حذرت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل أمس، من أن «الشعبوية والتطرف السياسي في تزايد في الديمقراطيات الغربية»، وناشدت المواطنين في ألمانيا التصدي لهذه الظاهرة.

وفي خطاب أمام البرلمان (بوندستاغ) للمرة الأولى منذ إعلانها الأحد الماضي ترشحها للانتخابات العام المقبل لولاية رابعة، قالت، إن التحدي أمام حزبها المحافظ، الاتحاد المسيحي الديمقراطي، هو «الوصول إلى الناس والهامهم».

Ad

وفي الكلمة التي جاءت على هامش مناقشة عامة لموازنة عام 2017، شددت المسشارة الألمانية، على أن تشكيل الرأي من خلال الإعلام ينشأ حالياً بشكل مختلف تماماً، وحذرت من التلاعب بالرأي العام عبر الإنترنت، لافتة إلى أن «النقاش السياسي يحدث في بيئة إعلامية جديدة تماماً».

وذكرت أن «الآراء لا تتشكل بالطرق نفسها، التي كانت عليها قبل 25 عاماً»، مضيفة: «لدينا اليوم مواقع مزيفة ومستخدمون وهميون ومتنمرون، أشياء تجدد نفسها، وتفرض آراء مع خوارزميات معينة وعلينا التعامل معها».

وبينت المستشارة الألمانية أنه ظهر بشكل مفاجئ أن قاعدة القيم المشتركة، التي يفترض أنها آمنة والمتمثلة في الحرية والديمقراطية والقانون، لم يعد يتم النظر إليها على أنها شيئاً بديهياً، مشددة على ضرورة أن تتعامل الأوساط السياسية مع هذه الظواهر.

وأكدت دعمها لمبادرات من ائتلافها الحكومي بالقضاء على خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في وجه ما وصفته بالمخاوف بشأن استقرار النظام المألوف لدينا.

وأعلنت «غوغل» و«فيسبوك» الأسبوع الماضي، قطع عائدات الإعلانات التابعة للمواقع الإخبارية المزيفة، بعد حملة الانتخابات الأميركية، التي يشتبه في تأثيرها على نتيجتها المفاجئة.

وفي شأن الإنفاق الدفاعي، أكدت ميركل أن على بلادها زيادة إنفاقها الدفاعي ليصل إلى 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، لكنها قللت التوقعات بأن تحقق ألمانيا هذا الهدف في المستقبل القريب.

وأضافت ميركل: «تظهر ميزانيتنا الدفاعية أننا لن نصل إلى النقطة التي يجب أن نكون عندها، إذا ما تحدثنا عن توقعات شركائنا في حلف شمال الأطلسي».

وأضافت: «أعلم أن طريقاً طويلاً أمامنا حتى نصل إلى هدف 2 في المئة، الذي وضعه الحلف بشأن الإنفاق الدفاعي، ولا أستطيع أن أتعهد بأننا سنحقق ذلك في المستقبل القريب، لكن التوجه يجب أن يكون واضحاً... نسير في اتجاه هذا الهدف وتنفيذه».

وتشغل ميركل «62 عاماً» منصب المستشارية منذ 11 عاماً، وهي فترة قياسية في الحكم في الدول الغربية.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أنها تتمتع بفرص كبيرة للفوز. لكن حزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي فقد زخمه مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر أو اكتوبر 2017.

وبذلك ستحطم ميركل الرقم القياسي في مدة الحكم لـ14 عاماً في ألمانيا، الذي سجله المستشار كونراد اديناور بعد الحرب العالمية الثانية. لكنها ستعادل سلفها وراعيها السياسي هلموت كول، الذي بقي مستشاراً لـ16 عاماً.

استطلاع

في سياق آخر، أظهر استطلاع حديث أن أكثر من نصف المواطنين الألمان يأملون أن يتولى رئيس البرلمان الأوروبي الحالي مارتن شولتز منصب وزير الخارجية الاتحادي خلفاً لفرانك فالتر شتاينماير.

وأوضح الاستطلاع، الذي أجراه معهد «فورزا» لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من مجلة «شترن» الألمانية أن نحو 54 في المئة من المواطنين الألمان يفضلون أن يروا السياسي الألماني البارز شولتز كخليفة لشتاينماير، حال اختيار الأخير لمنصب الرئيس الاتحادي في شهر فبراير القادم.

وبحسب الاستطلاع، يحظى شولتز بالتأييد الأكبر له بين أتباع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا المنتمي إليه، حيث بلغت نسبة المؤيدين له من هذا الحزب 73 في المئة، وبلغت 62 في المئة من حزب الخضر و61 في المئة بين أتباع الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل.

لكن 24 في المئة من الأشخاص، الذين شملهم الاستطلاع عموماً لايرغبون في رؤية شولتز في هذا المنصب، في حين أوضح 22 في المئة من المشاركين بالاستطلاع أنه ليس لديهم التصور عن هذا الأمر.

إضراب

وأمس، شهدت رحلات شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران بلبلة كبيرة مع إلغاء حوالي 900 رحلة بسبب إضراب لطياريها سيستمر اليوم أيضاً.

وكانت الشركة أعلنت منذ الثلاثاء الماضي إلغاء 876 رحلة من أصل حوالي ثلاثة آلاف تؤمنها، وبينها 51 رحلة دولية، بما يشمل حوالي مئة ألف راكب. وهو الإضراب الـ14 لطياري لوفتهانزا منذ 2014.