن "حزب الله هو حزب إيراني لا يزال يهدد إسرائيل"، مشددا على أنه "يجب أن نكون أكثر حزما وأكثر وضوحا مع روسيا". وكان فيون قال إنه يمكن التعاون مع إيران وحزب الله أيضا كونه يحارب "داعش".في سبتمبر الماضي، نصح جوبيه خصمه فيون بعدم المبالغة في احتساء الفودكا. وانتقد جوبيه "هروب" روسيا إلى الأمام في سورية، مشددا على أنه "لن تكون هناك عودة للسلام في سورية مع بشار الأسد".ونال فيون 44.1 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى، وجوبيه 28.5 في المئة من الأصوات، بينما خرج الرئيس السابق نيكولا ساركوزي خاسرا وقرر اعتزال السياسة.
بوتين: فيون شريف
رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، امس، بما أسماه "نوايا تحسين العلاقات مع روسيا التي أبداها مرشح تيار يمين الوسط لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية". وقال بوتين إنه يتمتع بعلاقة شخصية جيدة بأحد هؤلاء المرشحين وهو فرانسوا فيون، واصفاً إياه بأنه "شخص شريف".