كفِّنوهم... بتراب حلب
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
تراب حلب... أغلى من كل أقمشة بدل جنرالات العرب الأبطال المرصعة بنياشين الوهم وحروب "تان تان"، وأنعم من ملمس الحرير الذي يتقلب عليه الزعماء في مخادعهم وهم يتابعون على الشاشات جر الأطفال من تحت الركام في الصاخور وباب النيرب، وهم ملطخون بتراب الشرف من رؤوسهم حتى أخمص الأقدام، وهم مصرون على أن يواجهوا الزلزال.تراب حلب... حفنة منه أغلى من كل الورق المسجلة عليه ثروات أمة عقيمة، وخطبها العروبية الرقيعة، وجامعتها المتواطئة القعيدة، تذبحها ثارات الفرس بأيادٍ عربية أثيمة، ونشار رقاب أطفال سورية من "المهاجرين" يدعي أنه لها زعيم، ومهرجها منافق ينتسب بكنيته إلى دريد العرب، وهو يرقص على جثث أبناء وطنه بـ"كأس" اللؤم والضغينة.فبالله عليكم كفنوا الشهداء بتراب حلب... فحباته "ستجُب" كل نجاسة همجية البشرية... ومن تربتها ستنهض سورية الأبية.