ترامب يغير مواقفه بالجملة... وشعبيته إلى ارتفاع

• تمسك بحقه في إدارة أعماله
• عين حاكمة من أصل هندي سفيرة في الأمم المتحدة

نشر في 24-11-2016
آخر تحديث 24-11-2016 | 00:03
ترامب يحيي موظف الأمن على مدخل صحيفة «نيويورك تايمز» التي زارها مساء أمس الأول	(أ ف ب)
ترامب يحيي موظف الأمن على مدخل صحيفة «نيويورك تايمز» التي زارها مساء أمس الأول (أ ف ب)
خفف الرئيس المنتخب دونالد ترامب من حدة وعوده الانتخابية فيما يخص اتفاقية باريس والتعذيب، وملاحقة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، في لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز التي دأب على مهاجمتها. كما أظهر استطلاع رغبة البعض بتوقف ترامب عن التغريد. من جهته، قال الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بتريوس إنه سيقبل العمل في إدارة ترامب إذا طلب منه.
عاد الجمهوري دونالد ترامب أمس الأول عن عدد من وعود حملته الانتخابية، فخفف من حدة موقفه من المناخ، وألمح إلى إمكان عدم ملاحقة هيلاري كلينتون قضائيا، في حين غير رأيه بشأن التعذيب، لكنه ظل غامضا في ما يتعلق بسياساته، خصوصا الخارجية.

وخرج الرئيس المنتخب من مقر إقامته في برج ترامب، حيث يجري مشاورات تشكيل الإدارة، ليتجه الى مبنى صحيفة «نيويورك تايمز» لإجراء مقابلة واسعة النطاق بشأن خططه.

وقد دان ترامب ناشطي اليمين البديل الذين اعتبروا فوزه نصرا لنظرية تفوق العرق الأبيض، ونأى بنفسه عن الدعوات إلى محاكمة خصمته الديمقراطية السابقة في الانتخابات هيلاري كلينتون ودافع عن امبراطورية أعماله العالمية.

كما بدا كأنه يخفف من حزم وعوده بسحب الولايات المتحدة من اتفاقات على غرار اتفاقية باريس للمناخ في العام الفائت التي تلزم كل دولة بتخفيض انبعاثاتها من غازات الدفيئة.

وكان ترامب توعد بإلغاء الاتفاق الذي تبناه 195 بلدا نهاية 2015 خلال قمة باريس المناخية. وصادقت الولايات المتحدة، ثاني أكبر الدول الملوثة بعد الصين، على الاتفاق في بداية سبتمبر بدفع خصوصا من الرئيس باراك أوباما.

والآن بعد انتخابه وانتظار توليه رسميا رئاسة البلد في 20 يناير المقبل، أقر ترامب ردا على سؤال كاتب «نيويورك تايمز»، توماس فريدمان، بإمكان وجود رابط بين أنشطة التصنيع البشرية وتغير المناخ، موضحا أنه ينبغي معرفة «كم سيكلف تنفيذ اتفاق باريس شركاتنا» وأي اثر سيكون له على التنافسية الأميركية.

مهادنة

وبدت المقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز بمنزلة هدنة مؤقتة مع الإعلام الذي يكرهه ترامب، لاسيما بعد معلومات عن اجتماع صدامي ليس للنشر سبقها مع إداريي وكبار صحافيي شبكات التلفزيون الكبرى.

وغالبا ما هاجم ترامب في تغريداته، وآخرها أمس الأول، لكنه نأى بنفسه عن التهديدات بتشديد قوانين التشهير، وحادث مسؤولي الصحيفة بمرح.

قال ترامب بشأن الصحيفة «أنا اقرأها بالفعل. مع الأسف»، متابعا: «لو لم أفعل لطال عمري 20 عاما».

كما دان، تحت وقع الأسئلة المتكررة، ما يعرف بتسمية «اليمين البديل»، بعد لقاء قادة الحركة في واشنطن في نهاية الأسبوع للاحتفال بفوزه وسط تحيات نازية.

تضارب مصالح

كذلك شدد ترامب على نقطة مثيرة للجدل، هي أن امبراطورية الأعمال التي يديرها حول العالم لن تطرح تضارب مصالح له كرئيس، أقله بحسب محامين استشارهم.

وقال ترامب الذي جمع ثروة من خلال بناء شبكة واسعة من الفنادق والمباني الفاخرة، لصحافيي التايمز: «القانون الى جانبي بالكامل، لا يمكن أن يكون للرئيس تضارب للمصالح».

ومتحدثا أيضا في الإطار «النظري»، أوضح ترامب أنه قد يستطيع توقيع الشيكات عن شركته، لكنه أكد أنه سيضع حدا تدريجيا لذلك، مشيرا إلى أنه قد يترك هذه المهمة لثلاثة من أولاده.

التعذيب والنزاعات

كذلك أعلن ترامب أنه يراجع موقفه حول تعذيب الموقوفين، بعدما كان وعد خلال حملته الانتخابية باللجوء إلى هذه الأساليب، وذلك بعد لقاء مع الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي يعتزم تسميته على رأس «البنتاغون».

ونقلت الصحيفة كذلك أن ترامب يرغب في أن يكون من ينتزع اتفاق سلام لإنهاء النزاع المستعصي بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنه بقي غامضا بشأن حمام الدم في سورية، مؤكدا «علينا إنهاء الجنون الساري».

مديح للديمقراطيين

كما أغدق ترامب بالمديح على الرئيس باراك أوباما، سلفه في البيت الابيض، مؤكدا للصحيفة انه تشرف بلقائه رغم الخطاب الهجومي في حملته. كما تراجع عن تهديدات بمقاضاة خصمته الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون.

فأثناء الحملة اتهم ترامب كلينتون بإتلاف رسائل الكترونية للتغطية على انتهاكات وتزوير في مؤسستها الخيرية، فيما هتف أنصاره «اسجنوها».

ردا على سؤال إن كان سينفذ التهديد الذي وجهه مباشرة الى كلينتون أثناء مناظرتهما الثانية بتعيين نائب عام خاص للتحقيق بشأنها، أكد الرئيس المنتخب للصحيفة أن ملاحقة الزوجين بيل وهيلاري كلينتون ستثير انقساما هائلا في البلاد.

وعلى غرار أسلافه، لم يبد ترامب على عجل لتشكيل إدارته، تاركا الصحافيين أمام برج ترامب يطاردون الشائعات فيما يواصل مشاوراته في الأعلى.

استطلاع

وفي سياق متصل، أشار استطلاعان للرأي نشرا أمس الأول إلى تفاؤل أكثرية الناخبين في ان تقود جهوده من أجل أن تعود أميركا عظيمة، الى مستقبل افضل للبلاد.

وكشفت بيانات لجامعة كوينيبياك أن أغلبية الناخبين ترى من الضروري أن يتوقف عن التغريد، لكن أكثرية بدت «متفائلة بشأن السنوات الأربع المقبلة برئاسة ترامب».

ووجد استطلاع مشابه لشبكة سي إن إن-أو آر سي أن أغلبية محدودة بنسبة 53 في المئة من الناخبين ترى أن ترامب سيحسن الأداء.

وفي وقت متأخر أمس الأول وصل ترامب إلى عشاء عائلي بمناسبة عيد الشكر في منتجعه للغولف في مارالاغو بولاية فلوريدا، حيث اجتاز موكبه طريقا ملأ أنصاره جانبيها وسط هتافات الترحيب والتقاط الصور.

هالي

واختار ترامب، أمس، نيكي هالي حاكمة ولاية ساوث كارولاينا لمنصب سفيرة لواشنطن لدى الأمم المتحدة. وهالي البالغة من العمر 44 عاما ابنة لمهاجرين من الهند، وليست لها خبرة دولية تذكر.

من جهته، قال الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بترايوس، أمس، في لقاء تلفزيوني إنه سيقبل العمل في إدارة ترامب إذا طلب منه ذلك.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن بترايوس الذي استقال من منصبه كمدير لوكالة المخابرات المركزية الأميركية عام 2012 بعد كشف علاقة له خارج إطار الزواج ضمن المرشحين لمنصب وزير الدفاع.

كما أعلن ترامب أنه يدرس بجدية تسمية بن كارسون، منافسه السابق في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري، وزيرا للإسكان.

وكتب ترامب على «تويتر»: «أفكر جديا بتسمية الدكتور بن كارسون على رأس وزارة الإسكان والتنمية الحضرية. أنا أعرفه جيدا، هو شخص يملك مواهب كبيرة ويحبه الناس»!

الرئيس المنتخب يتراجع عن التعذيب وعن إلغاء اتفاقية «باريس للمناخ» وعن مقاضاة كلينتون
back to top